جدة – وليد الفهمي التطوع ينبئ عن إنسان إيجابي فاعل تجاه دوره الإنساني والمجتمعي وأكثر وعياً والتزاماً بثقافة العطاء تجاه مجتمعه ووطنه ، وما أجمل أن ترتبط روح التطوع بخدمة ضيوف الرحمن ضمن السياق العام للمسؤولية الرائدة التي تتشرف بها المملكة وتبذلها على مدار الساعة ، ومن هنا ينهل المجتمع من هذا الشرف العظيم روح التفاني والتطوع بمبادرات ايجابية منظمة ورائعة. حول ذلك التقت (البلاد) عددا من المتطوعين لرصد تجاربهم ولماذا اختاروا التطوع في الحج.
عبدالله البرقاوي- سبق- الرياض: أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني، عن فتح باب التطوع في أعمال الدفاع المدني خلال موسم الحج لعام 1436هـ. ودعت المديرية مَن لديه رغبة من المواطنين الكرام في التقدم لإدارة الحماية المدنية في مديريات الدفاع المدني بالمناطق، إلى تعبئة نموذج طلب الالتحاق بالعمل التطوعي، واستكمال الإجراءات اللازمة خلال الفترة من يوم السبت الموافق 3/ 9/ 1436، وحتى يوم الأحد الموافق (24/ 10/ 1436).
وتشمل مناطق التطوع 13 موقعًا متنوعًا تشمل المنافذ والمطارات ووسائل النقل ومكة المكرمة والمدينة المنورة، عبر التواجد في كل من: الحرمين الشريفين، والمنطقة المركزية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ومطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، و مطار الطائف الدولي، ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة، ومجمع صالات الحج والعمرة بمطار المؤسس بجدة، وصالة الحجاج بالمدينة المنورة، والمشاعر المقدسة "منى وعرفات ومزدلفة"، ومنفذ حالة عمار، ومنفذ الوديعة، ومنفذ جديدة عرعر، ومطار الملك خالد الدولي بالرياض، ومحطة قطار الحرمين. يذكر أنمجالات التطوع حددت لتغطي كافة المجالات، بحيث تشتمل على: استقبال وتوديع ضيوف الرحمن، والإرشاد والتوجيه، والترجمة، والتطوع الطبي، والتطوع البيئي، وإكرام وإجلال كبار السن، ومعاونة ذوي الإعاقة، إضافة إلى التطوع الإعلامي "إعلام جديد"، وسيتاح التسجيل عبر البوابة من خلال الرابط:
تعد المستندات الرسمية في الإدارات الحكومية وثائق سرية يمنع تسريبها أو نشرها لأي جهة كانت، وقد أثار استغرابي مؤخرا نشر مستند من وزارة الحج والعمرة في مواقع التواصل الاجتماعي وفيه أسماء من العاملين في الحج ورواتبهم، وكذلك أسماء بعض المطوفات من بعض مؤسسات الطوافة انخرطن في العمل التطوعي! وقد أثارت تلك الوثيقة حفيظة مطوفات أخريات عملن في برنامج (كن عونا) ولم يحصلن على أي مكافآت! وكن عونا هو برنامج أطلقته وزارة الحج والعمرة موسم حج 1438هـ لاستقطاب عدد من المتطوعين والمتطوعات من كل أنحاء المملكة لتقديم خدمات إدارية، وصحية، واجتماعية، وأعمال متابعة وتوجيه في كافة أنحاء المشاعر المقدسة لتوظيف الطاقات البشرية واستغلال المهارات والخبرات في مختلف التخصصات لمجالات العمل التطوعي، حيث تم استقطاب نحو 3 آلاف متطوع ومتطوعة. وهي مبادرة تتوافق مع رؤية 2030 في استقطاب مليون متطوع ضمن مبادرات المسؤولية الاجتماعية. وقد كان لي بفضل الله وتوفيقه الريادة وتجربة ثرية في هذا المجال منذ عام 1429هـ، فقد أدركت أهمية هذا العمل في الحج نظرا للاحتياج الكبير للخدمات المتنوعة التي قد تقف التعقيدات الإدارية والبيروقراطية أمام تقديمها، مما يستدعي توفر العمل التطوعي الفاعل والمؤازرة للجهود الرسمية، وهي حتما خدمات إنسانية نابعة من أهداف وطنية، حيث إن الحج هو الواجهة الرئيسية لخدمات الدولة السعودية، والتي تبذل لها الغالي والرخيص في سبيل تقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن.
استطاع أربعة آلاف متطوع ومتطوعة لخدمة ضيوف الرحمن في موسم الحج الجاري، تقديم نموذج متميز يلفت بأفضل الخدمات اهتمام حجاج الخارج والداخل، بابتسامة ورغبة واضحة في مساعدة جميع الحجاج. وتسابق المتطوعون في خدمة ضيوف الرحمن في سبعة مجالات مختلفة، حددها برنامج "كن عونا" وتتمثل في استقبال وتوديع الحجاج، والترجمة والإرشاد، والتنظيم وإدارة الحشود، والتطوع الإعلامي، وخدمات الرعاية الصحية، ودعم الجانب النفسي للحجاج، وأعمال الدفاع المدني والمساندة. لتعود بنا الذكريات إلى بدايات العمل التطوعي في المملكة، الذي انبثق في عام 2008 تحديدا أثناء كارثة سيول جدة، التي أظهرت العمل التطوعي عندما قام أبناء المنطقة بالتطوع لتقديم الخدمات للمتضررين من السيول، ثم تطورت الأعمال التطوعية وصولا إلى تكوين الفرق التطوعية في مجالات مختلفة، ثم قامت وزارة الحج والعمرة بفتح مجال التطوع للجميع ولم يعد مقتصرا على مؤسسات الطوافة، عبر تأسيسها برنامج " كن عونا" لخدمة ضيوف الرحمن، وإتاحة الفرصة لجميع الراغبين في التطوع خلال الحج. وقدم متطوعو المملكة في حج هذا العام خير نموذج لأبناء المملكة. والتقت "الاقتصادية" عددا من الحجاج والمتطوعين في مشعر منى، حيث أشار ياسر الدين، حاج من البحرين، إلى رحابة استقبال المتطوعين والمتطوعات وتقديمهم العون والإرشاد والترجمة، بابتسامة لا تفارق وجوههم، والمسارعة إلى المساعدة قبل الطلب، مثمنا الجهود القائمة لخدمة ضيوف الرحمن، وقال "استطاعت المملكة تقديم نموذج يحتذى عالميا، كما أن العاملين في الحج قدموا للحجاج الصورة الحقيقية للإنسان السعودي الذي لا يتوانى في خدمة ضيوف الرحمن".