الرئيسية الرئيسية, السلايد, كتاب أخبار العرب اذا ابتليتم فاستتروا.. كلمة الى السيد وزير خارجية العراق السبت, سبتمبر 18th, 2021 حجم الخط الكاتب / د. سعد ناجي جواد هذه مقولة ماثورة قديمة جدا وصحيحة جدا وذات دلالة قوية جدا جدا. نسبتها بعض الكتابات الى الرسول الكريم محمد ﷺ، ولكن المتبحرين بعلم الحديث اكدوا ان سندها ضعيف وغير متواتر، ولو ان الرسول الكريم ﷺ كان قد روي عنه حديث قريب من هذا المعنى. تذكرت هذا القول قبل ايام بعد ان اطلعت على قائمة طويلة اصدرتها وزارة الخارجية العراقية تحتوي على اكثر من ثمانين اسما مرشحين للعمل كسفراء للعراق في الخارج. إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا. ما اثار الانتباه عندي وعند العديد من المراقبين، ان القائمة احتوت على اسماء ليس لها اية علاقة بالعمل الدبلوماسي لا من بعيد ولا من قريب، ولم تعمل بهذا السلك ولا تحمل شهادة تؤهلها للعمل في هذا المجال. لا بل ان هناك من يقول ان بعضهم لا يحمل سوى شهادة مزورة، واخرون عليهم ملفات فساد كبيرة، وغالبية الاسماء المرشحة هم من ابناء (المسؤولين)، الذين حصلوا بعد الاحتلال على هذه الصفة (مسؤولين) والتي لا تنطبق عليهم بتاتا، او اقاربهم او من مرشحي الاحزاب الطائفية والعنصرية المهيمنة على العملية السياسية منذ ذلك التاريخ.
بالنسبة للغالبية العظمى من العراقيين فان هذا الاجراء لا يثير الاستغراب، ولم يعد يعني لهم اي شيء، خاصة وانهم غير قادرين على ايقاف عملية التدهور وجر البلاد الى الهاوية عن طريق الفساد والمحسوبية والمنسوبية. ففي البلد الذي يصبح فيه الأمي مديرا عاما او حاملا لرتبة فريق او لواء ركن في الجيش وهو لم يحصل حتى على الشهادة الابتدائية، او ان يصبح وزيرا بشهادة مزورة، ومجلس النواب يصدر عفوا شاملا عن مزوري الشهادات والمسجونين بتهم فساد ثم يصبحوا وزراء او سفراء بعد العفو عنهم، وفي البلد الذي افلسه السياسيون بسرقاتهم المستمرة لحد هذا اليوم ولا يوجد اجراء حازم واحد لردعهم، والبلد الذي يعتبر من اغنى عشر دول في العالم بموارده لكنه يستدين من البنوك المحلية (التي اغتنت بحصولها على ملايين الدولارات يوميا بعمليات فساد يديرها البنك المركزي العراقي) ليدفع رواتب موظفيه.
ياسيدي الكريم قبل أن أعطي حكماً عرجت على بعض موضوعاتك ووجدتها وقد ارتدت حُلل الأخلاق والوفاء والنقاء. مازال الحب مشوهاً ،كسيراً ،يمارس حلاله في الخفاء ،وبعضهم عصفت به جفاف المشاعر وحل التصحر العاطفي قبل أوانه؛ فمن لايشعر بالحب وجماله وأهميته يرميه ظلماً بأبشع العبارات. ياسيدي سأوجز في الإجابة إن خرجت عبارات الغزل بمايصف الجسد و... و... بمايثير الغرائز فحينها أقول توقف..! (ويرى كثير من الباحثين الثقات مثل الدكتور شوقى ضيف والدكتور يوسف خليف أن الحياة الإسلامية كانت سببًا فى أن يصبح الحب العذرى هو اللون السائد فى اللوحة البدوية الإسلامية، ومن ثم سادت موجة الغزل العذرى فى صدر الإسلام، وتطور الغزل العذرى الذى طهر النفوس وبرأها من النوازع الحسية الرخيصة) منقول. الأمر الآخر الحروف لن تثير العواطف لوحدها دون استجابة الطرف الآخر،ولو بحثنا عما يثير الفتنة ويشعل العواطف لوجدناها في نظرة وجمال الخلقة وحُسن الكلام-مع التفاوت بين البشرفي وقوعه- لكن لن يقع المرء إلابالإستجابة. أتمنى أن أكون وفقت بالإجابة والإيضاح. مع أطيب الأمنيات بمستقبل مشرق. قال بعض الحكماء: إنمايستوحش الإنسان من نفسه لخلق ذاته عن الفضيلة فيكثرحينئذ ملاقاة الناس ويطرد الوحشة عن نفسه بالكون معهم فإذا كانت ذاته فاضلة طلب الوحدة ليستعين بها على الفكرة ويستخرج العلم والحكمة.