أهداء من مجلة توب ماكس تكنولوجي مخطوطة لتصاميم تهاني الأعراس بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما على خير للتحميل من هنا شارك هذا الموضوع Twitter Facebook WhatsApp Google+ LinkedIn Pin It Pin It Pin It Pin It
تاريخ النشر: ٢٥ / محرّم / ١٤٢٦ مرات الإستماع: 3026 الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: فكنا نتحدث عن حديث أنس في خبر أمه أم سليم - ا، مع زوجها أبي طلحة، وذلك حينما مات ابنه الذي كان يحبه حباً شديداً، فأخفت ذلك عليه، ثم بعد ذلك قربت له العشاء فتعشى، ثم أصاب منها، فلما فرغ قالت: واروا الصبي. فلما أصبح أبو طلحة أتى رسول الله ﷺ فأخبره، كما جاء في بعض روايات الحديث أنه غضب وعاتبها، وقال لها: تركتيني حتى تلطختُ ثم بعد ذلك أخبرتيني بموته، فذهب إلى النبي ﷺ فأخبره، فقال له النبي ﷺ: أعرّستم الليلة؟ ، يعني: هل أصبتَ منها؟ قال: نعم، قال: اللهم بارك لهما ، دعا لهما بالبركة. فولدت غلاماً، فقال لي أبو طلحة -أبو طلحة يقول لأنس: احمله حتى تأتي به النبي ﷺ، وبعث معه بتمرات، وفي بعض الروايات أنه نهاهم أن يرضعه أحد حتى يأتي به النبي ﷺ، من أجل أن يكون أول ما يقع في جوفه هو ريق رسول الله ﷺ، فأتى به النبي ﷺ ومعه هذه التمرات، فقال النبي ﷺ: أمعه شيء؟ ، قال: نعم، تمرات، يعني: قليلة، وكان من عادتهم إذا جاءهم المولود أن يأتوا به إلى رسول الله ﷺ ليدعو له بالبركة، وكأنهم عرفوا هذا من هدي رسول الله ﷺ فبعثوا بالغلام قبل أن يصل إلى جوفه شيء، ووضعوا هذه التمرات معه من أجل أن تكون شيئاً يحنك به.
وهذا يدل على صبرها، وثباتها ويقينها الكامل، المرأة في العادة ضعيفة، فما الذي أورثها هذا الصبر؟ هو الإيمان بالله ، فتتحول النساء إلى مثل هذه الحال من التجلد والصبر العظيم الذي يعجز عنه أقوياء الرجال، والخنساء كانت تقول حينما بكت أخاها صخراً عاماً كاملاً: ولولا كثرةُ الباكين حولي على إخوانهم لقتلتُ نفسي فلما أُخبرت عن استشهاد أبنائها الأربعة في أحد الوقائع قالت: الحمد لله الذي بشرني باستشهادهم، فما الذي حولها من هذه الحال؟ هو الإيمان، فيحول النفوس إلى حال عجيبة، فإذا استقر في القلوب، واكتمل حتى صار الإنسان في حال من اليقين أورثه هذا الثبات العظيم. وبعد أن تعشى وأصاب منها قالت: واروا الصبي، يعني: ادفنوه، فتنغص وتكدر، فلما أصبح أبو طلحة أتى رسول الله ﷺ، فأخبره. بارك الله لكما خط. أخرجه البخاري، كتاب العقيقة، باب تسمية المولود غداة يولد لمن لم يعق عنه وتحنيكه (5/ 2082)، رقم: (5153)، ومسلم، كتاب الآداب، باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته وحمله إلى صالح يحنكه وجواز تسميته يوم ولادته واستحباب التسمية بعبد الله وإبراهيم وسائر أسماء الأنبياء -عليهم السلام- (3/ 1689)، رقم: (2144). أخرجه البخاري، كتاب الأدب، باب الانبساط إلى الناس (5/2270)، رقم: (5778).
بخلاف ما إذا سُمي –مثلاً- "مبارك" وقد يكون أبعد ما يكون عن البركة، أو يُسمَّى "طيب"، أو يسمى "صالح"، أو يسمى "خير"، أو يسمى "تقي الدين"، أو نحو ذلك من الأسماء التي قد لا تصدق على هذا المسمى، ويكون فيها تزكية له، أما حارث وهمام فهي صادقة عليه. بارك الله لكما وبارك عليكما بخط جميل. فينبغي التسمي بالأسماء الطيبة الحسنة، التي لا تكلف فيها، وتحمل معانِيَ حسنة، أما ما ابتلي به الناس اليوم من الإغراب، وتتبع الأسماء التي لم يُسبقوا إليها، وإذا سئل الواحد منهم ما معنى هذا الاسم؟ لا يعرف، كأن يسمي الأب ولده "راكان"، فما معنى هذا الإسم؟ أو يسميه "بندر"، فالذي نعرف أن البندر هو القرد، لا منظر ولا معنى. والبعض يسمي ابنته نشوة، أو فاتن، وأقبح من هذا كله أن تسمى بأسماء نصرانية، كأن يسميها يارا وما أشبه ذلك، وإذا سألته يقول: لا، هذا عربي، وهو ليس بموجود في القواميس كلها، فلا ينبغي للإنسان أن يكون همه فقط البحث عن الإسم الغريب. وأما العجم فحدث ولا حرج، رأينا من يُسمَّى بـ "جنهم"، و"خنزير"، وأما الأسماء الأخرى فـ "رفيق الإسلام"، و"زيتون"، يفتحون المصحف فينظر أي كلمة أمامه لا يفهم معناها، فيرى لفظة "جنهم"، أو "لظى" ويسمي الولد بها، هذه حقيقة ليست مبالغة، رأينا هذا في البلاد الأعجمية.
إنَّ أباه مروان قد جعل العهد من بعده لأخيه عبد العزيز بن مروان، ولكنَّ عبد الملك يرى بنيه أحقَّ بهذا العرش وأقدر على صيانته، لولا أنَّ بنيه كثير، قد تقاربوا أعمارًا، وتشابهوا مزايا، وتشاكلوا كفاية. ٦ لو لم يكن الوليد لحَّانًا لا يكاد يُقيم لسانه بالعربية، متلافًا لا يكاد يُمسك درهمًا … إنه لأحبُّ إلى عبد الملك، وإنَّ أمه لأدنى إلى قلبه منزلة. ٧ لو لم يكن سليمانُ بطينًا أكولًا تيَّاهًا كثير العجب بنفسه … إنَّ أمه العبسية لترجوه كما ترجو أخاه الوليد، ولكن الوليد أسَنُّ منه. ٨ وإنَّ هشامًا لحقيق بأن يَلِي هذا الأمر يومًا، لولا أنه جبانٌ بخيل، ولولا خشيةُ ما يتدسَّسُ إليه من حُمقِ أمِّه المخزومية، وما كان عبد الملك ليولي عهده ابن مطلَّقَته الحمقاء، ويَدَع الذين نشئوا على عينيه من بنيه. مَسلمة بن عبد الملك ;. ٩ وإنَّ يزيد لأعْرَقُ بنيه أمومة، ١٠ فأُمُّه عاتكةُ بنتُ يزيدَ بن معاوية، أبوها خليفة، ١١ وجدُّها خليفة، ١٢ وزوجها خليفة، ١٣ فما أحرى ولدها أنْ يكون خليفة كذلك فيضمَّ المجد من أطرافه، لولا أنَّ يزيد لم يزل صبيًّا لم يبلُغ مبلغ أهل الرُّشد. وهناك — إلى هؤلاء — عبد العزيز بن مروان أخو الخليفة، ما يزال يطمع في العرش بعد عبد الملك، بعهدٍ من أبيه مروان.
وقال في العِبَر [10]: "كان مَوْصوفًا بالشَّجاعة والإقْدام، والرَّأْي والدَّهاء". وقال في تاريخ الإسلام [11]: "وكان بطلًا شجاعًا مَهيبًا، له آثار حَميدة في الحروب". وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في البداية والنهاية [12]: "كانت لمَسْلَمَة مَواقف مَشهورة، ومَساعِي مَشْكورة، وغَزوات متتالية مَنْثُورة، وقد افتتح حُصُونًا وقِلاعًا، وأحيا بعَزْمه قُصُورًا وبِقاعًا، وكان في زمانه في الغَزَوات نَظِير خَالد بن الوليد رضي الله عنه في أيامه، في كَثْرَة مَغازِيه، وكَثْرة فُتُوحه، وقُوة عَزْمِه، وشِدَّة بَأْسِه، وجَوْدَة تَصَرُّفه في نَقْضِه وإبْرامِه، وهذا مع الكرم والفصاحة" انتهى. وقال الأَبْشِيْهِي في المُسْتَطْرَف [13]: "مَسْلَمَة بن عبد المَلِك بن مَرْوان، فَحْلُ [14] بَنِي أُمَيَّة، وفارِسُها ووالِي حُروبها". تاريخ وفاته رحمه الله تعالى ومَوْضِعُها: ذكر خَلِيْفة بن خَيَّاط في تاريخه [15] ، ويَعْقوب بن سُفيان [16] أن وفاة مَسْلَمَة بن عبد المَلِك رحمه الله تعالى كانت سنة عشرين ومائة، بينما ذكر ابن عائِذ صاحب كتاب الصَّوائِف [17] ، والدُّولابِي صاحب كتاب الكُنَى [18] ، والبَلاذُرِيُّ في أنساب الأشراف [19] أنه توفي سنة إحدى وعشرين ومائة، ونَصَّ على ذلك الذهبي في الكاشف [20] ، والعِبَر (رواه عنه ابن عساكر في تاريخ دمشق: [1/118]).
المصادر: البداية والنهاية (9\ 328: 286). العبر في خبر من غبر (1\118). تصفّح المقالات