[رواه الترمذي: 3505]. الرابع: يطلق على عموم الذكر، ومنه قول الملائكة عليهم السلام ﴿ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ ﴾ [البقرة: 30] قال الطبري رحمه الله تعالى: يعني: إنا نعظمك بالحمد لك والشكر…وكل ذكر لله عند العرب فتسبيح وصلاة. يقول الرجل منهم: قضيت سبحتي من الذكر والصلاة. وسبح بحمد ربك بالعشي والابكار. وقد قيل: إن التسبيح صلاة الملائكة. [1/472]. الخامس: يطلق على عموم العبادة، ومنه قول الله تعالى ﴿ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ المُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [الصَّفات: 143-144]. السادس: يطلق على الاستثناء، ومنه قول الله تعالى ﴿ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلَا يَسْتَثْنُونَ ﴾ [القلم: 17-18] والمراد به قول: إن شاء الله، لكن دلت الآيات على أنهم كانوا يسبحون مكانها ﴿ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ ﴾ [القلم: 28] قال السدي: كان استثناؤهم في ذلك الزمان التسبيح. لماذا التسبيح أفضل الذكر وماهو المراد به؟ المراد بالتسبيح هنا الصلاة، وقيل: هو على ظاهره، فلا يبعد حمله على التنزيه والإجلال، والمعنى: اشتغل بتنزيه الله تعالى في هذه الأوقات، وهذا القول أقرب إلى الظاهر كما يقول أبو عبد الله الرازي؛ لأنه تعالى: صبّره أولا على ما يقولون من تكذيبه ومن إظهار الشرك والكفر، والذي يليق بذلك أن يأمر بتنزيهه تعالى عن قولهم حتى يكون دائما مظهرا لذلك وداعيا إليه فلذلك قال ما يجمع كل الأوقات.
﴿ وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإبْكَارِ ﴾ قال اللهُ تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإبْكَارِ ﴾ [1]. تأمل العلةَ في تخصيص هذين الوقتين - الْعَشِيِّ وَالإبْكَارِ - بالتسبيح، هنا: ﴿ وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإبْكَارِ ﴾، وفي قوله تعالى: ﴿ فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴾ [2]. وهما الوقتان اللذان أمر اللهُ تعالى المؤمنين بالتسبيح فيهما؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا ﴾ [3]. والحكمة في ذلك أنَّ الْعَشِيَّ آخِرُ النَّهَارِ، وَالإبْكَارُ أولُ النَّهَارِ، فيفتتحُ المسلمُ يومَه بِالتَّسْبِيحِ، ويختمُهُ بِالتَّسْبِيح. ومن كان كذلك كان منسجمًا مع جميع الكائنات في تسبيحها لله تعالى؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإشْرَاقِ * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ ﴾ [4]. كتاب أذكار الصباح والمساء: {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب} (PDF). ولما كان الصباح والمساءُ يتجددان كل لحظة على وجه الأرض بسبب دورانها، ولا يخلو موضع فيها أن يكون الوقت فيه أول النهار، أو آخره، لذا كان التسبيح مستمرًّا لا ينقطع عنها لحظة واحدة، فسبحان من خلق فأبدع، وشرع فأحكم.
بقلم | أنس محمد | الاثنين 07 سبتمبر 2020 - 03:35 م جاء التسبيح على قائمة أفضل الذكر في القرآن الكريم ، فلفت ربنا سبحانه وتعالى إلى أن أفضل ما يذكر به العبد ربه هو تسبيحه، وقد عبرت أغلب آيات القرآن الكريم عن هذا المعنى، فيقول الحق سبحانه: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ} طه -130. وقال الله تعالى في سورة الأعلى: " سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى". وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب. وقال تعالى: "وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ﴿٤٤ الإسراء﴾. يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٢٤ الحشر﴾ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ ﴿١ الجمعة﴾ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ﴿١ التغابن﴾ ويطلق التسبيح في القرآن الكريم ويراد به ستة أشياء: الأول: يطلق على التنزيه مع التعظيم، وهو أكثر ما ورد في القرآن، وهو المراد عند الإطلاق، ومنه قول الله تعالى ﴿ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [الصَّفات: 159].
٢ - [باب] قوله: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} [ق: ٣٩] ٤٨٥١ - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا لَيْلَةً مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ فَقَالَ: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا، لَا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا». وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس. ثُمَّ قَرَأَ {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} [ق: ٣٩]. [انظر: ٥٥٤ - مسلم: ٦٣٣ - فتح: ٨/ ٥٩٧] ٤٨٥٢ - حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَرَهُ أَنْ يُسَبِّحَ فِي أَدْبَارِ الصَّلَوَاتِ كُلِّهَا، يَعْنِي قَوْلَهُ: {وَأَدْبَارَ السُّجُودِ}. [ق: ٤٠]. [فتح: ٨/ ٥٩٧] ذكر فيه حديث جرير في الرؤية وقد سلف في الصلاة، وأثر مجاهد قال: ابن عباس: أمره أن يسبح في أدبار الصلوات كلها يعني: قوله: {وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} وقد سلف قريبًا.
يوسف المزي،، ت ٧٤٢هـ، وبحاشيته: النكت الظراف على الأطراف للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق عبد الصمد شرف الدين، الطبعة الثالثة، ١٤٠٣هـ، المكتب الإسلامي، بيروت، لبنان. ٦٨ - تحقيق الكلام في مشروعيتها الجهر بالذكر بعد السلام، للعلامة سليمان بن سحمان بن مصلح النجدي الحنبلي، ت ١٣٤٩هـ، الطبعة الأولى، ١٤٠٧هـ، دار العاصمة، الرياض، المملكة العربية السعودية. ٦٩ - التدمرية، لشيخ الإسلام بان تيمية، تحقيق محمد عودة السعوي، الطبعة الأولى،١٤٠٥هـ، بدون ناشر. ٧٠ - تذكرة الحفاظ، لأبي عبد الله شمس الدين الذهبي، ت ٧٤٨هـ، بدون تاريخ، دار إحياء التراث. تحية اهل الجنة Archives - موسوعة مركزي للمعلومات العامه. ٧١ - الترغيب والترهيب من الحديث الشريف، للإمام زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي المنذري، ت ٦٥٦ هـ، تحقيق محيي الدين ديب مستو، سمير أحمد العطار، يوسف على بدوي، الطبعة الثانية، ١٤١٧ هـ، دار ابن كثير، دمشق، بيروت. ٧٢ - التعريفات، علي بن محمد بن علي الجرجاني، ت ٨١٦ هـ، تحقيق د. عبد الرحمن عميرة، الطبعة الأولى، ١٤٠٧ هـ، عالم الكتب، بيروت، لبنان. ٧٣ - التعليقات المفيدة على الواسطية، للشيخ الشريف. ٧٤ - تفسير ابن كثير (تفسير القرآن العظيم) ، للإمام أبي الفداء إسماعيل بن الخطيب عمر بن كثير القرشي الدمشقي، ت ٧٧٤ هـ، طبعة ١٤٠٧ هـ، دار الفكر، بيروت، لبنان.
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عيله وسلم: " يا بُني إذا دخلت على أهلك فسلِّم يكون بركة عليك وعلى أهل بيتك ".. • عدم الاكتفاء بالإشارة باليد أو الرأس، فإنه مخالف للسنة، إلا إذا كان المسلَّم عليه بعيدًا فإنه يسلم بلسانه ويشير بيده ولا يكتفي بالإشارة. • السلام في بداية المجلس وعند مفارقته لقوله صلى الله عليه وسلم: " إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم؛ فليست الأولى بأحق من الآخرة ". • أن يسلم على الصبيان إذا لقيهم إقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه دليل على التواضع والرحمة، كما إن فيه تربية الناشئة على تعاليم الإسلام وغير ذلك من الفوائد. • البشاشة وطلاقة الوجه والمصافحة. اذكر تحية اهل الجنة مع الدليل - عربي نت. • الحرص على السلام بالألفاظ الواردة في السنة، وعدم الزيادة عليها أو النقصان، أو استبدالها بألفاظ أخرى ( صباح الخير، أو يعطيكم العافية)أويستبدلها بلغة أخرى مثل( هالوا ،جود مورننغ ، بنجور ، جود باي) أو أي لفظ آخر. والمحذور أن تكون هذه الألفاظ بديلة للسلام، أما إن سلَّم السلام الوارد في السنة ودعا بعد ذلك بما شاء فلا بأس. • ألا يبدأ كافرا بالسلام فإن سلم عليه أحد من أهل الكتاب قال: وعليكم.
قال: وعليكم السلام ورحمة الله. وإذا قال له: السلام عليكم ورحمة الله. قال: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. وإذا قال له: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قال: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته. كيفية السلام: • أن يكون التسليم بصوت مسموع يسمعه اليقظان ولا ينزعج منه النائم، فعن المقداد رضي الله عنه قال: "كنا نرفع للنبي صلى الله عليه وسلم نصيبه من اللبن، فيجيء من الليل فيسلم تسليمًا لا يوقظ نائمًا ويسمع اليقظان". • قال الإمام النووي رحمه الله: أقلُّه أن يرفع صوته بحيث يسمعه المُسَلَّمُ عليه، فإن لم يسمعه لم يكن آتيًا بالسنة. • أن يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والصغير على الكبير، والقليل على الكثير؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد، والقليل على الكثير ". القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأحزاب - الآية 44. وفي لفظ: " يسلم الصغير على الكبير... " الحديث. • أن يعيد إلقاء السلام إذا فارق أخاه ولو يسيرًا لقوله صلى الله عليه وسلم: " إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه، فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه ". • أن يسلم على أهل بيته عند الدخول عليهم فإن ذلك من أعظم أسباب البركة.
٧٥ - تفسير البغوي (معالم التنزيل) ،للإمام الحافظ أبي محمد الحسين بن مسعود البغوي ت٥١٦ هـ، تحقيق خالد عبد الرحمن العك ومروان سوار، الطبعة الأولى،١٤٠٦ هـ، دار المعرفة، بيروت، لبنان. ٧٦ - تفسير الطبري (جامع البيان عن تأويل آي القرآن) ، للإمام أبي جعفر محمد بن جرير الطبري، ت ٣١٥ هـ، تحقيق محمود وأحمد محمد شاكر، الطبعة الثانية، بدون تاريخ، دار المعارف بمصر. ٧٧ - التفسير القيم للإمام ابن القيم، جمعه محمد أويس الندوي، تحقيق محمد حامد الفقي، بدون تاريخ، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان. ٧٨ - التفصيل في نواقض الإيمان الاعتقادية، للوهيبي. ٧٩ - تلبيس إبليس، للإمام أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي، ت ٥٩٦ هـ، تخريج محمد مهدي إستانبولي، الطبعة، ١٣٩٦ هـ، نشر المخرّج. ٨٠ - التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير، للحافظ أحمد بن علي بن محمد العسقلاني، ٧٧٣هـ، توزيع رياسة إدارات البحوث العلمية. ٨١ - تنبيه أولي الأبصار إلى كمال الدين وما في البدع من أخطار، الدكتور صالح بن سعد السميحي، الطبعة الأولى، ١٤١٠، دار ابن حزم، الرياض، المملكة العربية السعودية. ٨٢ - تنبيه الغافلين عن أعمال الجاهلين وتحذير السالكين عن أفعال الهالكين، للإمام محيي الدين أبي زكريا أحمد بن إبراهيم بن النحاس، ت ٨١٤هـ، تحقيق عماد الدين عباس، الطبعة الأولى، ١٤٠٧هـ، دار الكتب العلمية، بيروت.
10- كما ان إفشاء السلام سبب لمغفرة الذنوب: لقول نبينا صلى الله عليه وسلم:«إن من موجبات المغفرة بذلَ السلام ، وحسن الكلام» صححه الألباني. 11- وإفشاء السلام من موجبات الجنة أيضاً: قال صلى الله عليه وسلم:«يا أيها الناس، أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا بالليل والناس نيام ؛ تدخلوا الجنة بسلام» السلسلة الصحيحة. 12- التحذير من عدم البخل بالسلام: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أعجز الناس من عجز في الدعاء ، وأبخل الناس من بخل بالسلام» صححه الألباني. حرص الصحابة على إفشاء السلام وهذا الفضل العظيم يفسر سبب حرص الصحابة على إفشاء السلام ومن أمثلة ذلك: - عن الأغر المزنى رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر لي بجريب من تمر عند رجل من الأنصار ، فمطلني به ، فكلمت فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال:«اغد يا أبا بكر فخذ له تمره». فوعدني أبو بكر المسجد إذا صلينا الصبح ، فوجدته حيث وعدني ، فانطلقنا ، فكلما رأى أبا بكر رجلٌ من بعيد سلم عليه ، فقال أبو بكر رضي الله عنه: أما ترى ما يصيب القوم عليك من الفضل ؟ لا يسبقك إلى السلام أحد. فكنا إذا طلع الرجل من بعيد بادرناه بالسلام قبل أن يسلم علينا.. حسنه الألباني.