كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوا وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (3) ثم خوفهم ما أهلك به الأمم المكذبة قبلهم بسبب مخالفتهم للرسل وتكذيبهم الكتب المنزلة من السماء فقال: ( كم أهلكنا من قبلهم من قرن) أي: من أمة مكذبة ، ( فنادوا) أي: حين جاءهم العذاب استغاثوا وجأروا إلى الله. وليس ذلك بمجد عنهم شيئا. كما قال تعالى: ( فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون)] الأنبياء: 12 [ أي: يهربون ، ( لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون)] الأنبياء: 13 [ قال أبو داود الطيالسي: حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن التميمي قال: سألت ابن عباس عن قول الله: ( فنادوا ولات حين مناص) قال: ليس بحين نداء ، ولا نزو ولا فرار وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس: ليس بحين مغاث. وقال شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس: نادوا النداء حين لا ينفعهم وأنشد: تذكر ليلى لات حين تذكر. وقال محمد بن كعب في قوله: ( فنادوا ولات حين مناص) يقول: نادوا بالتوحيد حين تولت الدنيا عنهم ، واستناصوا للتوبة حين تولت الدنيا عنهم. وقال قتادة: لما رأوا العذاب أرادوا التوبة في غير حين النداء. وقال مجاهد: ( فنادوا ولات حين مناص) ليس بحين فرار ولا إجابة.
ولات حين مناص - YouTube
الإثنين ٢٥ - أبريل - ٢٠٢٢ ١٠:٢٤ صباحاً ولات حين مناص الأحد ٢٥ - نوفمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً نص السؤال: ما معنى ( ولات حين مناص) آحمد صبحي منصور: مقالات متعلقة بالفتوى: اجمالي القراءات 2227 أضف تعليق لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق احدث مقالات آحمد صبحي منصور more فيديو مختار مقالات من الارشيف more
فالتقدير: سيجازَوْن على عزتهم وشقاقهم بالهلاك كما جُوزِيَتْ أمم كثيرة من قبلهم في ذلك فليحذروا ذلك فإنهم إن حقت عليهم كلمة العذاب لم ينفعهم متاب كما لم ينفع الذين من قبلهم متاب عند رؤية العذاب. و { كم} اسم دال على عدد كثير. و { مِن قَرنٍ} تمييز لإِبهام العدد ، أي عدداً كثيراً من القرون ، وهي في موضع نصب بالمفعولية ل { أهْلَكنا}. والقرن: الأمة كما في قوله تعالى: { ثم أنشأنا من بعدهم قروناً آخرين} [ المؤمنون: 42]. و { من قبلهم} يجوز أن يكون ظرفاً مستقراً جعل صفة ل { قَرْنٍ} مقدمة عليه فوقعت حالاً ، وإنما قدم للاهتمام بمضمونه ليفيد الاهتمامُ إيماء إلى أنهم أسوة لهم في العِزّة والشقاق وأن ذلك سبب إهلاكهم. ويجوز أن يكون متعلقاً ب { أهلكنا} على أنه ظرف لغو ، وقدم على مفعول فعله مع أن المفعول أولى بالسبق من بقية معمولات الفعل ليكون تقديمه اهتماماً به إيماء إلى الإِهلاك كما في الوجه الأول. وفرع على الإِهلاك أنهم نادوا فلم ينفعهم نداؤهم ، تحذيراً من أن يقع هؤلاء في مثل ما وقعت فيه القرون من قبلهم إذ أضاعوا الفرصة فنادوا بعد فواتها فلم يفدهم نداؤهم ولا دعاؤهم. والمراد بالنداء في { فنَادوا} نداؤهم الله تعالى تَضرعاً ، وهو الدعاء كما حكي عنهم في قوله تعالى: { ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون} [ الدخان: 12].
وقال بعض نحويي الكوفة: من العرب من يضيف لات فيخفض بها ، وذكر أنه أنشد: لات ساعة مندم [ ص: 146] بخفض الساعة قال: والكلام أن ينصب بها ، لأنها في معنى ليس ، وذكر أنه أنشد: تذكر حب ليلى لات حينا وأضحى الشيب قد قطع القرينا قال: وأنشدني بعضهم: طلبوا صلحنا ولات أوان فأجبنا أن ليس حين بقاء بخفض " أوان " قال: وتكون لات مع الأوقات كلها. واختلفوا في وجه الوقف على قراءة: ( لات حين) فقال بعض أهل العربية: الوقف عليه: ولات ، بالتاء ، ثم يبتدأ: حين مناص ، قالوا: وإنما هي " لا " التي بمعنى: " ما " ، وإن في الجحد وصلت بالتاء ، كما وصلت ثم بها ، فقيل: ثمت ، وكما وصلت رب فقيل: ربت. وقال آخرون منهم: بل هي هاء زيدت في لا فالوقف عليها لاه ، لأنها هاء زيدت للوقف ، كما زيدت في قولهم: العاطفونة حين ما من عاطف والمطعمونة حين أين المطعم [ ص: 147] فإذا وصلت صارت تاء. وقال بعضهم: الوقف على " لا " ، والابتداء بعدها: تحين ، وزعم أن حكم التاء أن تكون في ابتداء حين ، وأوان ، والآن ، ويستشهد لقيله ذلك بقول الشاعر: نولى قبل يوم سبي جمانا وصلينا كما زعمت تلانا وأنه ليس هاهنا " لا " فيوصل بها هاء أو تاء ، ويقول: إن قوله ( لات حين) إنما هي: ليس حين ، ولم توجد لات في شيء من الكلام.