قال ابن أبي حاتم: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن المسور الزهري: حدثنا مالك بن سعير ، حدثنا الأعمش ، عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث قال: ما في الأرض من شجرة ولا مغرز إبرة إلا عليها ملك موكل يأتي الله بعلمها: رطوبتها إذا رطبت ، ويبسها إذا يبست. وكذا رواه ابن جرير ، عن أبي الخطاب زياد بن عبد الله الحساني ، عن مالك بن سعير ، به ثم قال ابن أبي حاتم: ذكر عن أبي حذيفة ، حدثنا سفيان ، عن عمرو بن قيس ، عن رجل عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: خلق الله النون - وهي الدواة - وخلق الألواح ، فكتب فيها أمر الدنيا حتى ينقضي ما كان من خلق مخلوق ، أو رزق حلال أو حرام ، أو عمل بر أو فجور وقرأ هذه الآية: ( وما تسقط من ورقة إلا يعلمها) إلى آخر الآية.
للورقة النباتية أشكالا مبدعة، وحواف معجزة فصلناها في موضوع الورقة النباتية من كبرى المعجزات الحيوية في كتابنا (معجزات حيوية علمية ميسرة)، كما أننا اعتمدنا على كتب النبات العام، أحمد مجاهد وآخرون في صياغة المعلومات السابقة عن الورقة. وجاء في معجم النبات من قاموس القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي أن النبات على شاكلتين من حيث بقاء الأوراق على الشجر، فبعضها نباتات متساقطة الأوراق Deci، فالنباتات تنضو (أي تسقط) عنها أوراقها في موسم معين (عادة ما يكون الخريف) ولا تظهر إلا في موسم معين (عادة ما يكون الربيع)، أما البعض الآخر فنباتات مستديمة الخضرة (Evergreen) لا تسقط أوراقها دفعة واحدة، هناك أشكال متنوعة للورقة النباتية ولذلك تظل خضراء طوال العام) انتهى. والمعلوم علميا أن جميع الأشجار (ما عدا النخيل) تسقط أوراقها تلقائيا إما مرة واحدة أو بالتناوب وقد بين المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أن النخلة لا يسقط ورقها تلقائيا دون تقطيع من الإنسان وهذا ما فصلناه في موضوع مثل المؤمن كشجرة لا يتحات ورقها (أي يسقط ورقها). وتحمل النباتات الأرضية الحولية والشجيرية والشجرة بلايين البلايين من الأوراق يسقط الكم الهائل منها في الأرض والبحار ومجاري المياه، والله يعلم كل ورقة تسقط من كل نبات متى تسقط وكيف تسقط وأين تسقط.
و "يزيد بن أبي زياد القرشي الهاشمي" هو مولى "عبد الله بن الحارث" ، مضى مرارًا ، آخرها رقم: 12740. و "عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم" ، هو "ببة" ، ثقة ، مضى برقم: 12740. وهذا الخبر ، ذكره ابن كثير في تفسيره من طريق ابن أبي حاتم ، عن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن المسور الزهري ، عن مالك بن سعير ، بمثله. وخرجه السيوطي في الدر المنثور 3: 15 ، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة ، وأبي الشيخ.