الحج فتاوى الحج| ما هو «الرمل» وما حكمه في الطواف؟.. «الإفتاء» تجيب إسراء كارم الأحد، 11 أغسطس 2019 - 03:46 م ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال عبر الصفحة الرسمية على موقع «فيسبوك»، نصه: «ما حكم الرمل في الطواف؟». وأفادت «الإفتاء» بأن الرمل هو إسراع المشي مع تقارب الخطى وهز الكتفين من غير وثب في الأشواط الثلاثة الأول من الطواف الذي يعقبه سعي، وهو سنة في حق الرجال دون النساء عند جمهور الفقهاء؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: «قدم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وأصحابه مكة، وقد وهنتهم حمى يثرب. قال المشركون: إنه يقدم عليكم غدا قوم قد وهنتهم الحمى، ولقوا منها شدة، فجلسوا مما يلي الحجر، وأمرهم النبي صلى الله عليه واله وسلم أن يرملوا ثلاثة أشواط، ويمشوا ما بين الركنين، ليرى المشركون جلدهم، فقال المشركون: هؤلاء الذين زعمتم أن الحمى قد وهنتهم، هؤلاء أجلد من كذا وكذا» رواه مسلم. وقال الإمام ابن قدامة: «فإن قيل: إنما رمل النبي صلى الله عليه واله وسلم وأصحابه لإظهار الجلد للمشركين، ولم يبق ذلك المعنى؛ إذ قد نفى الله المشركين، فلم قلتم: إن الحكم يبقى بعد زوال علته؟ قلنا: قد رمل النبي صلى الله عليه واله وسلم وأصحابه، واضطبع في حجة الوداع بعد الفتح، فثبت أنها سنة ثابتة، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: رمل النبي صلى الله عليه واله وسلم في عمره كلها، وفي حجه، وأبو بكر رضي الله عنه، وعمر رضي الله عنه، وعثمان رضي الله عنه، والخلفاء من بعده» رواه أحمد في المسند.
الرمل في الطواف الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: رَمَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْحَجَرِ إِلَى الْحَجَرِ ثَلاَثًَا، وَمَشَى أَرْبَعًا؛ رواه مسلم، وبنحوه عند مسلم أيضًا عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه.
السؤال: ما حكم الرمل؟ الجواب: سنة في الطواف الأول حين يقدم مكة لحج أو عمرة في الأشواط الثلاثة الأولى من طواف القدوم، وهو الإسراع في المشي، ويسمى الجذب، أما الأربعة الأخيرة فيمشي فيها مشيًا، المشي المعتاد تأسيًا بالنبي ﷺ في ذلك [1]. من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته في درس بلوغ المرام. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 17/ 211).
"المجموع" (8/20). وذكر ابن قدامة في "المغني" (5/221) استحباب الرمل والاضطباع في طواف العمرة وفي طواف القدوم ثم قال: وَلا يُسَنُّ الرَّمَلُ وَالاضْطِبَاعُ فِي طَوَافٍ سِوَى مَا ذَكَرْنَاهُ; لأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ إنَّمَا رَمَلُوا وَاضْطَبَعُوا فِي ذَلِكَ اهـ. وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة (11/225): يسن الاضطباع في الأشواط كلها في طواف القدوم خاصة ، كما يشرع الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى من طواف القدوم للحاج والمعتمر اهـ. وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: ويرمل في جميع الثلاثة الأُول من الطواف الأول ، وهو الطواف الذي يأتي به أول ما يقدم مكّة ، سواء كان معتمراً أو متمتعاً ، أو محرماً بالحج وحده ، أو قارناً بينه وبين العمرة ، ويمشي في الأربعة الباقية ، يبتدئ كل شوط مع مقاربة الخطى ، ويستحب له أن يضطبع في جميع هذا الطواف دون غيره اهـ. فتاوى ابن باز (16/60). والله تعالى أعلم.
تخريج الحديثين: حديث ابن عمر رضي الله عنهما أخرجه مسلم حديث (1262)، وبنحوه أخرج أبو داود في "كتاب المناسك"، "باب في الرمل"؛ حديث (1891). وأما حديث ابن عباس رضي الله عنهما، فأخرجه مسلم حديث (1264)، وأخرجه البخاري في "كتاب الحج"، باب كيف كان بدء الرمل"؛ حديث (1602)، أخرجه أبو داود في "كتاب المناسك"، "باب في الرمل"؛ حديث (1886)، وأخرجه النسائي في "كتاب مناسك الحج"، "باب العلة التي من أجلها سعى النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت"؛ حديث (2945). شرح ألفاظ الحديثين: (( رَمَلَ)): تقدم معنى الرمل وأنه الإسراع في المشي من غير مباعدة للخطوات، والرمل كما تقدم للرجال دون النساء بإجماع العلماء؛ [انظر الإجماع في كتاب الإجماع؛ لابن المنذر، ص (61)]. ((قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ مَكةَ)): وهذا في عمرة القضاء سنة سبع من الهجرة النبوية. (( قَدْ وَهَنَتْهُمُ)): أي أضعفتهم. (( حُمَّى يَثْرِبَ)): يثرب هو اسم المدينة النبوية في الجاهلية، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تسميتها بذلك؛ لأن التثريب هو الفساد، وإنما ذكرها ابن عباس رضي الله عنهما في حديث الباب بهذا الاسم حكاية لكلام المشركين، كما حكى الله تعالى قول المنافقين: ﴿ وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا ﴾ [ الأحزاب: 13].
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز نائب رئيس اللجنة: عبدالرزاق عفيفي عضو: عبدالله بن غديان عضو: عبدالله بن قعود
التعريف اللغوي: الرَّمَلُ: الإِسْراعُ في المَشْيِ والهَرْوَلَةُ، يُقال: رَمَلَ، يَرْمُلُ، رَمَلاً ورَمَلاناً: إذا أَسْرَعَ في المَشْيِ، وهَزَّ مَنْكِبَيْهِ، وقارَبَ خُطاهُ، وهو فَوْقَ المَشْيِ ودُون العَدْوِ. وَمِنْ مَعانيهِ أيضاً: الزِّيادَةُ فِي الشَّيْءِ، والقَلِيلُ مِن المَطَرِ، يُقال: أَصابَهُم رَمَلٌ مِن مَطَرٍ، أيْ: قليلٌ. إطلاقات المصطلح: يَرِد مُصطلَح (رَمَل) في كتاب الحَجِّ، باب: صِفَة الحَجِّ، وباب: الدُّخول إلى الكَعْبَةِ. ويُطلَق في عِلمِ اللُّغةِ أيضاً، ويُراد به: أَحَدُ بُحُورِ الشِّعْرِ العَرَبي، ووَزْنُهُ:" فاعِلاتُنْ فاعِلاتُنْ فاعِلُنْ" في كلِّ شَطْرٍ. جذر الكلمة: رمل المراجع: العين: (8/267) - تهذيب اللغة: (15/149) - مقاييس اللغة: (2/442) - المحكم والمحيط الأعظم: (10/257) - النهاية في غريب الحديث والأثر: (2/265) - مختار الصحاح: (ص 129) - لسان العرب: (11/295) - تاج العروس: (29/98) - التعريفات للجرجاني: (ص 112) - التوقيف على مهمات التعاريف: (ص 181) - تحرير ألفاظ التنبيه: (ص 152) - دستور العلماء: (2/103) - القاموس الفقهي: (ص 153) - معجم لغة الفقهاء: (ص 227) - الموسوعة الفقهية الكويتية: (23/149) -