في الشعر الجاهلي المؤلف طه حسين اللغة العربية تعديل مصدري - تعديل جاء في كتاب "في الشعر الجاهلى" لطه حسين أن الأدب العربى في الخمسين سنة الأخيرة، قد انحدر وأصابه المسخ والتشويه بسبب مجموعة احتكرت اللغة العربية وآدابها بحكم القانون. وهذا أمر ليس خليقاً بأمة كالأمة المصرية كانت منذ عرفها التاريخ ملجأ الأدب وموئل الحضارة، عصمت الأدب اليونانى من الضياع، وحمت الأدب العربي من سطوة العجمة وبأس الترك والتتر. الأدب العربي يجب أن يُعتمد في دراسته على إتقان اللغات السامية وآدابها. وعلى إتقان اللغتين اليونانية واللاتينية وآدابهما. بالإضافة إلى تفهم التوراة والإنجيل والقرآن ، إذ كيف السبيل إلى دراسة الأدب العربي إذا لم نقم بدراسة هذه الموضوعات كلها. فهل نظن أن من شيوخ الأدب في مصر من قرأ إلياذة هوميروس وإنيادة فرجيل ؟ لقد كان الجاحظ أديباً لأنه كان مثقفاً قبل أن يكون لغوياً أو بيانياً أو كاتباً. وكان يتقن فلسفة اليونان وعلومهم وسياسة الفرس وحكمة الهنود. وكان على علم بالتاريخ وتقويم البلدان. ولو عاش الجاحظ في هذا العصر لحاول إتقان الفلسفة الألمانية والفرنسية. وهذا ما يفعله بالضبط أستاذ الأدب الإنجليزى أو الفرنسي اليوم.
كتب عن الأدب الجاهلي للمزيد من التوسع والاطلاع حول موضوع الأدب الجاهلي ، نقترح عليكم مجموعة من الكتب الرائعة والتي ستفيدكم في بحثكم ودراستكم ، ويمكنكم بكل سهولة طلبها وذلك بالضغط على صورة الكتاب أو على زر الطلب ، وستصلكم بحول الله إلى غاية منزلكم. 1 – الحياة الأدبية في العصر الجاهلي 2 – رؤى في الأدب الجاهلي وتحليل النص 3 – في الشعر الجاهلي مصادر: – تاريخ الأدب العربي ( حنا الفاخوري). – الأدب الجاهلي في آثار الدارسين قديما وحديثا ( عفيف عبد الرحمان).
قال "ابن قتيبة" - عن الشعر -: «إنَّ الله جعله لعلوم العرب مستودعًا، ولآدابها حافظًا، ولأنسابها مقيدًا، ولأخبارها ديوانًا لا يرَثُّ على الدهر ولا يبيدُ على مرِّ الزمان» [2]. ويقول الجاحظ في كتابه " الحيوان " [3]: «... فكلُّ أمة تعتمد في استبقاء مآثرها، وتحصين مناقبها، على ضرب من الضروب وشكل من الأشكال. وكانت العرب في جاهلِيَّتها تحتال في تخليدها بأنَّ تعتمد في ذلك على الشعر الموزون والكلام المقفَّى، وكان ذلك هو ديوانها». ويرجح د. " ناصر الدين الأسد" أن الشعر الجاهلي كان يقيد في صحف متفرقة لأغراض شتى، وأن تدوين الحديث والتفسير واللغة والأنساب والشعر قد بدأ منذ عهد مبكر جدًّا؛ وأنه ليس صحيحًا ما يذكر من أن التدوين لم يعرفه العرب إلا في آخر القرن الثاني ومطلع القرن الثالث الهجري! [4]. والأكثر ترجيحًا أن الرواية الشفهية كانت تسير جنبًا إلى جنب مع الكتابة والتدوين، لا تعارض بينهما، ولا ينفي وجود أحدهما وجود الآخر. ونجد أن أسلوب الرواية والسماع بالأسانيد كان له دور كبير في حفظ كثيرٍ من أشعار الجاهليين وصحتها، على عكس ما يذهب المستشرقون من الشك في مصادر الشعر الجاهلي ومنابعه، وليس أدل على اهتمام المؤرخين والرواة بتقييد المصادر والتأكد من صحتها من عدد من الأخبار المتناثرة في بطون الكتب تنبئ عن اتخاذ أسلوب "توثيق السند والمتن" في رواية وكتابة قصائد العصر الجاهلي فقد ذكر "الأصمعي" - الراوية واللغوي الشهير - يومًا بني أمية وشغفهم بالعلم، فقال: «كانوا ربما اختلفوا وهم بالشام في بيت من الشعر، أو خبر، أو يوم من أيام العرب، فيبردون فيه بريدًا إلى العراق».
ثم جاء هُدْبة بن خَشْرم الشاعر وتتلمذ للحطيئة وصار راويته. ثم تتلمذ جميلُ بن مَعْمر العذري لهدبة وروى شعره، ثم كان آخر من اجتمع له الشعر والرواية كُثَيِّرًا تلميذ جميل وراويته [8]. هذا إلى جانب العديد من الرواة مختلفي المذاهب والتوجهات: كرواة القبيلة، ورواة الشاعر، والرواة العلماء، والرواة مصلحي الشعر.. بالإضافة إلى الوضَّاعين من الرواة أنفسهم الذين أرادوا ترويج بضاعتهم بنسبتها إلى العصور الأولى لتوكيد أصالتها وبداوتها. ويذكر ابن سلَّام أنَّ «أول من جمع أشعار العرب وساق أحاديثها: حمّاد الرَّاوية» [9]. ومن هنا أيضًا قالوا: «كان خلف الأحمر أول من أحدث السماع بالبصرة، ذلك أنه جاء إلى حماد الراوية فسمع منه، وكان ضنينًا بأدبه». وقد أخذ عن هذين العالمين: أبي عمرو وحماد سائر المعروفين من شيوخ العلم والرواية كخلف الأحمر، والمفضل، والأصمعي، وأبي عبيدة، وأبي عمرو الشيباني. وأخذ عن هؤلاء من تلاهم: كابن الأعرابي، ومحمد بن حبيب، وأبي حاتم السجستاني. ثم أخذ عن هؤلاء السكري وثعلب وأضرابهما [10]. ومن أوائل من شكك في مصادر الشعر الجاهلي في العصر الحديث المستشرق "مرجليوث" في بحث له نُشِرَ في مجلة الجمعية الملكية الآسيوية - عدد يوليو سنة 1925- عنوانه: " أصول الشعر العربي " وأنكر الوفرة الكمية والإبداعية التي نقلت عن شعراء جاهليين، ومنه انتقل لإنكار أدب العصر الجاهلي ككل، وعلى الرغم من ذلك جاء بداية مقاله متناقضًا غاية التناقض حين يذكر أنَّ وجود شعراء في بلاد العرب قبل الإسلام أمر شهد به القرآن، إذ «أن فيه سورة واحدة باسمهم، ثم يشير إليهم من حين إلى آخر في مواطن أخرى».
تمر اليوم الذكرى الـ 95 على حكم نيابى مهم وقع فى 30 مارس من سنة 1927، عندما قضى وكيل النائب العام "محمد نور" بحفظ التحقيق مع عميد الأدب العربى طه حسين إداريا، وهو ما نفخر به دائما ونحكى عنه باستمرار، لكن هل انتهت الأزمة بعد هذا الموقف المشرف من القضاء المصرى؟ هذا ما سنعرفه معا بالاطلاع على كتاب "شغف القراءة" لـ إيهاب الملاح والصادر عن دار نشر الرواق. ويقول إيهاب الملاح تحت عنوان "فى الشعر الجاهلى لطه حسين.. سيرة كتاب هز العقول": لم يثر كتاب فى تاريخ الثقافة العربية الحديثة ما أثاره كتاب "فى الشعر الجاهلى" الذى أصدره طه حسين فى مارس من العام 1926.... سرعان ما هاجمه شيوخ الأزهر وكتبوا إلى مدير الجامعة يطالبون بمصادرة الكتاب ومحاكمة مؤلفه. وبعد أيام قلائل اجتمع مجلس الجامعة لمناقشة الموضوع وفوض مدير الجامعة لاتخاذ ما يلزم فى هذا الشأن. فى 27 مايو 1926 عرض طه حسين أن يسلم للجامعة باقى نسخ الكتاب لتفعل بها ما تشاء. وقد تسلمت الجامعة منه النسخ فعلا واشترت أربعا وثلاثين نسخة كانت باقية لدى طبعة الهلال. ووضع الجميع فى صناديق ختمت بالشمع الأحمر وحفظت فى مخازن الجامعة، لكن هذا الإجراء لم يكف لتهدئة ثائرة الأزهر.
2 – البنية الاجتماعية كانت القبيلة بمثابة الدولة والوحدة السياسية المطلقة لأفرادها ، وكان يحكمها قانون العصبية وما تبعه من ثأر وجوار ، وذوبان شخصية الفرد في الجماعة ، وطغيان روح الجماعة على النزعة الفردية. 3 – البيئة الثقافية كان للاحتكاك بالأمم المجاورة للجزيرة ومن مراكز النصرانية واليهودية في الجزيرة نفسها ، الأثر الكبير في اكتساب ألوان عديدة من الثقافات الجديدة التي أثرت في الأدب الجاهلي. 4 – التجارة لطالما عرف العرب بالتجارة والرحلات داخل الجزيرة وخارجها ، ونجد في لغتهم وأشعارهم وأمثالهم أدلة واضحة على ذلك. 5 – الأيام ونعني بها تلك الحروب التي عرفت في العصر الجاهلي ، وكانت تستمر لأيام وشهور وأعوام ، كمثال حرب البسوس الشهيرة والتي استمرت 40 سنة. والتأثير التي أضفته أيام الحروب على الأدب الجاهلي ، هو ما تحمله من قيم اجتماعية وفكرية تأصلت ونمت ورسخت في ظلالها لدرجة أن هذه القيم تتضاءل أمامها وقائع المعارك نفسها. والأيام في الجاهلية تضمنت أيضا خلاصة الثقافة العربية في مهدها ممتزجة بالأساطير والقصص الخرافي ، ولكنها لم تصل إلينا كاملة لأن الرواة والمدونين دأبوا منذ عصور مبكرة على طمسها لما فيها من إيقاظ للشعور الجاهلي الذي يقوم على العصبية.