ثم غطى وجهه ، وقام فصلى عليه وكبر عليه خمسا وأمر بحمله ، وحمل من وسط داره ، ودفن في البيت الذي دفن فيه أبوه. فلما دفن وتفرق الناس اضطرب السلطان وأصحابه في طلب ولده وكثر التفتيش في المنازل ، والدور ، وتوقفوا عن قسمة ميراثه ، ولم يزل الذين وكلوا بحفظ الجارية التي توهموا عليه الحبل ملازمين لها سنتين ، وأكثر حتى تبين لهم بطلان الحبل فقسم ميراثه بين امه وأخيه جعفر ، وادعت امه وصيته وثبت ذلك عند القاضي ، والسلطان على ذلك يطلب أثر ولده. استشهاد الإمام الحسن العسكري عليه السلام - موقع 12 إمام الولائي. فجاء جعفر بعد قسمة الميراث إلى أبي وقال له: اجعل لي مرتبة أبي وأخي واوصل إليك في كل سنة عشرين ألف دينار ، فزبره أبى وأسمعه وقال له: يا أحمق إن السلطان أعزه الله جرد سيفه وسوطه في الذين زعموا أن أباك وأخاك أئمة ليرد هم عن ذلك ، فلم يقدر عليه ، ولم يتهيأله صرفهم عن هذا القول فيهما ، وجهد أن يزيل أباك وأخاك عن تلك المرتبة ، فلم يتهيأله ذلك ، فان كنت عند شيعة أبيك وأخيك إماما فلا حاجة بك إلى سلطان يرتبك مراتبهم ، ولا غير سلطان ، وإن لم تكن عندهم بهذه المنزلة لم تنلها بها. واستقله عند ذلك ، واستضعفه ، وأمر أن يحجب عنه ، فلم يأذن له بالدخول عليه حتى مات أبي ، وخرجنا والامر على تلك الحال ، والسلطان يطلب أثر ولد الحسن بن علي حتى اليوم.
بعد أن أدّى الإمام العسكري (عليه السلام) مسؤوليته بشكل كامل تجاه دينه وأمّة جده (صلى الله عليه وآله) وولده (عليه السلام) نعى نفسه قبل سنة ستين ومئتين ، وأخذ يهدّئ روع والدته قائلاً لها: لا بد من وقوع أمر الله لا تجزعي ، ونزلت الكارثة كما قال ، والتحق بالرفيق الأعلى بعد أن اعتلّ (عليه السلام) في أوّل يوم من شهر ربيع الأول من ذلك العام. [1]. ولم تزل العلة تزيد فيه والمرض يثقل عليه حتى استشهد في الثامن من ذلك الشهر ، وروي أيضاً أنه قد سُم واغتيل من قبل السلطة حيث دس السم له المعتمد العباسي الذي كان قد أزعجه تعظيم الأمة للإمام العسكري وتقديمهم له على جميع الهاشميين من علويين وعباسيين فأجمع رأيه على الفتك به [2]. ذكرى استشهاد الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام - Iran Press Arabic. ولم يخلف غير ولده أبي القاسم محمد (الحجة) وكان عمره عند وفاة أبيه خمس سنين وقد آتاه الله الحكمة وفصل الخطاب [3]. ودفن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) إلى جانب أبيه الإمام الهادي(عليه السلام) [4] في سامراء ، وقد ذكر أغلب المؤرخين أنّ سنة وفاته كانت (260هـ) وأشاروا إلى مكان دفنه دون إيضاح لسبب وفاته[5].
2. مقامه عند علماء عصره اكتسب الإمام العسكري عليه السلام مقاماً رفيعاً بين علماء عصره وقالوا فيه ما يحيّر العقول، فمن الذين عاصروا الإمام من العلماء هو أبو عمرو الجاحظ، وقال فيه:«ومن الذين يعدّ من قريش، أو من غيرهم، ما بعد الطالبيين في نسق واحد، كلّ منهم عالم زاهد ناسك، شجاع، جواد، طاهر، زاكٍ، فمنهم خلفاء، ومنهم مرشحون، ابن ابن ابن ابن هكذا إلى عشرة، وهم الحسن بن عليّ بن محمد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي، وهذا لم يتّفق لبيت من بيوت العرب ولا من العجم»[4]. ذكرى استشهاد الإمام الحسن العسكريّ (عليه السلام). مناقبه عليه السلام ومعالي أموره شدة خوفه من الله عز وجل ومن جملة معالي أموره والصفات البارزة فيه عليه السلام شدّة خوفه من الله عز وجل في صباه، فإنّه وإن كان القارئ قد يستغرب مما يقرأ بأنّ الإمام حينما ينظر إلى الحطب والنار يبكي خوفاً من الله ثمّ يغشى عليه وهو صبي، ولكن ذلك ليس بغريب ولا بعجيب من أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام. روى الشبلنجي عن درّة الأصداف قال: «وقع للبهلول معه أنّه رآه وهو صبي يبكي والصبيان يلعبون، فظنّ أنّه يتحسر على ما بأيديهم فقال له: أشتري لك ما تلعب به؟ فقال: يا قليل العقل ما للّعب خُلقنا، فقال له: فلماذا خلقنا؟ قال: للعلم والعبادة.
1 المشاركات 0 5. 0 / 5 نشر في 2015-12-19 02:39:41 ألقابه عليه السلام للإمام الحسن العسكري عليه السلام ألقاب كثيرة جاءت بها النصوص المأثورة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام وألقاب أطلقها عليه الرواة عنه، كما وردت في كتب الرجال. ألقابه عند أهل البيت عليهم السلام «العسكري، الرفيق، الزكي، الفاضل، الأمين، الميمون، النقي، الطاهر، الناطق عن الله، المؤمن بالله، المرشد إلى الله، الصادق، الصامت، الأمين على سرّ الله، العلاّم، ولي الله، سراج أهل الجنة، خزانة الوصيين». العسكري روى الحرّ العاملي عن الفضل بن شاذان في كتاب الرجعة بسنده عن أبي خالد الكابلي، قال: دخلت على مولاي علي بن الحسين عليهما السلام وفي يده صحيفة، فقلت: ما هذه الصحيفة؟ فقال: «هذه نسخة اللوح الذي أهداه الله تعالى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفيه اسم الله تعالى ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم و.... وابنه الحسن العسكري... استشهاد الامام الحسن العسكري بجدة. ». ألقابه المشهورة في الكتب اشتهر أيضاً بألقاب شريفة، كلّ لقب يمثّل صفة بارزة من صفاته الحميدة عليه السلام: كالهادي والمهتدي والمضيء والشافي، والمرضيّ، والخالص، والخاص والتقي والشفيع والموفي والسخي والمستودع.
نشأ وتربّى في ظلّ أبيه الذي فاق أهل عصره علماً وزهداً وتقوىً وجهاداً. وصحب أباه اثنين أو ثلاثاً وعشرين سنة وتلقّى خلالها ميراث الإمامة والنبوّة فكان كآبائه الكرام علماً وعملاً وقيادةً وجهاداً وإصلاحاً لاُمّة جدّه محمد (صلى الله عليه وآله). وقد ظهر أمر إمامته في عصر أبيه الهادي (عليه السلام) وتأكّد لدى الخاصة من أصحاب الإمام الهادي والعامة من المسلمين أنه الإمام المفترض الطاعة بعد أبيه (عليه السلام). تولّى مهامّ الإمامة بعد أبيه واستمرّت إمامته نحواً من ست سنوات، مارس فيها مسؤولياته الكبرى في أحرج الظروف وأصعب الأيّام على أهل بيت الرسالة بعد أن عرف الحكّام العباسيون ـ وهم أحرص من غيرهم على استمرار حكمهمـ أن المهدي من أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن ولد علي ومن ولد الحسين (عليه السلام) فكانوا يترصّدون أمره وينتظرون أيّامه كغيرهم، لا ليسلّموا له مقالد الحكم بل ليقضوا على آخر أمل للمستضعفين. استشهاد الامام الحسن العسكري بالرياض. اسمه وكنيته ونسبه الإمام أبو محمّد، الحسن بن علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام). ألقابه العسكري، السراج، الخالص، الصامت، التقي، الزكي… وأشهرها العسكري.