في عالم الجريمة كل شيء مباح، اتهام وتخفي وإلصاق التهم بآخرين، ففي النهاية خلف القضبان كل شيء يمكن فعله، لكن ورغم هذا فالحقيقة أيضاً لا يمكن إخفاؤها مهما طال الزمان، ومهما كان فاعلها فلابد أن تأتي اللحظة الفارقة التي تكشف فيها الحقائق، ويعود الحق لأصحابه، "اليوم السابع" يقدم خلال شهر رمضان حلقات متتالية تحت عنوان " غرائب خلف القضبان" من وقائع كتاب " أغرب القضايا" للمستشار بهاء أبو شقة. الحلقة الثالثة والعشرون.. كيف يساعدنا حس الدعابة على مواجهة الأزمات؟ | من المصدر. انتهى الجزء الثانى من القضية باعتراف طليق زوجة الرجل الذى عرف دائما بشدته وبلطجته على الآخرين، وأجبر زوج زوجته الأول أن يطلقها قبل أن يتزوجها هو.. بقتلها وحرقها وهى حامل، وقضت محكمة أول درجة بالإعدام شنقاً للمتهم.
وسألت الدموع من عينيه وهو يردد أن أمنيته الوحيدة فى الحياة أن يعدم فوراً فما عاد يطيق الحياة فى الدنيا.. انعدمت فيها القيم وغابت عنها المبادىء.. وضاعت فيها المثل، وأصبحت القوة هى القانون والطغيان هو الدستور الحاكم.. وأضاف مستنكراً: - كيف غابت هذه الفكرة عنى؟ نعم كان لا أن أقتله هو، فهو الجانى الحقيقى الذى حطم حياتى، وأضاع أمالى فى الحياة.. ما ذنبها حتى أقتلها؟.. كان حديثه مع نفسه- ومعى- أشبه بمن يهذى. وأعدت سؤاله: - ما وسائل الاعتداء على المجنى عليه. فأجاب والعصبية لا تفارق نظرات عينيه ولا نبرات صوته: " أنا قتلتها.. أشعلت النار فيها.. مش برضه لقيتوا النار مولعة فيها؟.. عاوزين منى إيه أكثر من كده؟.. قلت له: أنت لم تقتل أحداً.. فيه سر أنت مخبيه.. إيه هو ؟ لازم أعرفه.. ضرورى تتكلم تقول الحقيقة.. اللى بتقوله كله كدب.. لا يمت بالحقيقة بأى صلة.. بالبلدي: "غرائب خلف القضبان".. أخرة الحرام قتل وجنون ونيران. - فأشاح بوجهه عنى وأثر الصمت وقال والدموع تنساب على خديه.. وكأنه المطر فى يوم عاصف دون أن يحس بها: - أرجوك أنا عايز أموت.. قالها ونبرات صوته.. تفضح ما بداخله من يأس ونفس محطمة رافضة الحياة مصممة على الموت. فرجوته أن يثق بى وأن يفضى إلى الحقيقة إنه آثم فى حق نفسه.. وهو ومن ينتحر سواء وجزاؤه بذلك عند الله عظيم، وعقابه جهنم وبئس المصير.
تعد الوثيقة التوافيفيه لإدارة المرحله الإنتقاليه هي الفرصة الحقيقيه للخروج بالبلد من المأذق الذي ادخلها فيه ممن ليس، لديهم الهم الوطني…. اذ انها كانت نتاج جهد مقدر من كل ألوان الطيف السوداني….