اللافت هنا هو انتقاد جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) ما سماه "الخطاب التصعيدي" للافروف. وقال كيربي: "واضح أنه غير مفيد وغير بناء… لا يمكن الانتصار في حرب نووية، ولا ينبغي خوضها. ما من سبب يدفع الصراع الحالي في أوكرانيا للوصول إلى ذلك المستوى على الإطلاق". قصه الفروله للشعر الطويل. وفي مؤشر آخر على احتمال اتساع نطاق الصراع، اتهمت أوكرانيا روسيا بمحاولة جر منطقة ترانسدنيستريا المنشقة في مولدوفا المجاورة إلى حربها على كييف، بعد أن قالت سلطات المنطقة المدعومة من موسكو: إنها استُهدفت بسلسلة من الهجمات. قالت السلطات في منطقة ترانسدنيستريا غير المعترف بها، الواقعة على حدود جنوب غرب أوكرانيا وتحتلها القوات الروسية منذ تسعينيات القرن الماضي: إن انفجارين دمرا برجين إذاعيين يبُثان باللغة الروسية، وإن إحدى وحداتها العسكرية تعرضت لهجوم. وقدمت السلطات قليلاً من التفاصيل، لكنها حملت أوكرانيا مسؤولية ما حدث، ورفعت مستوى التهديد الإرهابي بالمنطقة إلى الأحمر. وحمّلت مايا ساندو، رئيسة مولدوفا الموالية للغرب، "فصائل من داخل منطقة ترانسدنيستريا مؤيدة للحرب ومهتمة بزعزعة استقرار الوضع في المنطقة"، المسؤولية عن "محاولات التصعيد".
وقال أوستن للصحفيين بعد رحلته إلى أوكرانيا: "بوسعهم تحقيق النصر إذا توافرت لديهم المعدات المناسبة والدعم المناسب". قصة للشعر الطويل في المنام. المنظمون للفعالية لم ينشروا بياناً رسمياً بشأن الدول المشاركة، ومستوى تمثيل تلك الدول، لكن مسحاً لقاعة الاجتماعات أظهر أن المشاركين بالأساس هم الدول الأوروبية، إضافة إلى أستراليا وكينيا وتونس وإسرائيل، كما شارك ممثلون عن كوريا الجنوبية واليابان افتراضياً، بحسب تقرير لموقع Euractiv، الذي أضاف أن جميع أعضاء الناتو والاتحاد الأوروبي كانوا ممثلين في الفعالية. وفي الوقت الذي دخل فيه الهجوم الروسي على أوكرانيا شهره الثالث، يمكن القول: إن تلك الفعالية الأمريكية على الأراضي الأوروبية تمثل تصعيداً كان الغرب يحجم عنه خلال الأسابيع الأولى للحرب، التي تصفها موسكو بأنها عملية عسكرية خاصة هدفها نزع سلاح أوكرانيا والقضاء على "القوميين النازيين" في كييف، بينما يصفها الغرب بأنها غزو غير مبرر. الناتو إذ كانت أوكرانيا قد طلبت من الناتو فرض منطقة حظر طيران فوق أراضيها، لكن إدارة الرئيس جو بايدن رفضت المقترح خشية أن يؤدي ذلك إلى التصعيد وتحول الحرب في أوكرانيا إلى مواجهة بين روسيا وحلف الناتو، وللسبب نفسه رفضت واشنطن أيضاً عرض بولندا توصيل طائرات ميغ إلى كييف.
كما شدد الوزير الأمريكي على أن "دولاً من سائر أنحاء العالم تحركت لتلبية الاحتياجات الملحة لأوكرانيا.. ونرى مزيداً منها كل يوم". 6 افتكاسات بـ«المانجة» لازم تجربها.. منها «السلطة الحارة والبص.... روسيا أوكرانيا لافوف مفاوضات النوايا الأمريكية أصبحت غير متوارية، بحسب وجهة النظر الروسية، والهدف الآن بات يتمثل في السعي إلى إلحاق الهزيمة العسكرية بالجيش الروسي في أرض المعركة، من خلال سد الفجوة بين قوة الجيشين الروسي والأوكراني بتوفير معدات عسكرية ثقيلة لكييف. وفي هذا السياق يمكن قراءة رد الفعل الروسي، سواء من خلال تصريحات وزير الخارجية سيرغي لافروف، أو من خلال خطوة وقف إمدادات الغاز لبولندا وبلغاريا لعدة ساعات، حتى تعهدت الدول الأوروبية بتسديد قيمة الغاز الروسي بالروبل استجابة لمرسوم بوتين الذي كان قد أصدره نهاية مارس/آذار الماضي. ففي تصعيد واضح للخطاب الروسي، سُئل لافروف على التلفزيون الحكومي عن احتمالية الحرب العالمية الثالثة، وما إذا كان الوضع الحالي مشابهاً لأزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 التي كادت تشعل حرباً نووية. وقال لافروف، بحسب نص المقابلة الذي نشرته وزارة الخارجية على موقعها الإلكتروني: "الخطر جاد وحقيقي، وعلينا ألا نهون من شأنه". وأضاف أن ما يفعله حلف شمال الأطلسي بإمداد أوكرانيا بالأسلحة يعني "في جوهره" أن التحالف الغربي ضالع في حرب بالوكالة مع روسيا.