ويشير الجودي الى ان في البدايات الاولى لتأسيس الدار كانت انظمتها تسمح بقبول كل من يجيد القراءة والكتابة لانه لم يكن في كثير من قرى ومدن المملكة اي مدارس نظامية حتى تلتزم انظمتها بتحديد شهادات معينة وكان جل الاعتماد على الكتاتيب التي لا تحمل الصفة النظامية او تتبع لاي جهاز من اجهزة الدولة وظل الحال هكذا حتى عام 1366 عندما اسندت مهام رئاستها الى الشيخ محمد عبدالعزيز بن مانع بالاضافة الى مهامه الاساسية مديراً للمعارف الذي عمل جاهداً على تنظيمها وتحديد مناهجها الدراسية وسنوات الدراسة وشروط الالتحاق بها. وسرعان ما نظم امورها ووضع لها منهاجاً دراسياً في الحديث والتفسير والفقه واصوله والمصطلح واصول التفسير والنحو والصرف واللغة وعلوم البلاغة والفرائض والحساب والتاريخ والمطالعة كما وضع لها نظاماً داخلياً وطلب من مصر انتداب ثلاثة اساتذة اثنان من كلية اصول الدين وواحد من كلية اللغة العربية ووضع لها المنهج الدراسي الشامل مع بداية العام الدراسي 1366هـ وفي العام 1369هـ اصدر رئيس دار التوحيد ابن مانع رحمه الله امره الى معاون دار التوحيد بتحديد الحصول على الشهادة الابتدائية شرطاً لقبول الدراسة بها. وكان يدرس بها المتزوج والشاب فلم يحدد لها سن معين في سنواتها التأسيسية فقد كان من بين طلابها المتزوجون الاستاذ فهد المبارك والشيخ عبدالله بن خميس والشيخ عبدالله الشلاش والشيخ سعد الجندول وجاء بعدهم الشيخ عبدالرحمن الشعلان وكلهم التحقوا بدار التوحيد وهم متزوجون كذلك كان تيسراً لكفيفي البصر الالتحاق بها وقد زاد عددهم عام 1374هـ عن خمسة وعشرين كفيفاً.
حيث اختار هذا الاسم وأشرف على تأسيسها لإقناع أهل البادية بإلحاق أبنائهم في فصول التعليم النظامي ، حيث كان الناس في الماضي يخشون على أبنائهم دخول المدارس النظامية حيث كانوا يكتفون بالكتاتيب. مدرسة دار التوحيد - ويكيبيديا. تأسست عام 1364هـ وربطت بالشعبة السياسية بالديوان الملكي لتحظى بمميزات مادية ومعنوية تكون إغراء لأولياء الأمور الذين لم يألفوا نظام المدارس فالعامة من أفراد المجتمع والغالبية منهم كانوا أميين لا يعرفون القراءة ولا الكتابة ولا يرغبون أن يتعلموا دون مناهج توارثوها مشافهة عن آبائهم ومن سبقوهم وحرصا منهم على المحافظة على تقاليد هم المتوارثة. وخضعت المكافأة التي تصرف للطلاب للزيادة والنقص ثم الزيادة التدريجية بحسب الامكانات الاقتصادية المتاحة في تلك الفترة ، فقد بدأت بصرف مخصص جيبي لكل طالب مقداره خمسة عشر ريالا نمت مضاعفتها فيما بعد إضافة إلى صرف ملابس لكل طالب. واستمر ذلك سنتين إلى أن صدر الامر الملكي بزيادة مخصص الإعاشة للطلاب إلى مئة ريال وفي العام 1372 تم تخصيص 140 ريالا تصرف سنويا لكل طالب باسم (بدل كسوة) وكان عدد الطلاب في تلك الفترة 150 طالبا وفي العام 1373 صدر الامر الملكي بمساواة مكافأة طلبة الدار بزملائهم طلاب المعهد الديني بالرياض ومقدارها 230 ريالا شهريا تصرف لكل طالب.
واخيرا وصلت إلى 300 ريال لطالب المتوسط و375 ريال لطلاب القسم الثانوي وقد كان يصرف للطلاب المتفوقين مكافأة مالية مجزية تشجيعيا على التنافس من اجل التزود بالعلوم والمعارف وكانت تصرف رواتب الاجازة الصيفية للطلاب مقدما وبذلك فإن الدار كانت تقوم بتأمين السكن والإعاشة ودفع مخصصات شهرية لهم وتزيد هذه المكافأة في حالة إذا كان الطالب متزوجا. وفي هذا العام 1439 سوف يكون مرور 75 عاما على إنشاء هذا الصرح التعليمي الشامخ وهو مايسمى باليوبيل الماسي. وسيصاحب الاحتفال إقامة متحفا داخل المدرسة بالإضافة إلى ارشفة جميع الخطابات والملات والصور منذ تأسيسها.
ولم تكن مدرسة دار التوحيد الوحيدة في عهد الملك عبدالعزيز في تلك الفترة، حيث تم تأسيس تسع مدارس للمرحلة الابتدائية في مناطق نجد والأحساء في العام 1356هـ لتهيئة الطلاب، إلاّ أن دار التوحيد عنيت باستيعاب طلاب المدارس الابتدائية في المرحلة الثانية من التعليم، وتطويرهم في تخصصات علمية عديدة، وقد انتظم فيها في ذلك الحين للدراسة 50 طالباً. مدارس دار التوحيد ثالث. نواة الكلية وأكد المؤرخون أن مدرسة دار التوحيد النواة الأولى لكلية الشريعة في مكة المكرمة التي افتتحت في العام 1369هـ، حيث كانت الدفعة الأولى من خريجيها من طلاب دار التوحيد للعام 1368هـ؛ لتكتمل الحلقة التعليمية التي خطط لها الملك عبدالعزيز، ومن أبرز العلماء والشخصيات الذين تخرجوا من دار التوحيد وتقلدوا مناصب عليا في الدولة، الشيخ محمد بن إبراهيم الجبير، والشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ، والشيخ عبدالعزيز المسند، والشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن آل الشيخ، وكذلك الشيخ محمد بن عثيمين، والشيخ عبدالرحمن بن عبدالله المنيع، والشيخ عبدالله بن سليمان الخليفي، ود. راشد بن راجح الشريف، ود. عبدلله فراج الشريف، إضافةً إلى الشيخ صالح بن عبدالله المطلق، ود. فهد بن ساعد الحارثي، والفريق زميم بن جويبر السواط، والعميد محمد بن غازي الجودي.