فكان فضل الله علينا عظيما في خلق الليل والنهار وجعل فيهما الثواب الجزيل بذكرنا وشكرنا لنعمه " وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (62) الفرقان" ولا شك أن خير الأيام هو يوم عرفة وقد أوصي الرسول ﷺ بصيامه لغير الحاج فقد ورد أن رسول الله ﷺ سئل عن صوم يوم عرفة. (قال: يكفر السنة الماضية والباقية) رواه مسلم. أما بقية أيام العشر فيستحب فيها العمل الصالح التي منها "الصيام _الصدقة _صلة الأرحام _الاستغفار _التوبة _التهليل والتحميد والتكبير" ومراقبة الله علي الدوام في جميع أعمالنا حتي نفوز برضا الله وحبه فيقول رسول الله ﷺ " ما من أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيَّامِ العشرِ.
{وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) هَلْ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ (5)} [الفجر] { وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ}: أقسم تعالى يأوقات فاضلة فيها صلوات مباركة منها الفجر الذي يشهد على بديع صنعة الله في إدبار الليل وإقبال النهار وصلاته المشهودة, كما أقسم سبحانه بالليالي العشر المباركة من رمضان او من ذي الحجة, وما فيها من طاعات وبركات نازلة من السماء, وأقسم عز وجل بباقي الصلوات شفها ووترها, والليل وما فيه من آيات باهرات وصلوات مباركات وقربات ودعوات.
8 9 - تفسير سورة الفجر عدد آياتها 30 ( آية 1-30) وهي مكية { 1 - 5} { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ} الظاهر أن المقسم به، هو المقسم عليه، وذلك جائز مستعمل، إذا كان أمرًا ظاهرًا مهمًا، وهو كذلك في هذا الموضع. فأقسم تعالى بالفجر، الذي هو آخر الليل ومقدمة النهار، لما في إدبار الليل وإقبال النهار، من الآيات الدالة على كمال قدرة الله تعالى، وأنه وحده المدبر لجميع الأمور، الذي لا تنبغي العبادة إلا له، ويقع في الفجر صلاة فاضلة معظمة، يحسن أن يقسم الله بها، ولهذا أقسم بعده بالليالي العشر، وهي على الصحيح: ليالي عشر رمضان، أو [عشر] ذي الحجة، فإنها ليال مشتملة على أيام فاضلة، ويقع فيها من العبادات والقربات ما لا يقع في غيرها. وفي ليالي عشر رمضان ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، وفي نهارها، صيام آخر رمضان الذي هو ركن من أركان الإسلام. والفجر وليال عشر وااشغع ًوالوتر. وفي أيام عشر ذي الحجة، الوقوف بعرفة، الذي يغفر الله فيه لعباده مغفرة يحزن لها الشيطان، فما رئي الشيطان أحقر ولا أدحر منه في يوم عرفة، لما يرى من تنزل الأملاك والرحمة من الله لعباده، ويقع فيها كثير من أفعال الحج والعمرة، وهذه أشياء معظمة، مستحقة لأن يقسم الله بها.