[6] شاهد أيضًا: حكم النية في صيام الست من شوال. هل صيام ست من شوال بدعة لقد شاع بين بعض أهل العلم أنّ صيام ستة أيّام من شوال بعد رمضان هو بدعة، ولكنّ كلامهم هذا مردود بما أجاب به كثير من أهل العلم، وحجة هؤلاء أنّ حديث أبي أيّوب -رضي الله عنه- في سنده بعض من تكلّم فيهم العلماء، ولكن وإن تكلّم العلماء بهم فإنّ غيرهم من العلماء قد وثّقوهم وقبلوا حديثهم، ويكفي الحديث أنّه مرويّ في صحيح مسلم ليؤخذ به، [4] وكذلك يقول المُبدّعون لهذه السنّة إنّ الإمام مالك قد كرهها، ولكنّ الحقيقة أنّ الإمام مالك لم يرَ في سلفه من صام هذه الأيّام، فخشي أن يعتقد الجهلة من الناس أنّ هذه الأيّام تابعة لرمضان. قضاء رمضان مقدّم على صيام ست من شوّال - أخبار السعودية | صحيفة عكاظ. [7] فقال بعض علماء المالكيّة: "وإنّما كره ذلك مالك لما خاف من إلحاق عوام الناس ذلك برمضان وأن لا يميزوا بينها وبينه حتى يعتقدوا جميع ذلك فرضًا، والأصل في صيام هذه الأيام الستة ما رواه سعد بن سعيد عن عمر بن ثابت عن أبي أيوب الأنصاري وسعد بن سعيد هذا ممن لا يحتمل الانفراد بمثل هذا، فلما ورد الحديث على مثل هذا ووجد مالك علماء المدينة منكرين العمل بهذا احتاط بتركه لئلّا يكون سببًا لما قاله. قال مطرف إنّما كره مالك صيامها لئلّا يلحق أهل الجهل ذلك برمضان، وأمّا من رغب في ذلك لما جاء فيه فلم ينهه.
أوضحت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، بالأزهر الشريف، أن الفقهاء اتفقوا على وجوب قضاء الفائت من رمضان لقوله تعالى {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}. كما اتفق الفقهاء على فضل وندب صيام ست من شوال لقول رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ». ويسأل بعضهم عن حكم صيام الست من شوال قبل قضاء رمضان: والجواب؛ ينبني على التفرقة بين حالتين: الحالة الأولى: إمكان الجمع بين قضاء رمضان وصيام الست من شوال، لأن قضاء رمضان وإن كان على التراخي عند كثير من الفقهاء، وأن صيام الست من شوال واجب موسع طوال الشهر فيمكن الجمع بقضاء الفائت من رمضان، ثم صيام الست من شوال، وذلك لأن الواجب مقدم على النفل. حكم صيام الست من شوال وهل صامها الرسول - ثقفني. الحالة الثانية: عدم إمكان الجمع بأن ضاق شوال وبقي منه ستة أيام لا تكفي لقضاء رمضان والستة من شوال، والمختار هنا تقديم صوم الست من شوال لأن الزمان صار مضيقا بالنسبة لصوم الستة من شوال بينما موسع لقضاء رمضان. ويستدل لذلك بما ورد عن عائشة رضى الله عنها، أنها قالت: «إن كان ليكون على الصيام من رمضان، فما أستطيع أن أصومه حتى يأتي شعبان».
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أ لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله: ألا وإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. أما بعد: فيا أيها المؤمنون اتقوا الله تعالى فإن من اتقى الله يسر الله له أسباب السعادة في الدنيا والآخرة. أيّها المؤمنون! إنّ مِنْ سُنّةِ اللهِ تعالى في هذهِ الحياةِ: تَعاقُبَ الليلِ والنهارِ، وهكذا الحياةُ شهرٌ يَعقبُهُ شهرٌ، وعامٌ يَخلُفُهُ عامٌ، {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ) (النور:44). وهذه الأيامُ تتوالى علينا، وكلٌّ يغدو؛ فَمُعْتِقٌ نَفْسَهُ أوْ مُوبِقُها. وإنّ مِنْ نِعَمِ اللهِ تعالى علينا: أنْ جعلَ مَواسِمَ للخيراتِ، يكثرُ فيها الثوابُ لِمَنْ خَلُصَتْ نِيّتُهُ، وَزَكَى عَملُهُ. وإنَّ مِنْ هذه المواسمِ الفاضلةِ: شهرَ الصيامِ الذي طوى بِساطَهُ قبل أيام - نسألُ اللهَ أنْ يَتَقَبَّلَهُ مِنا؛ إنه سميعٌ مجيب -.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولـكم، ولجميع المسلمين والمسلمات من كل ذنبٍ وخطيئة، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم.