[1] لسان العرب؛ لابن منظور، ج5 الطبعة الثالثة ص369 هـ 1414 - بيروت دار صادر. [2] المرجع السابق، ص512. [3] الرسل والرسالات؛ للدكتور عمر الأشقر، ص121 الطبعة الثالثة 1405 هـ، الكويت، مكتبة الفلاح. [4] مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين، ج4 ص311، جمع وترتيب فهد السليمان، الطبعة الأخيرة 1413 هـ دار الوطن للنشر. [5] سلسلة شرح الرسائل للإمام محمد بن عبدالوهاب، الشرح للشيخ الفوزان ص 277 الطبعة الأولى 1424هـ. [6] النبوات؛ لابن تيمية، ج1 ص40، تحقيق د. عبد العزيز الطويان، الطبعة الأولى 1420 2000م أضواء السلف. [7] موقع إسلام ويب. عدة كتب منها: شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية، شرح الشيخ ابن عثيمين ص297. الفرق بين المعجزة والكرامة والسحر pdf. كتاب الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان؛ لشيخ الإسلام ابن تيمية. [8] النبوات؛ لابن تيمية ص802.
المقدمة: إنَّ الحمدَ لله - تعالى - نحمَده ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذ بالله من شرور أنفسِنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إلهَ إلا اللهُ وحده لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله. قال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]. أمَّا بعد: فرغم أنَّ اتِّهامَ الأنبياء بالسِّحر اتِّهامٌ قديمٌ، وجَّهَه الكفَّارُ إليهم؛ للتَّنفيرِ منهم، وثَنْيِ النَّاس عن اتِّباعهم، إلا أنَّ القرآنَ الكريمَ قد أبطل هذه التُّهمةَ، وأوضح الفرقَ بين ما جاء به الأنبياءُ من معجزاتٍ، وبين الكَرَامات، وبين سِحرِ السَّحرة وشعوذتِهم. وبِناءً على هذا؛ كان ينبغي أن تزولَ كلُّ شُبَهِهم بخصوص التَّفرقةِ بين المعجزةِ وغيرِها من الخوارقِ، وهذا ما استدعى العلماءَ إلى إيضاحِ كلٍّ من المعجزةِ والكرامة، وبيانِ الفرقِ بينهما، والتَّأكيدِ على أنَّ إثباتَ أحدِها لا يُجيزُ إنكارَ الأخرى؛ فالكلُّ مما جاء القرآنُ بإثباتِه، وفي هذا التَّقرير المختصَرِ سأعرضُ - قدرَ الإمكانِ - هذا الموضوعَ، لعلِّي أستطيعُ الإلمامَ بمتطلَّباتِه، بعيدًا عن أقوال الفِرَقِ الضَّالة، والمصطلحات الكَلاميَّةِ، وسيشتمل التَّقريرُ على عدة متطلَّبات: المطلب الأول: معنى المعجزةِ والكرامةِ في اللغة.
[٢٠] الأمانة في الأسرة يقول -صلى الله عليه وسلم-: (كُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والأمِيرُ راعٍ، والرَّجُلُ راعٍ علَى أهْلِ بَيْتِهِ، والمَرْأَةُ راعِيَةٌ علَى بَيْتِ زَوْجِها ووَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ). [٢١] فالبيت أمانة وجب على الزوج أن يُراعيها ؛ بحسن اختيار الزوجة، وحسن تربية الأبناء، والإنفاق على الأُسرة من غير بُخل أو إسراف، والمرأة مستأمنةٌ على بيتها، وعلى تربية أبنائها، وحسن الإنفاق من مال زوجها. وتشمل الأمانة خصوصية العلاقة بين الزوج والزوجة، فيحرُم كشف أسرار الزوجية؛ بل يُعدُّ ذلك من خيانة الأمانة، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ مِن أَعْظَمِ الأمَانَةِ عِنْدَ اللهِ يَومَ القِيَامَةِ، الرَّجُلَ يُفْضِي إلى امْرَأَتِهِ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا). [٢٢] المراجع ↑ جامعة المدينة العالمية، الحديث الموضوعي ، صفحة 271. بتصرّف. ↑ جامعة المدينة العالمية، الحديث الموضوعي ، صفحة 282. بتصرّف. إنا عرضنا الأمانة - ملتقى الخطباء. ↑ سعيد حوى، الأساس في التفسير ، صفحة 1091. بتصرّف. ↑ محمد التويجري، موسوعة فقه القلوب ، صفحة 1229. بتصرّف. ↑ سورة الحزاب، آية:73-72 ↑ سورة النساء، آية:58 ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6095، صحيح.
الأمانة -يا عباد الله- هي التكاليفُ الشرعية، هي حقوقُ الله وحقوق العباد؛ فمن أدَّاها فله الثواب، ومن ضيَّعها فعليه العقاب؛ فقد روى أحمد والبيهقي وابن أبي حاتم عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: " الصلاةُ أمانة، والوضوءُ أمانة، والوزن أمانةٌ، والكيل أمانة " وأشياء عدّدها، " وأشدُّ ذلك الودائع "، وقال أبو الدرداء -رضي الله عنه-: " والغسل من الجنابة أمانة ". فمن اتَّصفَ بكمَال الأمانة فقد استكمَل الدينَ، ومن فقد صفةَ الأمانة فقد نبذ الدينَ، كما روى الطبراني من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " لا إيمانَ لمن لا أمانةَ له "، وروى الإمام أحمد والبزار والطبراني من حديث أنَس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " لا إيمانَ لمن لا أمانةَ له، ولا دينَ لمن لا عهدَ له "، ولهذا كانت الأمانة صفةَ المرسلين والمقرَّبين وعباد الله الصالحين، قال -تعالى- عن نوح وهود وصالحٍ وغيرهم -عليهم الصلاة والسلام-: ( إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ) [الشعراء:107، 108].
[٥] الأمانة في الأموال والأعراض يقول الله -تعالى-: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ ، [٦] وتكون الأمانة في الأموال بأن يُؤدّى إلى صاحبه، سواء أكان مال وديعة، أو أجرة عامل، أو حقّاً لوارث، أو مهراً لزوجة، أو مال دَين في رقبته، أو مالاً مرهوناً عنده. انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال. [٧] وقد عدَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- خيانة الأمانة من علامات النفاق، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (آيَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وعَدَ أخْلَفَ، وإذا اؤْتُمِنَ خانَ). [٨] والأمانة في الأعراض تكون في السّتر على المذنب، وكفِّ النَّظر إلى محارم البيوت، وعدم تتبّع عورات الخلق وزلَّاتهم، وحفظ المجالس، وتكون في عِفَّة اللسان عن الذمِّ، والشتم، والغيبة، والنميمة، وعن قذف المحصنات، وسائر آفات اللسان. [٩] الأمانة في الجهاد يحمل المجاهد أمانة يُؤديها أثناء الجهاد والقتال، فحتى في ساعة الشِّدَّة والحرب هناك أمانة على المجاهد أن يلتزم بها، ومنها ما يأتي: [١٠] عدم الغدر أو الخيانة أو الغلول لقوله -صلى الله عيله وسلم- في وصيته للمجاهدين: (اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تَمْثُلُوا).
ومن أعظم الأمانات الوظائفُ والأعمال والمناصبُ وحقوقها؛ فمن أدَّى ما يجب لله -تعالى- عليه فيها وحقَّق بها مصالحَ المسلمين التي أنيطَت بها والتي وُجدت لأجلها - فقد نصح لنفسِه وعمل خيراً لآخرته، ومن قصّرَ في واجباتِ وحقوق الوظائف والمناصب ولم يؤدِّ ما أُنيط بها من منافع العباد أو أخذَ بها رشوةً أو اختلس بها مالاً للمسلمين - فقد غشّ نفسَه وقدّم لها زادا يرديها، وغدر بنفسه وظلمها. وفي صحيح مسلم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " إذا جمعَ الله الأوَّلين والآخرين يوم القيامة يُرفَع لكل غادر لواء ويقال: هذه غَدرة فلان بن فلان ". ومن أعظَم الأمانات الودائعُ والحقوق التي أمنك الناس عليها؛ فقد روى أحمد والبيهقي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: " القتلُ في سبيل الله يكفّر الذنوبَ كلّها إلا الأمانة "، قال: " يؤتى بالعبد يوم القيامة فيقال له: أدِّ أمانتك، فيقول: أي ربِّ، كيف وقد ذهبتِ الدنيا! تفسير الاية { إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } | صقور الإبدآع. فيقال: انطلقوا به إلى الهاوية، فيُنطلَق به إلى الهاوية، وتُمثّل له الأمانة كهيئتها يوم دُفعت إليه، فيراها فيعرفها، فيهوي في أثرها حتى يدركها، فيحملها على منكبيه حتى إذا ظنَّ أنه خارج اخْلولت عن منكبيه، فهو يهوي في أثرها أبدَ الآبدين ".