وفي النهاية تقول إيمان عبد الرازق: إن ما يؤلمني أن زوجي ثري وليس فقيرًا فعنده عمارة كاملة وسيارة ووظيفة ومحل تجاري. أما سلوى حواش فهي زوجة منذ ستة أعوام.. تحكي جانبًا آخر من جوانب البخل فتقول: فوجئت بأن زوجي حينما يشتري اللحم يقطعه قطعًا ويعد هذه القطع ويحسبها جيدًا خوفًا من أن آكل شيئًا من ورائه.. ثم فوجئت به يشتري قفلاً لجهاز التليفون حتى لا أتحدث فيه وبالتالي لا يدفع ثمن المكالمات.. وإذا اشترى فاكهة يشتري نصف كيلو فاكهة وعادة ما يأكل أكثر من نصفه وحده ويترك لنا أنا والأولاد أقل القليل.. ويدعي الفقر ويشكو من الحاجة.. ويحاول أن نزور أهلنا والأصدقاء في أوقات الغذاء ليأكل عندهم.. وكدت أصدق أنه فقير ثم فوجئت به يشتري سيارة ولكنه جعلها كالمعطلة فيمشي على قدميه ويتركها خوفًا من استهلاك البنزين. وإذا خرجنا نشتري شيئًا لأولادنا أجده يبحث عن بائعين متجولين يعرفهم ويعرفونه ويشتري ملابس سبق لبسها ولكنها تم غسلها وكيها. أما سعدية عبد البر فمتزوجة منذ عشرين عامًا ولديها خمسة من الأبناء تقول: زوجي بخيل لدرجة المرض.. البخيل على زوجته الحامل. وأنا أشفق عليه وأتصور أن الله قد أرسلني له كي أتحمله.. فمستحيل أن تتحمله إنسانة غيري.
تاريخ النشر: 2003-08-30 23:23:43 المجيب: د. أحمد الفرجابي تــقيـيـم: السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أما بعد: فأنا أبث إليكم معاناتي ليس لكي تواسوني، بل لتواسوا قلبي الجريح وألمي المر. فأنا فتاة أعيش بين أسرة مفككة: أب لا يعرف الرحمة ولا يحب زوجته، ويحاول بكل الوسائل جرحها وإهانتها، وبالرغم من كل ذلك فهو مصاب بداء خطير ومرض نفسي مدمر، ألا وهو البخل والنفاق. البخيل على زوجته بضربها بعصا وكويها. بالرغم أن لديه من المال الكثير، والله! لا تصدقونني لو قلت لكم: إن لديه جمعية وعقارات ومنازل وأراضي زراعية وفيلا، كل ذلك في الخارج ونحن هنا نعيش في بيت إيجار ولا يعطينا من مصروفه ريالاً واحداً، ونعيش على حساب إخوتنا، وليت الأمر انتهى على ذلك، ولكنه لا يترك أمي لحالها ويأخذ منها كل يوم صباحاً مبلغاً من المال، بالرغم من علمه أنها لا تملك إلا مصروف البيت وهو يملك الكثير في البنك، وليس هذا أيضاً هو ما يجرحني، ولكن الذي يجرحني عندما يمد يده مثل الفقراء لزوجات إخوتي ويطلب منهن خمسة ريالات لكي يذهب بالتاكسي ويردونه خائباً! مع أن جميع إخوتي يعطونه مصروفاً كل شهر ولكن سرعان ما يذهب بتلك الأموال إلى البنك. لا نعرف له دواءً، ولداء النفاق الذي به، ووالله!
لو أشرح لكم لما كفى كتاب كامل، وهو أيضاً يصرف على الغير، ولكن لا يصرف علينا نصف ريال، ويعمل لبعضهم تذاكر ونحن أبناؤه وبناته لا نجد منه شيئاً. ولا يطيق رؤيتنا، ويسعد إذا رآنا محرومين من النعم أو يقوم أحد بإذلالنا، ويسبنا يومياً، ويعود علينا بالرغم من أننا نقوم بواجباته وحقوقه، وهو لا يقوم بأبسط حقوقنا وهي أن يعبرنا بكلمة لطيفة أو تشجيع. أبناؤه جميعهم لا يريدون رؤيته؛ لأنهم مجرد أن يروه فإنه يقوم بطلب المال والأغراض ويقوم بتوزيعها على أناس أغنياء بغرض المصلحة وعلى حساب أبنائه. البخيل على زوجته فشلت في ابتزازه. أتدرون كم يبلغ من العمر؟ إنه الآن يبلغ 75 عاماً، ولا يستطيع المشي جيداً، ويبول في ملابسه أعزكم الله، وأنا من أتولى تنظيفه راجية من الله الأجر والمثوبة. أفيدوني جزاكم الله خيراً. الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ أمة الودود حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك. أختي الكريمة! أرجو أن تحرصي على إرضاء هذا الوالد فقد أصبح كبير السن، بل لا يجوز أن يظهر الإنسان له الغضب، فقد قالت عائشة رضي الله عنها: (ما برَّ أباه من أحدَّ إليه النظر عند الغضب)، ونحن نقدر هذه المعاناة ولكن أرجو استخدام اللطف معه ومعالجة هذا الأمر مع إخوانك حتى لا يحتاج إلى زوجات أبنائه في متطلباته اليسيرة.