لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين - البقرة ٢٨٦ - القارئة الأمريكية المسلمة جينيفر جراوت - Jennifer Grout
وتظل هذه الليلة مستمرة حتى طلوع الفجر وذلك ما ذُكرَ في هذه السورة. كما أن الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ تكلم عن هذه الليلة، وذكرها في عدد من الأحاديث المختلفة، ومنها: " مَن صامَ رمضانَ وقامَهُ ، إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ ، ومَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ ". وعلى الرغم من أن هذه الليلة من الليالي التي ينتظرها الكثير ويسعى لاغتنامها عدد غفير من الناس إلا أنه لا يوجد أحد يعلم بماهيتها أو بموعدها، ولكن الله منّ علينا ببعض العلامات التي يُمكن من خلالها معرفة تلك الليلة.
وقد أباح النبي صلى الله عليه وسلم لزوجة البخيل أن تأخذ من ماله ما يكفيها وأولادها ولو بغير إذنه ، روت عائشة رضي الله عنها أن هند بنت عتبة قالت: «يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل شحيح، وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم»، فقال صلى الله عليه وسلم: ( خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف) (البخاري). كلكم مسؤول عن رعيته وفي النهاية همسة في أذن كل أب وزوج: إذا أنت لم تنفق على أهلك وولدك، فمن سواك سيفعل ذلك، وإلى من سيذهبون؟.. هل نزول المطر من علامات ليلة القدر - موسوعة. فلا تضيع رعيتك فإنك مسؤول عنهم أمام الله تعالى.. ففي الحديث ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالرجل راع في أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته). اللهم وسع أرزاقنا، وأصلح أزواجنا وذرياتنا، واخلف علينا فيم ننفقه عليهم خيرا يا رب العالمين.
وَفِي مُسْلِمٍ عَنْهَا رضي الله عنها قَالَتْ: جَاءَتْنِي مِسْكِينَةٌ تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَهَا فَأَطْعَمْتهَا ثَلَاثَ تَمَرَاتٍ فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً, وَرَفَعَتْ إلَى فِيهَا تَمْرَةً لِتَأْكُلْهَا فَاسْتَطْعَمَتْهَا ابْنَتَاهَا فَشَقَّتْ التَّمْرَةَ الَّتِي كَانَتْ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَهَا بَيْنَهُمَا فَأَعْجَبَنِي شَأْنُهَا فَذَكَرْت الَّذِي صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: ( إنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الْجَنَّةَ أَوْ أَعْتَقَهَا بِهَا مِنْ النَّارِ). وَفِيهِ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ.. وَضَمَّ أَصَابِعَهُ). بلغوا عني ولو آية — ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا.... وأما كون المحسن إلى زوجته وأولاده في النفقة من خير الناس فقد جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( خيركم خيركم لأهله) وقوله: ( خياركم خياركم لنسائهم). فأبشر أيها المنفق واهنأ واسعد وآمل خيرا من ربك سبحانه فإنه سبحانه يخلف على المنفقين { وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين}. ونحذر المقترين القادرين البخلاء مما حذرهم منه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: ( كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ)(أخرجه ابن حبان)، وقوله: ( كفى بالمرء إثما أن يحبس، عمن يملك قوته)(رواه مسلم).
ليلة القدر ليلة القدر ليلة من أعظم الليالي في العام بأكمله، فقد ذُكِرَت هذه الليلة في عدد من الآيات المختلفة في القرآن الكريم وفي عدة أحاديث نبوية شريفة أيضًا، ومن أشهر المعلومات التي تخص هذه الليلة أنها تكون في أخر عشرة أيام في شهر رمضان المُبارك. وينقسم تعريف ليلة القدر إلى جزئين، فالليلة كلمة تُطلق على الوقت الممتد منذ غروب الشمس وحتى وقت طلوع الفجر، والقدر يوجد له تفسيرات وتعريفات متنوعة عند مختلف الفقهاء، فيُقال أن المقصود به التشريف والتعظيم، واستدل على ذلك لما جاء في الآية رقم 67 من سورة الزمر حيث قال الله تعالى: " وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ". ففي تلك الآية يقصد بالقدر التعظيم أي أن المشركين لم يقوموا بتعظيم وتشريف وإجلال الله بقدر العظمة الخاصة به. يُقال أيضًا أن المقصود بالقدر إذا كانت بفتح حرف الدال أي ( قَدَرَ) الفصل أو الحكم أو القضاء، ففي تلك الليلة تتغير أقدار بعض الأشخاص بأمر من الله _ سبحانه وتعالى _، واستدل على هذا الرأي من خلال ما ورد في الآيات رقم 3 و 4 و 5 من سورة الدخان حيث قال الله تعالى: " إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا ۚ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ".
الحمد لله.. خلق فسوى، وقدر فهدى، له الأسماء الحسنى والصفات العلا.. وصلى الله على عبده المصطفى ونبيه المجتبى، وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه ودربهم واقتدى فاهتدى. وبعد.. فإن الله تعالى قد جعل في الأموال حقوقا واجبات ونفقات مستحبات.. ومن الحقوق الواجبة نفقة الرجل على زوجته وأولاده بالمعروف... فقد اتفقت كلمة الفقهاء واجتمعت كلمة العلماء على أن نفقة الزوج على زوجته والوالد على أولاده الصغار واجبة وفرض عين عليه.. واستدلوا على هذا بكتاب الله وسنة رسوله وإجماع المسلمين. قال الله تعالى في حق الوالدات: { وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}(البقرة:233). وقال سبحانه: { لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ}(الطلاق:7). وقال صلى الله عليه وسلم: ( ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف)(مسلم). فالنفقة على الزوجة حق لها على زوجها سواء كانت فقيرة محتاجة أو غنية موسرة.. فيجب على الزوج أن يوفر لزوجته وأولاده ما يحتاجون إليه من النفقة والسكن والمأكل والملبس والمشرب كاملًا؛ وإن كان هو فقيرا مدقعا أو غنيا موسرا، فهو واجب على كل واحد بحسبه.