ولقد تعددت آراء المفسرين في توجيه جواب زكريا عليه السلام فمنهم من رأى أنه قال هذا للاستبعاد والتعجب من أن يكون له ولد مع شيخوخته وعقم امرأته، فسأل ذلك أولاً لعلمه بقدرة الله عليه، وتعجب منه لأنه نادر في العادة. ومنهم من رأى أن الاستفهام للتعجب من كمال قدرة الله. والحق أن نفسي لم تسترح إلى تلك التأويلات لاستفهام نبي الله زكريا عليه السلام فلم يكن جواب زكريا عليه السلام إنكاراً ولا استبعاداً، لأن هذا لا يليق بمقام النبوة. ولم يكن أيضاً تعجباً من طلاقة القدرة الإلهية، لأنه رأى بعينيه من كرامة السيدة مريم ما يُذهب هذا التعجب، لأنه كان مستجاب الدعاء كما يدل عليه قوله: "ولم أكن بدعائك رب شقياً"، (مريم: 4)، كما لم يفاجأ بمخالفة الأسباب للمسببات في تبشيره بالولد، لأنه عاين تلك المخالفة في كرامة الله تعالى للسيدة مريم، ولأنه يوقن بكمال القدرة الإلهية وطلاقتها. ما هو المحراب. أقول والله أعلم بمراده: لعل الغرض من الاستفهام هو التعجيب لا التعجب، وهناك فرق كبير بين المعنيين، إن زكريا يريد تعجيب السامعين، ليحرك بواعث الإيمان في نفوس من لم يؤمن بالله، وليزداد رسوخ إيمان المؤمنين. إذن: كان يراد من جواب زكريا عليه السلام هز العقول وإيقاظها، وتعيين موضع الغرابة، لتعجيب الناس الذين تشبثوا بالأسباب العادية، والله أعلم.
وزاد: نبدأ فنحسم القول بأن الأضعاف المضاعفة وصف لواقع، وليست شرطاً يتعلق به الحكم، والنص الذي في سورة البقرة قاطع في حرمة أصل الربا بلا تحديد ولا تقييد وهو "وذروا ما بقي من الربا".
! عذراً، مكان الإقامة هذا لا يستقبل حجوزات على موقعنا في الوقت الحالي. لا تقلق، يمكنك العثور على العديد من أماكن الإقامة القريبة من نفس الموقع هنا. المحراب طيبة رائع لمسافرين اثنين. موقع ومرافق مناسبة لمسافرين اثنين المنطقة الجنوبية, 19970 المدينة المنورة, المملكة العربية السعودية – موقع ممتاز - اعرض الخريطة
وقد قيل: إن المحراب مشتق من الحرب ؛ لأن المتعبد كأنه يحارب الشيطان فيه ، فكأنهم جعلوا ذلك المكان آلة لمحرب الشيطان. ثم أطلق المحراب عند المسلمين على موضع كشكل نصف قبة في طول قامة ونصف ، يجعل بموضع القبلة ليقف فيه الإمام للصلاة. وهو إطلاق مولد وأول محراب في الإسلام محراب مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - صنع في خلافة الوليد بن عبد الملك ، مدة إمارة عمر بن عبد العزيز على المدينة. والتعريف في " المحراب " تعريف الجنس ويعلم أن المراد محراب جعلته مريم للتعبد. و أنى استفهام عن المكان ، أي من أين لك هذا ، فلذلك كان جواب استفهامه قولها من عند الله. "كلما دخل عليها زكريا المحراب".. آية كُتبت في المساجد بغير موضعها. واستفهام زكرياء مريم عن الرزق لأنه في غير إبانه ووقت أمثاله ، قيل: كان عنبا في فصل الشتاء. والرزق تقدم آنفا عند قوله: وترزق من تشاء بغير حساب. وجملة إن الله يرزق من يشاء من كلام مريم المحكي. والحساب في قوله: بغير حساب بمعنى الحصر ؛ لأن الحساب يقتضي حصر الشيء المحسوب بحيث لا يزيد ولا ينقص ، فالمعنى إن الله يرزق من يريد رزقه بما لا يعرف مقداره لأنه موكول إلى فضل الله.
انتهى وقال ابن منظور رحمه الله في لسان العرب: (والمحراب: القبلة، ومحراب المسجد أيضاً صدره وأشرف موضع فيه، ومحاريب بني إسرائيل مساجدهم التي كانوا يجلسون فيها، وفي التهذيب: التي يجتمعون فيها للصلاة). انتهى وقال أيضاً رحمه الله: (وقيل: سمي المحراب محراباً لأن الإمام إذا قام فيه لم يأمن أن يلحن أو يخطئ، فهو خائف مكاناً كأنه مأوى الأسد، والمحراب مأوى الأسد، يقال: دخل فلان على الأسد في محرابه، وغيله، وعرينه). انتهى أما بالنسبة لاسم الجزء الذي يصلي فيه الإمام، فأصبح متعارفاً عليه باسم "المحراب" وإلى ذلك أشار ابن عاشور كما نقلنا عنه سابقاً. وفي الأصل كان يقال له: مصلى الإمام -أي مكان صلاته- كما جاء ذلك في مثل حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: « أقيمت الصلاة، وعدلت الصفوف قياماً قبل أن يخرج إلينا النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج إلينا فلما قام في مصلاه ذكر أنه جنب، وقال لنا: مكانكم. لا حرج من صلاة الإمام في المحراب - إسلام ويب - مركز الفتوى. فمكثنا على هيئتنا -يعني قياما-ً ثم رجع فاغتسل، ثم خرج إلينا ورأسه يقطر، فكبر فصلينا معه ». والحديث متفق عليه. والشاهد منه أن أبا هريرة رضي الله عنه عبَّر عن موقف النبي صلى الله عليه وسلم وهو إمام القوم بقوله: "فلما قام في مصلاه"، هذا مجمل ما ذكره أهل العلم عن المحراب.