وفي ذخائر العقبى للمحب الطبري ، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: كنا عند النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم) في سفر فنزلنا بغدير خم ، فنودي فينا ، الصلاة جامعة ، وكسح لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) تحت شجرة فصلى الظهر وأخذ بيد علي ، وقال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه. قال: فلقيه عمر بعد ذلك ، فقال: هنيئا لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة " أخرجه أحمد في مسنده ، وأخرجه في المناقب من حديث عمر وزاد بعد قوله وعاد من عاداه وانصر من نصره وأحب من أحبه. قال شعبة أو قال وأبغض من بغضه " وعن زيد بن أرقم قال: استشهد علي بن أبي طالب الناس ، فقال أنشد الله رجلا سمع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: " من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه فقام ستة عشر رجلا فشهدوا المحب الطبري: ذخائر العقبى – ص 67. وأخرج ابن المغازلي الشافعي حديث الغدير بطرق كثيرة ، فتارة عن زيد بن أرقم ، وأخرى عن أبي هريرة ، وثالثة عن أبي سعيد الخدري وتارة عن علي بن أبي طالب ، وعمر بن الخطاب ، وابن مسعود وبريدة ، وجابر بن عبد الله ، وغير هؤلاء.
وهذا نص الحديث كما في فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج2ص707ح967: " عن رياح الحارث قال: جاء رهط إلى علي بالرحبة ، فقالوا: السلام عليك يا مولانا. فقال: كيف أكون مولاكم ، وأنتم قوم عرب ؟ ، قالوا: سـمعنا رسول الله يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فهذا مولاه. قال رياح: فلما مضوا اتبعتهم فسألت من هؤلاء ؟ قالوا: نفر من الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري ". ذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة المجلد الرابع ص340 وعلق عليه ( قلت: وهذا إسناد جيد رجاله ثقات) ، وكذا علق عليه محقق كتاب فضائل الصحابة وصي الله بن محمد عباس بقوله ( إسناده صحيح). فيتضح أن الشيعة عندما فهموا قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه) بأن الإمام علي عليه السلام أصبح أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، كان هو المعنى الصحيح والمستفاد من الروايات الصحيحة عند أهل السنة ، وهو بعينه الذي فهمه الصحابة من هذا الحديث الشريف ، والفهم والعلم شيء والتطبيق والإيمان شيء آخر. ………………………………………………………………………………………………………… ( صحيفة الصراط المستقيم – العدد 18 – السنة الثانية – بتاريخ 23-11-2010 م -17 ذو الحجة 1431 هـ. ق)
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلى على محمد وال محمد *** *** * *** *** نزل جبرائيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه واله بقوله تعالى( بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته)سورة المائدة من الاية 68.
يقول الحاكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، وقد أخرجه الحافظ الذهبي في تلخيصه على المستدرك... " الحاكم: المستدرك على الصحيحين - ج 3 - ص 109 وأيضا الحافظ الذهبي في تلخيصه. مصادر أخرى للحديث... ابن حجر العسقلاني: الإصابة - ج 2 - ص 15 - وأيضا ج 4 - ص 568. المقريزي: الخطط - ج 2 - ص 92. الإمام أحمد في مسنده: ج 1 - ص 331 ط 1983. البيهقي: كتاب الاعتقاد - ص 204 - وأيضا 217 ط بيروت - 1986. السيوطي: الجامع الصغير - ج 2 - ص 642. السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 169. المحب الطبري: الرياض النضرة - ج 2 - ص 172. ابن خلكان: وفيات الأعيان - ج 4 - ص 318 ، 319. الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد - ج 7 - ص 437. ابن قتيبة: الإمامة والسياسة ج 1 - ص 109.
القول في تأويل قوله تعالى: ( مطاع ثم أمين ( 21) وما صاحبكم بمجنون ( 22) ولقد رآه بالأفق المبين ( 23) وما هو على الغيب بضنين ( 24) وما هو بقول شيطان رجيم ( 25) فأين تذهبون ( 26)). يقول تعالى ذكره: ( مطاع ثم) يعني جبريل صلى الله عليه وسلم ، مطاع في السماء تطيعه الملائكة ( أمين) يقول: أمين عند الله على وحيه ورسالته وغير ذلك مما ائتمنه عليه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. [ ص: 259] ذكر من قال ذلك: حدثني أبو السائب ، قال: ثنا عمر بن شبيب المسلي ، عن إسماعيل بن أبي خالد. عن أبي صالح: ( مطاع ثم أمين) قال جبريل عليه السلام ، أمين على أن يدخل سبعين سرادقا من نور بغير إذن. حدثنا محمد بن منصور الطوسي ، قال: ثنا عمر بن شبيب ، قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد ، قال: لا أعلمه إلا عن أبي صالح ، مثله. حدثنا سليمان بن عمر بن خالد الأقطع ، قال: ثني أبي عمر بن خالد ، عن معقل بن عبيد الله الجزري ، قال: قال ميمون بن مهران في قوله: ( مطاع ثم أمين) قال: ذاكم جبريل عليه السلام. الباحث القرآني. حدثني محمد بن سعد ، قال: ثني أبي ، قال: ثني عمي ، قال: ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، في قوله: ( ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين) قال: يعني جبريل.
ونسأله تعالى؛ الحفظ والتوفيق الظاهر والباطن؛ وهو اللطيف الواسع العليم، آمين. والحمد لله رب العالمين. ابنه وخادمه محمّد
من أراد أن يعلم بالحوادث التي تكون يوم القيامة فليقرأ سورة التكوير، ففي بداية هذه السورة ذكر للأهوال العظيمة التي تصيب المخلوقات في ذلك اليوم العظيم، وفي ختامها إثبات لنبوة النبي صلى الله عليه وسلم، ووصف جبريل عليه السلام بالقوة والأمانة، ووصف القرآن بأنه ذكر لمن شاء الهداية والاستقامة، ومشيئة العباد تحت مشيئة الله.