آن الآوان أن نكثر من قراءة الشعر والقصص، أن نشاهد الأفلام البعيدة عن العنف. بدلا من نشر منشورات تدعو للتوقف عن العنف والتنمر والظلم والفقر والمرض، لنبدأ بنشر منشورات ومقالات وإعلانات عن الحب والحياة، عن التطوع والمساعدة، عن العمل والبناء. ليكن شعارنا جميعا ونحن نستعد لاستقبال عام جديد: 2021 بداية الحياة بمنظور مختلف.
مذ أدركت أنّ طغاة الحبّ كطغاة الشعوب، جبابرة على النساء وصغاراً أمام من يفوقهم جبروتاً.. وأنّ سيدك أيضاً له سيّده وطاغيتك له من يخشاه.. صغر السادة في أعينها وغدت سيدة نفسها.. لا تخاف غير الله ولا تنبهر سوى بأصغر كائناته. ما أقبح النُبل في لحظة الحبّ! وما أقبح العقل في لحظة الجنون! إنّ أوّل حبّ يقتضي دوماً البقاء قرب من نحبّ. كلمات حبّ وخيانة أن يطعنك أحدهم في ظهرك فهذا أمر طبيعيّ، ولكن أن تلتفت وتجده أقرب الناس إليك فهذه هي الكارثة. من المؤسف حقاً أن تبحث عن الصدق في عصر الخيانة وتبحث عن الحبّ في قلوب جبانة. قلبي كالمرأة تنكسر من أصغر حجر يضربها. إذا كان هناك من يحبّك فأنت إنسان محظوظ وإذا كان صادقاً في حبّه فأنت أكثر الناس حظاً. ما الحب إلا للحبيب الأول first clean. لا يوجد أسوأ من إنسان يسألك عن اسمك الذي طالما كان يقرنه دائماً بكلمة أحبّك. لاشك في أنّك أغبى الناس إذا كنت تبحث عن الحبّ في قلب يكرهك. الخيانة في بعض الأحيان تكون الشعور الأجمل إذا كان الشخص المغدور يستحقها. الحبّ الحقيقي لا ينتهي إلا بموت صاحبه والحبّ الكاذب يموت عندما يحيا صاحبه. كلّ خائن يختلق لنفسه ألف عذر وعذر؛ ليقنع نفسه بأنّه فعل الصواب. الحبّ الصادق كالقمر عندما يكون بدراً والكسوف هو نهايته عندما يلاقي غدراً.
وحسنًا فعل ترامب عندما مزق الاتفاق النووي الإيراني، وكان صادقا عندما قال إنه لو نجح في الانتخابات كان القادة الإيرانيون سيتصلون فيه صباح اليوم التالي مذعنين. ما الحب إلا للحبيب الأول. ولقد استمعت إلى خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن، وبدا لي لبرهة أن الرجل أسقط قضايا منطقتنا من حسابته، تحدث عن التحديات الداخلية لبلاده ذات الصلة بكورونا والبطالة والاقتصاد، ورسم بوضوح موقف إدارته من الصين وروسيا والاتحاد الأوربي، واكتفى بالإشارة لحرب اليمن. لا بأس، أنا أرى أن بايدن سياسي دبلوماسي محنك، لا زال يحمل في شخصيته إرثًا من إدارة باراك أوباما عندما كان نائبا له، لكن أرى أيضا أنه يجب أن نجد طريقة، نحن دول المنطقة المتضررة والمهدَّدة من إيران، نقنعه فيها ونقنع أركان إدارته بضرورة مقاربة قضايا منطقتنا انطلاقًا من رؤى جديدة عمادها عدم العبث بأمننا واستقرارنا تحت أية ذرائع كانت. الأمر الآخر هو أنه لا يجب أن نضع بيضنا كله في سلة أمريكيا كما كنا نفعل طيلة العقود الماضية، ولنا كل الحق في إعادة صياغة تحالفاتنا وفق ما تقتضيه مصلحتنا الوطنية. لا يجب أن ننسى كيف فاجأت إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما العالم عندما أعلنت عن الاتفاق النووي مع إيران في العام 2015، وتجاهلت التبعات الخطيرة لهذا الاتفاق على أمن المنطقة واستقرارها ككل، بدليل عدم قدرة الاتفاق على تقليم أظافر إيران النووية بشكل كامل من جهة، وإطلاق يدها في دعم ميليشياتها في اليمن وسوريا والعراق وغيرها من جهة أخرى.