7- المحبة لهذه الكلمة ولأهلها العاملين بها الملتزمين بشروطها، وبُغض ما ناقضها، قال تعالى: { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً للَّهِ} [البقرة:165]. فهذا هو معنى هذه الكلمة، وهذه هي شروطها التي بها تكون سبب النجاة عند الله سبحانه. وقد قيل للحسن إن أناساً يقولون: من قال لا إله إلا الله دخل الجنة. فقال: من قال: لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها دخل الجنة. فلا إله إلا الله لا تنفع قائلها إلا أن يكون عاملاً بها، آتيا بشروطها، أما من تلفظ بها مع تركه العمل بما دلت عليه، فلا ينفعه تلفظه حتى يقرن بالقول العمل، نسأل الله العلي العظيم أن يجعلنا من أهل لا إله إلا الله العاملين بها ولأجلها. 639 82 954, 028
تاريخ النشر: الثلاثاء 6 محرم 1431 هـ - 22-12-2009 م التقييم: رقم الفتوى: 130458 108667 0 429 السؤال كنت قرأت في كتاب: شرح العقيدة الطحاوية ـ قول سفر الحوالي: الإعراب الصحيح لكلمة ـ لا إله إلا الله ـ هو ما يلي: لا: نافية للجنس، إله: اسمها، إلا: أداة الاستثناء، الله: خبرها بدون تقدير موجود أو معبود حق. فهل ذلك صحيح؟ أم لا؟. فالرجاء منكم التوضيح. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن لإعراب كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) وجوها كثيرة، ومن أقرب ما يتبادر منها إلى الذهن: أنها جملة اسمية منفية بـ ـ لا ـ التي لنفي الجنس، ونفي الجنس أعم النفي، و (إله) اسمها، وخبرها: محذوف، وتقديره: حق، أو معبود بحق، لأن آلهة الباطل موجودة في هذا الكون بكثرة، و(إلا) أداة استثناء وحصر، والاسم الكريم لفظ الجلالة (الله) بدل من خبر (لا) المحذوف المقدر بـ حق. والشيخ الحوالي يرجح أنه لا تقدير في الكلام بالكلية، ولم نطلع على هذا الوجه من الإعراب ـ فيما تيسر لنا الاطلاع عليه من أوجه إعرابها الكثيرة، والتي أوصلها ابن هشام إلى عشرة أوجه ـ ويمكنك الرجوع إليها في رسالته ـ إعراب لا إله إلا الله ـ فبعد أن ذكر هذه الأوجه بالتفصيل لخص كلامه بقوله: وقد تلخص في ـ لا إله إلا الله ـ عشرة أوجه: الرفع في ستة أوجه، غير أن البدل من الموضع: إما من موضع اسم لا قبل الدخول، وإما من لا مع اسمها، فيتقدر سبعة.
وقال النبي (صلى الله عليه وسلم) لأبي هريرة: "من لقِيت [... ] يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة " [6]. رابعاً: التسليم: وهو الإذعان لأمر الله تعالى بالرضى المستحق. قال تعالى: ﴿ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ ﴾ [7] ، وقال أيضا: ﴿ وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ﴾ [8] ومعنى "يسلم وجهه" أي يذعن، "وهو محسن" أي موحد، والعروة الوثقى فسرها علماء الإسلام بـ"لا إله إلا الله". خامساً: الإخلاص: وهو أن يبتغي الإنسان بعمله وجه الله تعالى وثوابه، فهو لا يعد مخلصا حتى يقصد بكل عباداته تحصيل رضى الله تعالى ويسلم سعيه من أي حرص على استجلاب مدح الناس وثنائهم؛ قال الله تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء ﴾ [9]. وقال الرسول (صلى الله عليه وسلم): "أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله خالصا من قلبه، أو من نفسه" [10]. سادساً: الصدق: ويعني أن يوافق ما يُظهر الإنسان من تديُّن باطنَ ما يعتقد. إن العمل بشعائر الإسلام الظاهرة لا يكفي دليلا على تحقق الصدق، بل يجب أن يرافقه صدق اعتقاد القلب وإلاَّ كان ذلك نفاقاً نهى الله عنه وتوعد من اتصف به؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ﴾ [11].
بغض شيء من شرائع الله أو الاستهزاء بها. معاونة المشاركين وموالاتهم على المسلمين. عبارة التوحيد "لا إله إلا الله" من أعظم العبارات التي قد ينطق بها أي إنسان، وقد في هذا المقال بيان لمعناها، وشروطها وخصائصها، وما ينقضها. المراجع ^ أ ب موسى بن سليمان السويداء، "ما لا تعرفه عن كلمة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله " ، صيد الفوائد ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-6-26. بتصرّف. ↑ سورة سورة الأنبياء، آية: 25. ↑ الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز الدهيشي (2012-6-12)، "معنى لا إله إلا الله وشرطها " ، شبكة الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-6-26. بتصرّف. ↑ سورة سورة آل عمران، آية: 31. ↑ الشيخ محمد طه شعبان (2016-10-24)، "نواقض لا إله إلا الله " ، شبكة الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-6-26. بتصرّف.
نعم. المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.