وقال أيضاً: «من غَسَّلَ يوم الجمعة واغتسل، وبَكَّر وابتكر، كان له بكل خطوة يخطوها أجر سنة صيامها وقيامها». 2- ويسن الاغتسال في يومها؛ لحديث أبي هريرة الماضي: (من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة... ) وينبغي الحرص عليه وعدم تركه، وبخاصة لأصحاب الروائح الكريهة. ومن العلماء مَنْ أوجبه؛ لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعاً: (غسل الجمعة واجب على كل محتلم). ولعل القول بوجوبه أقوى وأحوط، وأنه لا يسقط إلا لعذر. 3- ويسن التطيب والتنظف، وإزالة ما ينبغي إزالته من الجسم؛ كتقليم الأظافر وغيره. والتنظف أمر زائد على الاغتسال، ويكون ذلك بقطع الروائح الكريهة وأسبابها، كالشعور التي أمر الشارع بإزالتها، والأظافر، ويسن حلق العانة، ونتف الإبط، وتقليم الأظافر، وحف الشارب، مع التطيب، لحديث سلمان رضي الله عنه مرفوعاً: «لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر ما استطاع من طهر، ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته... ». قال ابن حجر: "من طهر: المراد به المبالغة في التنظيف، ويؤخذ من عطفه على الغسل... يوم الجمعة فضله وشيء من سننه - ملتقى الخطباء. أن المراد به التنظيف بأخذ الشارب والظفر والعانة". 4- ويسن له أن يلبس أحسن الثياب؛ لحديث ابن عمر رضي الله عنهما: (أن عمر بن الخطاب رأى حلة سيراء عند باب المسجد، فقال: يا رسول الله لو اشتريت هذه، فلبستها يوم الجمعة، وللوفد إذا قدموا عليك).
قال الإمام ابن باز -رحمه الله-: " أرجح الأقوال في ساعة الإجابة يوم الجمعة قولان: أحدهما: أنَّها بعد العصر إلى غروب الشمس في حقِّ من جلس ينتظر صلاة المغرب، سواء كان في المسجد أو في بيته يدعو ربه، وسواء كان رجلاً أو امرأة؛ فهو حري بالإجابة، لكن ليس للرجل أن يصلي في البيت صلاة المغرب ولا غيرها إلا بعذر شرعي، كما هو معلوم من الأدلة الشرعية. الثاني: أنَّها من حين يجلس الإمام على المنبر للخطبة يوم الجمعة، إلى أن تقضى الصلاة، فالدعاء في هذين الوقتين حري بالإجابة. وهذان الوقتان هما أحرى ساعات الإجابة يوم الجمعة لما ورد فيهما من الأحاديث الصحيحة الدالة على ذلك، وترجى هذه الساعة في بقية ساعات اليوم، وفضل الله واسع ". من سنن يوم الجمعة. معاشر المسلمين: أمَّا عن قراءة سورة الكهف يوم الجمعة؛ فقد قال سماحة الشيخ ابن باز -رحمه الله-: " قراءة سورة الكهف يوم الجمعة جاءت فيها أحاديث كلها ضعيفة، لكن يشد بعضها بعضاً، وثبت عن ابن عمر أنَّه كان يقرؤها -رضي الله عنه- كل جمعة، فإذا قرأها الإنسان يوم الجمعة فهو حسن، ويرجى لك فيها الثواب الذي جاء في الأحاديث، وليس ذلك بأمر مقطوع به؛ لأنَّ الأحاديث فيها ضعف، إنَّما هو مستحب ". اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً.
↑ رواه ابن حجر العسقلاني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو ، الصفحة أو الرقم: 2-103، حديث حسن. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 851 ، حديث صحيح.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه؛ إنَّه هو الغفور الرحيم.