ما زالت انفاسي حبيسة صدري لا استطيع أن أخرجها إلا بآهااات، أمي لا أعلم ماذا أقول أو ماذا أكتب لك، دموعي تحجب عن عيني الرؤية، وتساقطها من عيني يزيد قلبي حرقة.
عامٌ مضى.. منذُ رحيلك يا أبي بقلم: سارة العمري خاطرة خنقتني وألحت عليّ، فبحُتُ بها ونثرتها بين أيديكم، فاعذروني إن عكرت صفوكم أو ذكرتكم بأحبة وغاليين على قلوبكم رحلوا عنكم. نحن في الدهر صفحة من كتاب *** ثم يأتي الردى فيُطوَى الكتابُ. قد يغيب الحبيب يوماً فنأْسى *** كيف بالقلب لو يطول الغياب؟ رحلة الموت يا وشيك المنايا *** رحلةٌ لايكون منها إياب. الدنيا محطات، وقفات وترحال، عبرات وزفرات، ونزيف مستمر من الآلام والأحزان، لم يسلم منها أحد، ولن ينجو من خطوبها بشر. عام مضى على رحيلك يا والدتى الغالية ومازلت ابكيك. فهي دائمة العزف على أوتار الفقد، واستحضار الذكريات. ها هو عامٌ مضى على رحيلك يا أبي.. عامٌ محمل بالآلام وحرقات الحنين إليك، بعدما توسد جسدك الطاهر الثرى..! لقد رحلت وتركت بصمة شوق في قلبي لن يمحوها الزمن، ولو شاب رأسي، واحدودب ظهري، فلا أدري كم من العمر سأحتاج لأستوعب أنك لم تعد معنا ولا بيننا؟!! فقد كنتُ على أمل يا أبي أن تطيب من وعكتك، وتقوم من فراش المرض. دموعي الحارقة المنهمرة على رأسك لحظة الوداع كانت كفيلة بأن توقظك، لتخفف عني هذه المصيبة، وتصحو من غفوتك لتقول لي لا تبكي يا ابنتي الحبيبة، فأنا بخير.!! ولكن سرعان ما تبدد الأمل، وأيقنت بأن هذه الغفوة كانت غفوتك الأخيرة.!