وقال طاش كبرى زاده: إمام المتكلمين، ذو الباع الواسع في تعليق العلوم، والاجتماع بالشائع من حقائق المنطوق والمفهوم، بحر ليس للبحر ما عنده من الجواهر، وحبر سما على السما، وأين للسماء مثل ما له من الزواهر، وروضة علم تستقل الرياض نفسها أن تحاكي ما لديه من الأزاهر، انتظمت بقدره العظيم عقود الملة الإسلامية، وانتظمت بدره النظيم ثغور المحمدية، وخاض من العلوم في بحار عميقة، وراض النفس في دفع أهل البدع وسلوك الطريقة! وأما الشرعيات: تفسيراً وفقهاً وأصولاً وغيرها، فكان بحراً لا يجارى، وبدراً ـ إلا أن هداه ـ يشرق نهاراً! هذا وصف طاش كبرى زاده في كتابه «مفتاح دار السعادة»! والخلاصة أن الفخر الرازي حائز على ثناء المؤرخين والكتاب والنقاد القدماء والمحدثين خصوصاً من أهل السنة والأشاعرة الذين عبر عنهم ودافع عن أركان طريقتهم ومذهبهم، مستعيناً بثقافته الموسوعية الواسعة التي قل أن يجدوا مثلها في كنانتهم ومن أجل ذلك بذلوا له التقدير والتعظيم، بقدر ما صبت عليه الفرق الأخرى جام غضبها وأطلقت عليه ما استطاعت من شائعات واتهامات..! ويعطيه أستاذنا الفاضل بن عاشور رحمه الله حقه، بقوله في كتابه «التفسير ورجاله»: تنقل الإمام فخر الدين في البلاد الأعجمية من الري إلى خراسان، إلى خيوة وبخاري، وعامة بلاد ما وراء النهر، ودخل البلاد العربية: العراق والشام، كما استفدنا ذلك من تفسيره وإن لم ينص عليه أحد من مترجميه.
اسم الکتاب: تفسير الرازي المؤلف: الرازي، فخر الدين الجزء: 28 صفحة: 13 أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت على وعلى والدى وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لى فى ذريتى إنى تبت إليك وإنى من المسلمين * أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم فى أصحاب الجنة وعد الصدق الذى كانوا يوعدون) *. اعلم أنه تعالى لما قرر دلائل التوحيد والنبوة وذكر شبهات المنكرين وأجاب عنها، ذكر بعد ذلك طريقة المحقين والمحققين فقال: * (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) * وقد ذكرنا تفسير هذه الكلمة في سورة السجدة والفرق بين الموضعين أن في سورة السجدة ذكر أن الملائكة ينزلون ويقولون * (أن لا تخافوا ولا تحزنوا) * (فصلت: 30) وهاهنا رفع الواسطة من البين وذكر أنه * (لا خوف عليهم ولا هم يحزبون) * فإذا جمعنا بين الآيتين حصل من مجموعهما أن الملائكة يبلغون إليهم هذه البشارة، وأن الحق سبحانه يسمعهم هذه البشارة أيضا من غير واسطة. واعلم أن هذه الآيات دالة على أن من آمن بالله وعمل صالحا فإنهم بعد الحشر لا ينالهم خوف ولا حزن، ولهذا قال أهل التحقيق إنهم يوم القيامة آمنون من الأهوال، وقال بعضهم خوف العقاب زائل عنهم، أما خوف الجلال والهيبة فلا يزول البتة عن العبد، ألا ترى أن الملائكة مع علو درجاتهم وكمال عصمتهم لا يزول الخوف عنهم فقال تعالى: * (يخافون ربهم من فوقهم) * (النحل: 50) وهذه المسألة سبقت بالاستقصاء في آيات كثيرة منها قوله تعالى: * (لا يحزنهم الفزع الأكبر) * (الأنبياء: 103).
[٢] وذلك لما برع به من العلوم الشرعيّة، من علوم اللغة، والعلوم العقلية، وعلم الكلام الذي كان إماماً فيه، وكانت مكانة الإمام فخر الدين الرّازي رفيعةً وعاليةً في زمانه، فقد كان يقصده العلماء وطلاب العلماء من كل البلاد. [٢] ولقد كان للإمام الفخر الرّازي مكانة علميّة رفيعة بين العلماء، وفيما يأتي بعض من أقوال العلماء فيه: [٣] قول العلامة ابن السبكي "إمام المُتكلِّمين، ذو الْباع الواسِع في تَعْليق العُلوم، والاجْتماع بالشَّاسِع من حَقائق المَنْطوق والمَفْهوم، والارْتفاع قدراً على الرِّفاق وهل يَجْرِي من الأقدار إلَّا الأمرُ المَحْتوم، بحرٌ ليس للبحر ما عندَه من الجواهر، وخَبَرٌ سَما على السماءِ وأين للسَّماء مثلُ ما لَه من الزَّوَاهر، وروضةُ علمٍ تَسْتِقلُّ الرّياضُ نَفْسَها أن تُحاكِي مَا لَدَيهِ من الأزاهر". قول الإمام الذهبي "العَلامة الكبير ذُو الفُنون فخرُ الدِّين محمد بن عُمر بن الحُسين القُرَشِيُّ البَكْرِيُّ الطَّبَرَستانيُّ، الأصُوليُّ، المُفَسِّر، كبيرُ الأَذكياء والحُكماء والمُصَنِّفين". أشهر مؤلفاته ترك الإمام فخر الدين الرّازي مؤلفات نفيسة في أكثر من باب فقد كان شغوفاً بالتأليف، ومن أشهر مؤلفاته ما تركه في علم التفسير ، وهو كتاب مفاتيح الغيب، ومن المؤلفات التي تركها الإمام فخر الدين الرازي ما يأتي: كتاب البيان والبرهان في الرد على أهل الزّيغ والطغيان وقد تضمّن هذا الكتاب رداً من الإمام فخر الدين الرّازي على مذاهب الفلاسفة، فقام الإمام بتأليف عددٍ من الكتب للرد على الفلاسفة، فكان هذا الكتاب من ضمن عدّة مؤلفات صنفت في ذلك.
الفكر القرآنى >>> فخر الدين الرازي وآراؤه الكلامية والفلسفية ملف صوتي PDF إضافة الى قائمة الاستماع قائمة الاستماع تنزيلاتي قائمة العلامات المرجعية إضافة الى العلامات المرجعية تأليف: محمد صالح الزركان نشر في 24 يوليو، 2019 السابق التالي جميع المواضيع: كتب المؤلف فخر الدين الرازي وآراؤه الكلامية والفلسفية إضافة تعليق جديد رد لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ * البريد الإلكتروني * الاسم * التعليق التعليقات لا توجد تعليقات حتى الآن!
وقد قال ذلك في كتابه: أقسام اللذات: لقد اختبرت الطرق الكلامية، والمناهج الفلسفية، فلم أجدها تروي غليلا، ولا تشفي عليلا، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن أقرأ في الإثبات: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ، {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} ، والنفي:{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} ، {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً}، ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي. وقد بين هذا المعنى في أبياته المشهورة التي يقول فيها: نهاية إقدام العقول عقال * وغاية سعي العالمين ضلال وأرواحنا في وحشة من جسومنا * وحاصل دنيانا أذى ووبال ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا * سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا إلى أخر الأبيات. من " أضواء البيان. والله أعلم.
علي عيد تابعوا البيان الرياضي عبر غوغل نيوز