السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إنا لله وإنا إليه راجعون توفى أبى بعد ظهر الخميس الماضى رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته يارب اللهم اجعل مرضه وما لا قى من آلام فى ميزان حسناته يارب اللهم احفظ أبى فى أمى وفى إخوتى اللهم ربى لنا إخوتى وعوضنا وأبى بجنتك يارب رحمك الله يا أبى فقد كنت نعم الأب اللهم أرضه فى أيتامه ولا تسؤه يارب ربى قد رضينا بما قدرته علينا فارضا عنا وعن أبى يارب إنا لله وإنا إليه راجعون
أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر Friday 10th November, 2000 العدد:10270 الطبعةالاولـي الجمعة 14, شعبان 1421 عزيزتـي الجزيرة قلمي عاجزٌ عن التعبير عمَّا يجيشُ في صدري من مشاعرِ الحزن والألم, واللسانُ ينعقدُ لِذلك. ففي صبيحة يوم الخميس الموافق للتاسع والعشرين من شهر رجب من عام 1421ه إذا بجرس الهاتف يرنُّ ويهاتفني على الطرف الآخر من يطلب منّي الحضور حالاً ليبادره قلبي بالسؤال مباشرة: ماذا جرى لوالدي؟ هل تُوفي والدي؟ فيجيب: نعم، نسألُ الله له الرَّحمة والمغفرة, (إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون). رحمك الله يا أبي. أيُّ موقفٍ هذا؟ وأيُّ لحظات هذه؟ إنَّها لحظاتُ الفراق والوداع, العينان تتسابقان بالدُّموع، إذا زجرتُ عيني اليمنى تداعت اليسرى. الخطبُ مُدلَهِمٌ، والموقفُ عصيب حتى أضحت الأجفانُ قرحى من البكاء, يالَهُ من موقف تتصدع له المشاعر ألماً وحسرة أبحث عن والدتي فإذا هي صابرة محتسبة كعادتها وكما كان أبي يرحمه الله. كم عانيت يا أبي من المرض! أسألُ اللهَ أن يكون ما مرَّ بك طهوراً وكفَّارة, جسمك النَّحيلُ سيبقى في ذاكرتنا جميعاً يا أبي. يا أبي لقد أحبك الصغير قبل الكبير, كيف لا وقد وهبك الله قلباً إن سمع كلام الله لانَ وخشع، وإن رأى المسكين أزجى له الحنان، ويقابل الإساءة دائماً بالإحسان.
كنت هاهنا تحوم كالملاك من حولنا... تعمل تارة.... وتضحك تارة... وتمرض تارة. عملت بصمت واخلاص وواجهت المرض بصبر وايمان وها انت رحلت عنا الان الى خالقك الكريم... تركتنا نعاني الم فراقك... كنا نراك تعمل بصمت.. تدعو لنا بالتوفيق بصمت... وحتى وانت مريض لم ترحل الابتسامة عنك. لا نستطيع نسيانك مهما مر الزمان بسنينه وايامه فانت لنا الاب والاخ والصديق. ابي اعلم انك هناك عند رب رحيم لا يظلم تنظر الينا وتحمد الله بانك وفقت في تربيتنا وتعليمنا حيث وصلت انا واخوتي الى ما وصلنا اليه بفضلك انت ووالدتي التي تبكيك ليلا نهارا ابي يقولون الرجال لا يبكون الرجال لكن لم يبقى انسان عرفك الا وبكاك.. اه يا ابي لو رايت المهرجان والحضور الغير مسبوق في جنازتك وايام العزاء.... صدقني يا ابي انك لم تكن غائبا كيف كنت انظر اراك تقول لي بلغتك البسيطة اولادي قوموا بالواجب اكرموا ضيوفنا. سيبكيك اهل بلدك الذين حضنوك وكنت دائما توصينا بان نكون على تواصل ومحبة معهم.... سيبكيك احفادك احمد, يوسف الذي يقول دائما جدي في الجنة, ادم, ومحمد, وحنان اللتي تبكيك ليلا ونهارا, وشذا والغالية على قلبك حنين... ستبكيك التينة التي كنت تجلس تحتها يوميا انت واصحابك ونحن اولادك وبناتك... ستبكيك الايام يا ابي.. الان تدري لماذا اعاتبك لانك تركتني ولم تاخذني معك.