قوله تعالى: ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا هذا خبر من الله - تعالى - عن مدة لبثهم. وفي قراءة ابن مسعود وقالوا لبثوا. قال الطبري: إن بني إسرائيل اختلفوا فيما مضى لهم من المدة بعد الإعثار عليهم إلى مدة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال بعضهم: إنهم لبثوا ثلاثمائة سنة وتسع سنين ، فأخبر الله - تعالى - نبيه أن هذه المدة في كونهم نياما ، وأن ما بعد ذلك مجهول للبشر. فأمر الله - تعالى - أن يرد علم ذلك إليه. قال ابن عطية: فقوله على هذا لبثوا الأول يريد في نوم الكهف ، ولبثوا الثاني يريد بعد الإعثار إلى مدة محمد - صلى الله عليه وسلم - ، أو إلى وقت عدمهم بالبلاء. مجاهد: إلى وقت نزول القرآن. الضحاك: إلى أن ماتوا. وقال بعضهم: إنه لما قال وازدادوا تسعا لم يدر الناس أهي ساعات أم أيام أم جمع أم شهور أم أعوام. واختلف بنو إسرائيل بحسب ذلك ، فأمر الله - تعالى - برد العلم إليه في التسع ، فهي على هذا مبهمة. وظاهر كلام العرب المفهوم منه أنها أعوام ، والظاهر من أمرهم أنهم قاموا ودخلوا الكهف بعد عيسى بيسير وقد بقيت من الحواريين بقية. وقيل غير هذا على ما يأتي. قال القشيري: لا يفهم من التسع تسع ليال وتسع ساعات لسبق ذكر السنين; كما تقول: عندي مائة درهم وخمسة; والمفهوم منه خمسة دراهم.
قوله تعالى: ﴿ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ ﴾ قرأ حمزة والكسائي "ثلثمائة" بلا تنوين، وقرأ الآخرون بالتنوين. فإن قيل: لم قال: ثلثمائة سنين، ولم يقل سنة؟ قيل: نزل قوله: ﴿ وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ ﴾ فقالوا: أيامًا أو شهورًا أو سنين؟ فنزلت: ﴿ سِنِينَ ﴾. قال الفراء: ومن العرب من يضع سنين في موضع سنة، وقيل: معناه: ولبثوا في كهفهم سنين ثلثمائة. ﴿ وَازْدَادُوا تِسْعًا ﴾ قال الكلبي: قالت نصارى نجران: أما ثلثمائة فقد عرفنا، وأما التسع فلا علم لنا بها فنزلت. تفسير القرآن الكريم
وإجابة سؤال بقي أهل الكهف سنين في كهفهم وهم هي عبارة عن ما يلي: بقي أهل الكهف سنين في كهفهم وهم نائمون. كم لبثوا أهل الكهف في كهفهم قد استلقى الفتية في كهفهم وبقي الكلب على باب الكهف يحرس بهم وهنا حدثت معجزة من الله عز وجل بأن الفتية قد ناموا ما يقارب ثلاثمئة وتسع سنوات، ومن الجدير بالذكر أن خلال الفترة التي بقي بها الفتية في كهفهم كانت الشمس تشرق عن يمين الكهف وتغرب عن شماله، حيث أن أشعة الشمس كانت لا تصيبهم لا في أول النهار ولا في آخره.