فقالت له زوجته: يا رجل نحن نقاسي الفقر معك منذ خمسين سنة ، ولك أربع بنات وأختان وأنا وأمي ، وأنت تاسعنا ، لا شاة لنا ولا مرعى ، خذ المال كله ، أشبعنا منه فإننا جوعي, واكسنا به فأنت بحالنا أوعى ، ولعل الله عز وجل يغنيك بعد ذلك ، فتعطيه المال بعد إطعامك لعيالك ، أو يقضي الله دينك يوم يكون الملك للمالك. اغنني بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك. فقال لها يا لبابة: أاكل حراما بعد ست وثمانين عاما بلغها عمري ، وأحرق أحشائي بالنار بعد أن صبرت على فقرى ، وأستوجب غضب الجبار، وأنا قريب من قبرى ، لا والله لا أفعل. قال ابن جرير الطبري: فانصرفت وأنا في عجب من أمره هو وزوجته ، فلما أصبحنا في ساعة من ساعات من النهار، سمعت صاحب الدنانير ينادى... يقول: يا أهل مكة ، يا معاشر الحجاج ، يا وفد الله من الحاضر والبادي ، من وجد كيسا فيه ألف دينار، فليرده إلى وله الأجر والثواب عند الله. فقام إليه الشيخ الكبير ، وقال: يا خرساني قد قلت لك بالأمس ونصحتك ، وبلدنا والله قليلة الزرع والضرع ، فجد على من وجد المال بشئ حتى لا يخالف الشرع ، وقد قلت لك أن تدفع لمن وجده مائة دينار فأبيت ، فإن وقع مالك في يد رجل يخاف الله عز وجل ، فهلا أعطيتهم عشرة دنانير فقط بدلا من مائة ، يكون لهم فها ستر وصيانة ، وكفاف وأمانة.
فقام الشيخ الكبير يبكى ويدعو الله ويقول: رحم الله صاحب المال في قبره ، وبارك الله في ولده. قال ابن جرير: فوليت خلف الخراساني فلحقني أبو غياث وردني ، فقال لي إجلس فقد رأيتك تتبعني في أول يوم وعرفت خبرنا بالأمس واليوم ، سمعت أحمد بن يونس اليربوعي يقول: سمعت مالكا يقول: سمعت نافعا يقول: عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لعمر وعلي رضي الله عنهما ، إذا أتاكما الله بهدية بلا مسألة ولا استشراف نفس ، فاقبلاها ولا ترداها ، فترداها على الله عز وجل ، وهذه هدية من الله والهدية لمن حضر. ثم قال: يا لبابة ، يا فلانة ، يا فلانة ، وصاح ببناته والأختين وزوجته وأمها ، وقعد وأقعدني ، فصرنا عشرة ، فحل الكيس وقال: أبسطوا حجوركم فبسطت حجري ، وما كان لهن قميص له حجر يبسطونه ، فمدوا أيديهم ، وأقبل يعد دينارا دينارا ، حتى إذا بلغ العاشر إلي ، قال: ولك دينار ، حتى فرغ من الكيس ، وكان فيه ألف دينار ، فأعطانى مائة دينار.
س: فلما زدت الألف الريال وأخذ الفاتورة قالوا رجعوا في الفاتورة السعر إلى ثمانمائة ريال، فلما سألته عن ذلك قال: نحن متفقين مع مندوب المصنع أن نعطيه 10% ونحن نستخرجها. الشيخ: يأخذ الزيادة الوكيل؟ الشيخ: هذا ما يجوز، يكون سعر واحد إن كان العمل واحد سعر واحد، الواجب على الوكيل أنه يتقي الله ويؤدي الأمانة يكون عمله واحد ما هو يتلاعب مرة يأخذ من ذا ومرة يأخذ من ذا، الواجب عليه أن يتقي الله وأن يكون الأجر واحدا على ما عمده صاحب المصنع، وإذا صاحب المصنع يعطيه أجره.. إما شهرية وإلا يومية وإلا سنوية، أما أنه يتلاعب على الناس هذا يقول ثمانمائة وهذا يقول ألف هذا ما يجوز هذا تلاعب. س: هو خلاصة سؤاله هو يعمل معهم فهل يعمل معهم أو يخرج؟ الشيخ: إذا كانوا يتلاعبون لا تجلس معهم، لا تعاونهم على الباطل، إذا كان رأيت منهم تلاعبا.. مرة واحدة وتابوا الحمد لله، أما إذا كان هذا دائم وهم يتلاعبون بالناس اتركهم.