إن الاستهزاء بالله وآياته ورسوله ينقل صاحبه من الإيمان إلى الكفر، ومن بدر منه شيء من ذلك فلا يقبل منه اعتذار وإنما التوبة النصوح أو يعرض على السيف، وقد كان المنافقون في المدينة لا يتركون مناسبة يستطيعون فيها النيل من الإسلام والمسلمين إلا استغلوها، ومع ذلك كانوا يعلمون صدق النبي وحقيقة القرآن، فكانوا يخافون أن ينزل القرآن بفضحهم، وكلما أنزل الله فضيحتهم في القرآن أقبلوا معتذرين، ولكن الله لا يقبل اعتذارهم، إلا من صدقت توبته منهم. تفسير قوله تعالى: (يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة... (لاتعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم). ) تفسير قوله تعالى: (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب... ) تفسير قوله تعالى: (لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم... ) ملخص لما جاء في تفسير الآيات قراءة في كتاب أيسر التفاسير ولنستمع إلى دراسة الآيات كما هي في الكتاب. معنى الآيات هداية الآيات قال: [هداية هذه الآيات الكريمة]، فلكل آية هداية، وآي القرآن ستة آلاف ومائتين وأربعين آية، عندنا آية واحدة، أولاً: نقول: نزلت على نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، إذاً: محمد رسول الله، مستحيل أن تقول: غير رسول وأنت تقول: نزلت عليه الآية، وهذه الآية أنزلها الله سبحانه وتعالى.
(19)* * *وذكر أنه عُنِي: ب " الطائفة "، في هذا الموضع، رجلٌ واحد. (20)وكان ابن إسحاق يقول فيما:-16919- حدثنا به ابن حميد قال، حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق قال: كان الذي عُفِي عنه، فيما بلغني مَخْشِيّ بن حُمَيِّر الأشجعي، (21) حليف بني سلمة, وذلك أنه أنكر منهم بعض ما سمع. (22)16920- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا زيد بن حبان, عن موسى بن عبيدة, عن محمد بن كعب: (إن نعف عن طائفة منكم)، قال: " طائفة "، رجل. * * *واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك. فقال بعضهم: معناه: (إن نعف عن طائفة منكم)، بإنكاره ما أنكر عليكم من قبل الكفر =(نعذب طائفة)، بكفره واستهزائه بآيات الله ورسوله. * ذكر من قال ذلك:16922- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور, عن معمر قال، قال بعضهم: كان رجل منهم لم يمالئهم في الحديث, يسير مجانبًا لهم, (23) فنزلت: (إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة)، فسُمِّي " طائفةً" وهو واحدٌ. لاتعتذروا اليوم قد كفرتم بعد ايمانكم. * * *وقال آخرون: بل معنى ذلك. إن تتب طائفة منكم فيعفو الله عنه, يعذب الله طائفة منكم بترك التوبة. * * *وأما قوله: (إنهم كانوا مجرمين)، فإن معناه: نعذب طائفة منهم باكتسابهم الجرم, وهو الكفر بالله, وطعنهم في رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عاشراً: التصبر، من ذلك قوله سبحانه: { لا تحزن إن الله معنا} (التوبة:40)، فالنهي عن الحزن هنا ليس على حقيقته؛ لأن ورود الحزن على الإنسان ليس مما يدخل تحت مقدروه، بل المراد النهي أن تعاطي أسباب الحزن. ونظيره قوله عز وجل: { ولا تحزن عليهم} (الحجر:88). حادي عشر: إدخال الأمن، ومن أمثلته قوله تعالى: { يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين} (القصص:31)، فالنهي هنا أيضاً ليس على حقيقته؛ لأن جلب الخوف ليس بمقدور الإنسان، بل النهي منصباً على النهي عن تعاطي الأسباب المؤدية إليه، أو تعاطي الأسباب الدافعة له. ونحو ذلك قوله عز وجل: { قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين} (القصص:25). ثاني عشر: التسوية، من ذلك قوله تعالى: { فاصبروا أو لا تصبروا} (الطور:16)، فالنهي عن الصبر في الاية ليس على الحقيقة، بل مراد النهي بيان أن صبرهم وعدمه سواء، وغير نافعهم شيئاً. قال السعدي: "أي: لا يفيدكم الصبر على النار شيئاً، ولا يتأسى بعضكم ببعض، ولا يخفف عنكم العذاب، وليست من الأمور التي إذا صبر العبد عليها هانت مشقتها وزالت شدتها". ونظير هذا قوله عز وجل: { استغفر لهم أو لا تستغفر لهم} (التوبة:80)، والمعنى: أمرك بالاستغفار لهم ونهيُك عنه سواء.