قصة طالوت وجالوت من القصص القرآنية الداعية للتأمل، وهي من القصص التي يجب أن نقف عندها كثيراً، وأن نبحث من خلال آياتها عن الدروس والعبر المستفادة من القصة، لأنها تبين: 1-طبيعة اليهود واعتراضهم على أمر الله تعالى ومن ثم أمر نبيه، وطلباتهم المتكررة. 2-طرق ووسائل الاختبار، لتمحيص وتنقية الصف المؤمن. 3-مقدار السمع والطاعة من جانب المؤمنين لقائدهم. 4-إن النصر يأتي بعد الصبر والثبات والتحمل وقبلها إخلاص النية لله تعالى. 5-إن النصر لا يأتي مع كثرة العدد بل يأتي مع مقدار الاتصال بالله تعالى ومع مقدار الإيمان والتقوى الذي في القلوب. كل ما تريد معرفته عن قصة طالوت وجالوت ونبي الله داود وسر تابوت بني اسرائيل - YouTube. 6-أهمية الدعاء وأثره في ساعات المواجهة. بعد هذه الآيات الكريمات، نأتي إلى أهم التأملات فيها: أولاً: طبيعة النفس الإسرائيلية 1-سؤالهم الذي يحمل طبيعة الكبر لأنبيائهم وخاصة من قبل كبرائهم وساداتهم. 2-الاعتراض على أوامر نبيهم ورفضها. 3-امتناعهم عن القتال تحت راية ذلك النبـي، لذلك سألوه أن يدعو اللـه تعالى أن يبعث لهم ملكاَ، يقاتلوا تحت إمرته. 4-الاعتراض على أوامر الله تعالى، وقد قال لهم نبيهم] هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ أَلاَ تُقَاتِلُوا [.. ] قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ [.
ذات صلة قصة طالوت وجالوت من هم طالوت وجالوت بنو إسرائيل ظلّ حلم الدخول إلى الأرض المقدسة يراود بني إسرائيل منذ أن كانوا في مصر تحت حكم فرعون الذي استعبدهم لسنين طويلة، وقد بعث الله تعالى فيهم النبيّ موسى عليه السلام ليكون خلاص بني إسرائيل ونجاتهم على يديه، وحينما نجى الله موسى وقومه من فرعون بمعجزة انفلاق اليم توجّه موسى بقومه إلى الأرض المقدّسة فلسطين، وقد حثهم موسى على دخولها فاحجموا عن ذلك بحجّة أنّ فيها قوماً جبارين.
وفي هذه الآيات نرى: أ-اختبارهم للقلة المؤمنة لأنها أمام نصر أو هزيمة. ب-لا مكان لأصحاب النفوس الضعيفة في هذه المواجهة لأن المسألة مصيرية. ج-كشف الضعفاء الذين لم ينكشفوا في الاختبارين السابقين. د-قلة العدد يؤدي إلى زيادة الإيمان، ازداد إيمان البقية المتبقية بسقوط عدد منهم. هـ-اعتماد الذين قالوا: (لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده) على الأسباب الدنيوية، العدد والعدة، ناسين قوة الإيمان وبأن الله تعالى معهم. وـ اعتماد الفئة المؤمنة على الله تعالى بعد أدائها الأسباب، ويقينها بان قوة الإيمان والاتصال بالله ستغلب قوة العدد والعدة] كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ [. ز-استجابة الله تعالى لدعاء الفئة المؤمنة، وبأن لا يخذلهم أثناء المواجهة وأن ينزل عليهم صبره ويملأ قلوبهم بها لكي تتثبت الأقدام] ربّنا افرِغ عَلينا صبراً َوثبّت أقدامنا [. ح-دعاء النصر على الكافرين، وقد استجاب اللـه لدعائهم وكافأهم بالنصر نتيجة لصدق نياتهم وصبرهم] وَانصُرنا عَلى القومِ الكافِرين [. دروس وعبر 1-عدم الاشتراط للإيمان باللـه أو الدعوة إليه. تأملات في قصة طالوت وجالوت – موقع اعجاز القرآن والسنة | الاعجاز العلمي في القرآن| معجزات القرآن |. 2-عدم التذمر من قبول الأوامر القيادية.
21-عدم تضخيم عدد وعدة الطرف المقابل (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله). 22-الثقة بالقيادة في كل ما تقول وتعمل وتوجه لأنها أكثر علماً وخبرة. 23-الأخذ من شهوات الدنيا بقدر الحاجة (إلّا من اغترف غرفة بيده) وعدم الإسراف والتبذير في ذلك. 24-النصر مع الصبر، كافأ اللـه تعالى طالوت وجنوده بالنصر على العدو، لصبرهم وثباتهم، وان النصر آتٍ مهما طال الزمن واعتلى الظلم، وهو لا يأتي بمجرد الكلام والحديث عنه، بل باتخاذ الأسباب. 25-عدم الالتفات إلى ما يقوله المفسدون، وخاصة إذا كان من قبيل اللغو في الكلام، وإذا كان هناك رد فبالحسنى والموعظة الحسنة التي بها تفتح القلوب. 26-قلة الكلام إلا في مواطن الحق أو الدعوة إلى الخير. 27-التكاتف حول القيادة والتي ترى فيها، بأنها هي القادرة على تحقيق مصالح الجماهير. 28-معرفة أسباب السقوط، والحذر منها. 29-تنوع أساليب الاختبار لتمحيص الصف المؤمن. 30-انكشاف أصحاب النيات الفاسدة وخاصة إذا طال الطريق. 31-نجاح القيادة في إدارة الأزمة والمواجهة. 32-حرص القيادة على تحقيق آمال الجماهير. 33-دراسة السنن الإلهية في الكون. 34-معرفة ودراسة قانون التدافع بين الحق والباطل. مواضع ذات صلة: تأملات في قصة ذي القرنين الدروس المستفادة من قصة قارون
ثالثاً: المحافظة على صلاة الفجر توفيق من الله -تعالى-، وهذا التّوفيق يحصل عليه المسلم بمزيد الطاعات والقربات، مثل: صلة الرّحم وبر الوالدين والإحسان إلى الجار وصدقة السّر، والسّعي في حاجة أخيه المسلم، وغيرها. رابعاً: كثرة الأكل قبل النوم تورث الجسم ثِقلاً عن الحركة وخمولاً في الهمّة والعزيمة، بل إنها تقلّل الخشوع إذا كان أتخم نفسه بالطعام، لأنّ مَن أكل كثيراً شرب كثيراً أورثه ذلك تعباً كبيراً فيميل الإنسان إلى النوم الطويل والعميق، وتفوته صلاة الفجر. خامساً: الابتعاد عن المعاصي في النهار بحفظ الجوارح عمّا حرّم المولى -سبحانه- فإنّ ذلك أدعى وأرجى لنواله فضل الله بنوال شهود صلاة الفجر في وقتها، وقد ذهب بعض أهل اعلم إلى أنّ من أساء في ليله عوقب في نهاره، ومن أساء في نهاره عوقب في ليله. سادساً: استحضار حلاوة الأجر وعظيم الفضل لصلاة الفجر في ذهن المسلم، فإنّ من استأنس بعطايا رب العباد سعِد يوم المعاد.
محتويات ١ الصَّلاة ٢ صلاة الفجر ٣ أجر صلاة الفجر ٤ حكم صلاة الفجر ٥ المراجع الصَّلاة تُعتبَر الصَلاة في الإسلام عبادة من أهمّ العبادات؛ فهي الرّكن الثّاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي العبادة التي يقوم بها كلّ مُسلم؛ تقرُّباً إلى الله تعالى، وامتثالاً لأمره، وسعياً لنيل رضاه وجنّته ومغفرته، ولينال الخير والبركة والتوفيق في كافّة مجالات حياته، وهي الصّلة الوثيقة بين العبد وربّه؛ يُناجيه ويدعوه ويتوب إليه، ويتوسّل راجياً عفوه وكرمه، فأوصى الله تعالى عباده المؤمنين بإقامتها على أتمّ وجه بدون تقاعس أو تسويف أو كسل؛ وذلك لما في الصلاة من خيرٍ عظيم. الصّلوات في الإسلام كثيرة متعددة؛ فمنها ما هو مطلوب فرضاً وبالعيان، كالصّلوات الخمس المَكتوبة: الفجر، والظّهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، ومن الصلوات ما هو سُنّة من السنن المندوبة؛ كالسنن الرّواتب، وصلاة الضّحى، وصلاة القيام وغيرها، وعليه فلا بدّ لكل مُسلم أن يتعلّم كيفيّة أداء الصلاة ويعلم فضلها وأجرها؛ لينال رضى الله تبارك وتعالى، وينال رحمته وأجره ورضاه؛ لينعم بحلاوة الإيمان في الدنيا وينعم بالجنان في الآخرة. صلاة الفجر لصلاة الفجر في الإسلام مكانةٌ عظيمةٌ؛ فهي من أهمّ الصلوات المكتوبة وأقربها إلى رب العزة تبارك وتعالى، فصلاة الفجر تُظهر قُرب المسلم من خالقه؛ حين يقوم وينهضُ من نومه في وقت الفجر (وهو وقت يكون الناس فيه نياماً)، فيقوم ويتوضّأ ويَخرج في هذا الوقت في ظُلمةِ الليل متجاوزاً برد الشتاء وحر الصيف؛ ليُطيع الله تعالى، وليقوم بما أمره به ربُّ العزة تبارك وتعالى من صلاة، وقد قال الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (بشّر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة).
صلاة الفجر اختبار دنيوي نتعرض له صباح، ينجح باجتيازه كل من يثب من الفراش لآداء الصلاة، ويخيب ويخسر كل من آثر الدفء وبقى في الفراش متكاسلًا عن الصلاة. تتميز صلاة الفجر بأذان مميز عن باقي صلوات اليوم، ونرى ذلك بعبارة "الصلاة خير من النوم" فهو من أصدق اختبارات الله لعباده، يختبر فيه مدى وفاء عباده، من مدى نفاقهم. القيام لصلاة الفجر ومغادرة الفراش ابتغاء مرضاة الله وسلك الطرق المظلمة لتعمير المساجد؛ ذلك ما يجب أن يفعله المؤمن الحق. صلاة الفجر هي بركة الحياة، طوق النجاة، والشفيع يوم القيامة، وهي ما يسهل أمور حياتنا ويقضي حاجاتنا. قدم لله ما لا تحب، يمنحك الله ما تحب. اليوم الخالي من صلاة الفجر هو بلا شك كابوس طويل. تمتلئ ركعات الفجر بنسمات هادئة لا يمكن لعبارة أن تصفها. كلام عن صلاة الفجر وأهميتها مع بداية كل يوم جديد، تشرق الشمس محملة بأشعة الأمل التي تبث في نفوس الذاكرين لله والذاكرات. مع حلول فجر يومٍ جديد، سنرى بركة التهجد تجري إلى القلب جريًا. تتحول الصلاة مع رياء الناس جريمة كبرى، فهي قد خسرت روح الإخلاص لله عز وجل واستحالت شيء ميت خالي من الخير. الحياة دون صلاة الفجر من الأمور التي يصعب على الشخص تخيلها.
وقت صلاة الفجر تشعر أن الجو يملأ النفس أنسًا وبهجة، ويملأ القلب صفاءً ونشوة، ويَملأ الوجه نضارة وفرحة! جو غير عادي، لم يلوَّث بأنفاس العاصين بعد، ولم يشوَّه بذنوب المُذنِبين، جوٌّ يُطلُّ على قلبك المكدود، فيضخ فيه الدماء، وينبت فيه الحياء، ويجدد فيه البناء، ويترك فيه النقاء، ويزيد فيه الصفاء. ما أجمل أن يُناديك ربُّك " حي علي الصلاة " فتُلبِّي، " حي علي الفلاح " فتُجيب، " الصلاة خير من النوم " فتُصدِّق وتُسرع، وكأن المنادي ينادي: يا نفوس الصالحين في قرب الرحمن وسماع القرآن افرَحي، ويا قلوب المتقين مع الملائكة الشهود امرَحي، يا عشاق الجنة بعبق الفجر تأهَّبوا، ويا عباد الرحمن في رحمة الله ارغَبوا، ارغبوا في طاعة الله وفي حب الله وفي جنة الله. فطوبي للذين وفِّقوا للاصطفاف خلف الإمام في صلاة الفجر ، طوبي للذين كانوا مُستغفرين بالأسحار، مقيمين بالليل، مشرقين بالنهار! كيف لا وفرضُه يَجعلك في ذمة الله؟! كيف لا وقد أقسم الله به في القرآن؛ ﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ [الفجر: 1، 2]؟! كيف لا وسنَّته خير من الدنيا وما فيها؟! كيف لا وحضوره يَجعلك مع ملائكة الرحمن؟! ﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾ [الإسراء: 78].
بتصرّف. ↑ ابن عثيمين (2006م)، فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام (الطبعة الأولى)، المكتبة الإسلامية، صفحة 491، جزء 6. بتصرّف. ^ أ ب أحمد زروق (2006م)، شرح زروق على متن الرسالة (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 190-191، جزء 1. بتصرّف. ↑ سورة النور، آية: 36. ↑ صديق حسن خان (1992م)، البيان في مقاصد القرآن ، بيروت: المَكتبة العصريَّة للطبَاعة والنّشْر، صفحة 231، جزء 9. بتصرّف. ↑ سورة البقرة، آية: 238. ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: مطابع دار الصفوة، صفحة 320، جزء 27. بتصرّف. ^ أ ب بدر الدين العيني (2008م)، نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (الطبعة الأولى)، قطر: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، صفحة 329-331، جزء 3. بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 4111، صحيح. ↑ أحمد حطيبة، شرح رياض الصالحين ، صفحة 6-7، جزء 98. بتصرّف. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمارة بن رويبة، الصفحة أو الرقم: 634، صحيح. ↑ سعيد بن وهف القحطاني (2010م)، صلاة المؤمن (الطبعة الرابعة)، القصب: مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 525، جزء 1.