وقول ابن جرير يحتمل أن يكون المراد بقوله " إرم ذات العماد" قبيلة أو بلدة كانت عاد تسكنها فلذلك لم تصرف. فيه نظر لأن المراد من السياق إنما هو الإخبار عن القبيلة.
والثاني: أن إرم اسم لبلدتهم التي كانوا فيها ثم قيل تلك المدينة هي الإسكندرية وقيل دمشق. جريدة الرياض | مهندس سعودي يكشف حقيقة مدينة «إِرَمَ» وزيف فيلم نيكولاس كلاب والصور المزعومة في الإنترنت. والثالث: أن إرم أعلام قوم عاد كانوا يبنونها على هيئة المنارة وعلى هيئة القبور ، قال أبو الدقيش: الأروم قبور عاد ، وأنشد: بها أروم كهوادي البخت [ ص: 152] ومن الناس من طعن في قول من قال: إن إرم هي الإسكندرية أو دمشق ، قال: لأن منازل عاد كانت بين عمان إلى حضرموت وهي بلاد الرمال والأحقاف ، كما قال: ( واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف) [ الأحقاف: 21] وأما الإسكندرية ودمشق فليستا من بلاد الرمال. المسألة الثالثة: إرم لا تنصرف قبيلة كانت أو أرضا للتعريف والتأنيث. المسألة الرابعة: في قوله: ( إرم) وجهان وذلك لأنا إن جعلناه اسم القبيلة كان قوله: ( إرم) عطف بيان لعاد وإيذانا بأنهم عاد الأولى القديمة وإن جعلناه اسم البلدة أو الأعلام كان التقدير بعاد أهل إرم ثم حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه ، كما في قوله: ( واسأل القرية) [ يوسف: 82] ويدل عليه قراءة ابن الزبير " بعاد إرم " على الإضافة. المسألة الخامسة: قرأ الحسن: ( بعاد إرم) مفتوحين وقرئ: ( بعاد إرم) بسكون الراء على التخفيف كما قرئ: ( بورقكم) وقرئ: ( بعاد إرم ذات العماد) بإضافة ( إرم) إلى ( ذات العماد) وقرئ: ( بعاد أرم ذات العماد) بدلا من " فعل ربك " ، والتقدير: ألم تر كيف فعل ربك بعاد جعل ذات العماد رميما ، أما قوله: ( ذات العماد) ففيه مسألتان: المسألة الأولى: في إعرابه وجهان وذلك لأنا إن جعلنا: ( إرم) اسم القبيلة فالمعنى أنهم كانوا بدويين يسكنون الأخبية والخيام والخباء لا بد فيها من العماد ، والعماد بمعنى العمود.
إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) واختلف أهل التأويل في تأويل قوله: ( إرَمَ) فقال بعضهم: هي اسم بلدة، ثم اختلف الذين قالوا ذلك في البلدة التي عُنِيت بذلك، فقال بعضهم: عُنِيت به الإسكندرية. * ذكر من قال ذلك: حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثني يعقوب بن عبد الرحمن الزهريّ، عن أبي صخر، عن القُرَظي، أنه سمعه يقول: ( إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ) الإسكندرية. قال أبو جعفر، وقال آخرون: هي دِمَشق. * ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عبد الله الهلالي من أهل البصرة، قال: ثنا عبيد الله بن عبد المجيد، قال: ثنا ابن أبي ذئب، عن المقْبري ( بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ) قال: دمشق. وقال آخرون: عُنِي بقوله: ( إرَمَ): أمة. * ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمارة، قال: ثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد قوله: ( إرَمَ) قال: أمة. وقال آخرون: معنى ذلك: القديمة. إرم ذات العماد |. * ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( إرَمَ) قال: القديمة. وقال آخرون: تلك قبيلة من عاد. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ) قال: كنا نحدّث أن إرم قبيلة من عاد، بيت مملكة عاد.
قوله تعالى: التي لم يخلق مثلها في البلاد [ ص: 42] الضمير في مثلها يرجع إلى القبيلة. أي لم يخلق مثل القبيلة في البلاد: قوة وشدة ، وعظم أجساد ، وطول قامة عن الحسن وغيره. وفي حرف عبد الله التي لم يخلق مثلهم في البلاد. وقيل: يرجع للمدينة. والأول أظهر ، وعليه الأكثر ، حسب ما ذكرناه. ومن جعل إرم مدينة قدر حذفا ، المعنى: كيف فعل ربك بمدينة عاد إرم ، أو بعد صاحبه إرم. وإرم على هذا: مؤنثة معرفة. واختار ابن العربي أنها دمشق; لأنه ليس في البلاد مثلها. ثم أخذ ينعتها بكثرة مياهها وخيراتها. موقع مدينة إرم ذات العماد - موضوع. ثم قال: وإن في الإسكندرية لعجائب ، لو لم يكن إلا المنارة ، فإنها مبنية الظاهر والباطن على العمد ، ولكن لها أمثال ، فأما دمشق فلا مثل لها. وقد روى معن عن مالك أن كتابا وجد بالإسكندرية ، فلم يدر ما هو ؟ فإذا فيه: ( أنا شداد بن عاد ، الذي رفع العماد ، بنيتها حين لا شيب ولا موت). قال مالك: إن كان لتمر بهم مائة سنة لا يرون فيها جنازة. وذكر عن ثور بن زيد أنه قال: أنا شداد بن عاد ، وأنا رفعت العماد ، وأنا الذي شددت بذراعي بطن الواد ، وأنا الذي كنزت كنزا على سبعة أذرع ، لا يخرجه إلا أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - وروي أنه كان لعاد ابنان: شداد وشديد فملكا وقهرا ، ثم مات شديد ، وخلص الأمر لشداد فملك الدنيا ، ودانت له ملوكها فسمع بذكر الجنة ، فقال: أبني مثلها.
د. محمد فرشوخ* يقول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ، إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ، الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ} [سورة الفجر: 6 – 8]. وقد أكثرَ المشككون ومنذ عدة قرون من أن قصة عاد قوم سيدنا هود ما هي إلا أسطورة، وأن بلدة إرم ليس لها أثر يذكر لا في جزيرة العرب ولا في جوارها. وكتب عن المدينة المفقودة في الصحراء أكثر من كاتب وباحث ومغامر وأديب. حتى حيكت حولها بعض الأساطير. وتتكرر في القرآن الكريم العبر من قصة سيدنا هود وقومه الجبارين في أكثر من سورة، ومن أصدق من الله تعالى قيلا؟ وإذ بالسكان العرب المجاورين لصحراء الربع الخالي، يتناقلون منذ قرن من الزمن أن آثارا بين الرمال بدأت تتكشف تباعاً تدل على حاضرة بائدة تقع في حضرموت في منطقة تابعة لسلطنة عمان في الوقت الحاضر. منطقة التصوير الفضائي كان آخر المغامرين نيكولاس كلاب Nicholas Clapp الذي استعان بوكالة النازا لتصوير الطرق التجارية المندثرة تحت الرمال في المنطقة المذكورة. فدلت خرائط النازا على نقطة التقاء هذه الطرق حيث قامت بعثة أميركية عربية بالتنقيب. وكان ذلك في أواخر العام 1991م. نشرت جريدة التايم ملخص الاكتشاف المذكور في عددها الصادر في 17 شباط/ فبراير عام 1992م وأشارت إلى وجود مدينة محصنة بسور تشرف عليه ثمانية أعمدة وأبراج يبلغ ارتفاع كل منها 9 أمتار، تتسع المدينة لحوالي 150 فرداً يرجح أنهم علية القوم وحاشيتهم، ويقيم بالواحة في جوار المدينة بضعة آلاف من عامة الناس.
الشاعر فهد الشهراني - YouTube
الدنيا علمتني - الشاعر / فهد الشهراني - YouTube
تعليقات الزوار كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي موقع الشعر. التعليقات المنشورة غير متابعة من قبل الإدارة. للتواصل معنا اضغط هنا.