( واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون ( 127) إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ( 128)) ( واصبر وما صبرك إلا بالله) أي: بمعونة الله وتوفيقه ، ( ولا تحزن عليهم) في إعراضهم عنك ، ( ولا تك في ضيق مما يمكرون) أي: فيما فعلوا من الأفاعيل. قرأ ابن كثير هاهنا وفي النمل ( ضيق) بكسر الضاد وقرأ الآخرون بفتح الضاد ، قال أهل الكوفة: هما لغتان مثل رطل ورطل. وقال أبو عمرو: " الضيق " بالفتح: الغم ، وبالكسر: الشدة. وقال أبو عبيدة: " الضيق " بالكسر في قلة المعاش وفي المساكن ، فأما ما كان في القلب والصدر فإنه بالفتح. واصبر وما صبرك الا بالله. وقال ابن قتيبة: الضيق تخفيف ضيق مثل هين وهين ، ولين ولين ، فعلى هذا هو صفة ، كأنه قال: ولا تكن في أمر ضيق من مكرهم. ( إن الله مع الذين اتقوا) المناهي ، ( والذين هم محسنون) بالعون والنصرة.
الثالثة: مرتبة من فيه صبر بالله: وهو مستعين متوكل على حوله وقوته ، متبرئ من حوله هو وقوته ، ولكن صبره ليس لله ؛ إذ ليس صبره فيما هو مراد الله الديني منه، فهذا ينال مطلوبه ويظفر به ، ولكن لا عاقبة له، وربما كانت عاقبته شرَّ العواقب. وفي هذا المقام خفراء الكفار وأرباب الأحوال الشيطانية ، فإنَّ صبرهم بالله لا لله ولا في الله. الرابع: من فيه صبر لله لكنه ضعيف النصيب من الصبر به والتوكل عليه والثقة به والاعتماد عليه: فهذا له عاقبة حميدة ، ولكنه ضعيف عاجز مخذول في كثير من مطالبه ؛ لضعف نصيبه من { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} الفاتحة آية 5 فنصيبه من الله أقوى من نصيبه بالله ، فهذا حال المؤمن الضعيف. وصابر بالله لا لله: حال الفاجر القوي. وصابر لله وبالله: حال المؤمن القوي، والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف. فصابر لله وبالله: عزيز حميد، ومن ليس لله ولا بالله: مذموم مخذول، ومن هو بالله لا لله: قادر مذموم، ومن هو لله لا بالله: عاجز محمود). انتهى يتبــــــع #3 فوائد الصبر: 1- دليل على كمال الإيمان وحسن الإسلام. 2- يورث الهداية في القلب. واصبر وما صبرك الا بالله ولاتحزن عليهم. 3- يثمر محبة الله ومحبة الناس. 4- سبب للتمكين في الأرض.
والثاني: الصبر على أداء الواجبات. والثالث: الصبر على المصائب التي لا صنع للعبد فيها، كالأمراض والفقر وغيرها. الثاني: الصبر المندوب: فهو الصبر عن المكروهات، والصبر على المستحبات، والصبر على مقابلة الجاني بمثل فعله. الثالث: الصبر المحظور فأنواع: أحدها الصبر عن الطعام والشراب حتى يموت، وكذلك الصبر عن الميتة والدم ولحم الخنزير عند المخمصة حرام، إذا خاف بتركه الموت. الرابع: الصبر المكروه فله أمثلة: أحدها: أن يصبر عن الطعام والشراب واللبس وجماع أهله حتى يتضرر بذلك بدنه. الثاني: صبره عن جماع زوجته إذا احتاجت إلى ذلك ولم يتضرر به. الثالث: صبره على المكروه. إسلام ويب - تفسير البغوي - سورة النحل - تفسير قوله تعالى " واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون "- الجزء رقم5. الرابع: صبره عن فعل المستحب. الخامس: الصبر المباح: فهو الصبر عن كل فعل مستوى الطرفين، خُيِّر بين فعله وتركه والصبر عليه يتبــــــــع #2 مراتب الصبر: ذكر ابن القيم أربعة مراتب للصبر: ( إحداها: مرتبة الكمال: وهي مرتبة أولي العزائم وهي الصبر لله وبالله ، فيكون في صبره مبتغيًا وجه الله صابرًا به، متبرئًا من حوله وقوته ، فهذا أقوى المراتب وأرفعها وأفضلها. الثانية: أن لا يكون فيه لا هذا ولا هذا: فهو أخس المراتب وأردأ الخلق ، وهو جدير بكل خذلان وبكل حرمان.
الرابع: النفساني الاضطراري: كصبر النفس عن محبوبها قهرًا إذا حيل بينها وبينه. ب- باعتبار متعَلَّقه ينقسم إلى ثلاثة أقسام: 1- صبر على الأوامر والطاعات حتى يؤديها. 2- صبر عن المناهي والمخالفات حتى لا يقع فيها. { وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ } | منتدى الرؤى المبشرة. 3- صبر على الأقدار والأقضية حتى لا يتسخطها. فأما الذي من جهة الرب فهو أنَّ الله تعالى له على عبده حكمان: 1- حكم شرعي ديني متعلِّق بأمره نوعان بحسب المطلوب: أ- فإنَّ المطلوب إن كان محبوبًا له فالمطلوب فعله إما واجبًا وإما مستحبًّا ، ولا يتم ذلك إلا بالصبر. ب- وإن كان مبغوضًا له فالمطلوب تركه إما تحريمًا وإما كراهة، وذلك أيضًا موقوف على الصبر. 2- حكم كوني قدري وهو متعلِّق بخلقه: فهو ما يقضيه ويقدره على العبد من المصائب التي لا صنع له فيها، ففرضه الصبر عليها، وفي وجوب الرضا بها قولان للعلماء، وهما وجهان في مذهب أحمد، أصحهما أنه مستحب، فمرجع الدين كله إلى هذه القواعد الثلاث: فعل المأمور، وترك المحظور، والصبر على المقدور، وأما الذي من جهة العبد فإنه لا ينفك عن هذه الثلاث ما دام مكلفًا، ولا تسقط عنه هذه الثلاث حتى يسقط عنه التكليف. ج- وباعتبار تعلق الأحكام الخمسة به ينقسم إلى خمسة أقسام: الاول - الصبر الواجب وهو ثلاثة أنواع: أحدها: الصبر عن المحرمات.
لا تخافوا المشركين وخافوني، [٥] فأنا وليّكم في الدّنيا والآخرة.
#1 بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لماذا سمي الصبر صبرًا؟ حكى أبو بكر بن الأنباري عن بعض العلماء أنه قال: (إنما سمي الصبر صبرًا؛ لأن تمرره في القلب وإزعاجه للنفس كتمرر الصبر) معنى الصبر: الصبر لغةً: الصَّبْـرُ نقيض الجَزَع صَبَرَ يَصْبِرُ صَبْـرًا فهو صابِرٌ وصَبَّار وصَبِيرٌ وصَبُور والأُنثى صَبُور أَيضًا بغير هاء وجمعه صُبُـرٌ. وأَصل الصَّبْر الحَبْس وكل من حَبَس شيئًا فقد صَبَرَه ، والصبر: حبس النفس عن الجزع معنى الصبر اصطلاحًا: الصبر هو حبس النفس عن محارم الله، وحبسها على فرائضه، وحبسها عن التسخط والشكاية لأقداره. وقيل هو: ترك الشكوى من ألم البلوى لغير الله لا إلى الله. وقيل الصبر: حبس النفس على ما يقتضيه العقل والشرع ، أو عما يقتضيان حبسها عنه. أقسام الصبر: ينقسم الصبر بعدة اعتبارات أ- باعتبار محله ينقسم إلى ضربين: ضرب بدني وضرب نفساني ، وكل منهما نوعان: اختياري واضطراري ، فهذه أربعة أقسام: الأول: البدني الاختياري: كتعاطي الأعمال الشاقة على البدن اختيارًا وإرادة. كتاب " واصبر وما صبرك إلا بالله " بقلم/ ياسين فخر الدين |موقع أسرد |. الثاني: البدني الاضطراري: كالصبر على ألم الضرب والمرض والجراحات، والبرد والحر وغير ذلك. الثالث: النفساني الاختياري: كصبر النفس عن فعل ما لا يحسن فعله شرعًا ولا عقلًا.
إعراب الجمل {تستقسموا... }: صلة الموصول الحرفيّ "أن" لا محلّ لها من الإعراب. {ذلكم فسق}: تعليليّة استئنافيّة لا محلّ لها من الإعراب. {يئس الذين... }: استئنافيّة لا محلّ لها من الإعراب. {كفروا}: صلة الموصول "الذين" لا محلّ لها من الإعراب. {لا تخشوهم}: في محل جزم جواب شرط مقدّر أي: إن يظهروا عليكم فلا تخشوهم. {اخشونِ}: في محل جزم معطوفة على جملة فلا تخشوهم. الثمرات المستفادة من آية: وأن تستقسموا بالأزلام وبالوصول إلى نهاية المطاف، وبعد توضيح القسم المقتطف من الآية الكريمة، بقي حبّ التّعرّف على الثّمرات التي يمكن قطفها منها، لتزيد القارئ فهمًا وتوضيحًا للآية الكريمة، ومن هذه الثمرات المستقاة ما يأتي: حرمة الاستقسام بالأزلام؛ لأنّ ذلك من أعمال الجاهليّة، ومن الشّرك بالله تعالى، وهو فسق، أي كفر وخروج عن منهج الشّريعة الحنيفة، ومن سلّم نفسه لأمثال هؤلاء المشعوذين ؛ يصبح ألعوبة في أيديهم. تحريم الخشية من الكفّار والمشركين، التي يترتّب عليها المداهنة في دين الله تعالى، إنّما تكون الخشية من الله تعالى، فهو المعطي والمانع، والمحي والمميت. الفرق بين الخشية والخوف ، فتكون الخشية عن علم من المخشيّ منه، بينما لا يلزم الخوف أن يكون عن علم، والخشية تدلّ على عظم المخشيّ منه، بينما الخوف يدل على ضعف الخائف لا على عظمة المخوف منه.