وجاء في جريدة «أم القرى»: «في يوم الأحد 12 شعبان عام 1364هـ احتفلت (مدرسة الأمراء) بختم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (الأمير آنذاك) القرآن الكريم، وحضر الحفل (في حينه) ولي العهد الأمير سعود، وتلا الأمير سلمان في هذا الحفل آخر حزب بقي عليه من القرآن، ثم تلا الأمير الراحل تركي بن عبد العزيز، شيئا من دعاء ختم القرآن، ثم تقدم للخطابة الأمراء: عبد الرحمن، ومتعب، وطلال، ومشاري، وبدر، وتركي، ونايف، معبرين عن سعادتهم بختم أخيهم تلاوة القرآن الكريم». تتلمذ وبزغ نجمه، حتى أصبح في وثاق الرجل الأول لإمارة الرياض لأشهر عدة «أميرا بالنيابة»، ولتقوده المجالات الإدارية الخاصة نحو الثقة العليا، التي منحها له الملك فيصل بن عبد العزيز، رحمه الله، ليكون نائبا لوزير الدفاع الطيران والمفتشية العامة، بعد مراحل التأسيس الأولى التي جاءها بعد أكثر من عشرة أعوام من استقلاليتها كونها وزارة آخذة في التطوير، فكان سندا لشقيقه الراحل ولي العهد الأسبق، الأمير سلطان بن عبد العزيز، رحمه الله. اتجه ومعه القوة وروح الشباب، نحو وزارة الدفاع والطيران، بصحبة الشقيق الأكبر الأمير سلطان، ولم تمض أشهر عدة حتى كان أحد قادة ورموز الانتصار السعودي في حرب الوديعة أواخر عام 1969، حيث كان ممن أشرفوا على استعادة موقع الوديعة على الحدود الجنوبية مع اليمن بالقرب من مدينة شرورة.
يقول عن ذلك اللواء المتقاعد محمد الزهراني، الذي كان أحد جنود القوة السعودية، بعد أن هاجمت القوات اليمنية الجنوبية مركز الوديعة السعودي في الربع الخالي، فخاض الجيش السعودي معركة مهمة لتحرير منطقة الوديعة، كما اتجه جزء منها إلى مدينة شرورة في محاولة لاحتلالها، إلا أنها أجبرت على التوقف والتراجع، بعدما دحرتها قوات سعودية برية وجوية، ومن ثم خاضت معركة كبرى تكللت باستعادة مركز الوديعة خلال يومين بقوة سعودية خالصة، كان عتادها الطيران والقوات البرية المتمثلة في سلاح المدفعية. يعلق اللواء الزهراني، في حديثه مع «الشرق الأوسط»: إن «الأمير تركي الثاني، كان قائدا عسكريا دون لباسه العسكري، وكان أحد رجالات الجيش السعودي الذي سعى إلى تطويره»، وعن سماته القيادية أوجز في حديثه عن الراحل تركي بن عبد العزيز، بأن «مسيرته وقيادته تعتبر من النوع الخاص في تعامله، حيث كان في سيرته العسكرية قائدا من نوع خاص، يتعامل بقوة الإنسانية مع مرؤوسيه من عامة العسكريين، وموجها بحزم ودراية جنوده على جبهات القتال». مضيفا أن «الأمير الراحل صاحب البعد التطويري في العقيدة العسكرية السعودية، فكان ممن أولوا جانب التدريب أهمية خاصة، بالتعاقد مع مدارس عسكرية من مختلف دول العالم، خصوصا مدارس التدريب الأميركية، فساند البعثات خارجيا وداخليا لتحمل عقيدة بلادها في تأهيلها العسكري وصياغة منظمة دفاع سعودية حمل حضوره التطويري فيها بريقا مختلفا».
ولم تكن سنوات الأمير الراحل تركي بن عبد العزيز، الخمس عشرة التي قضاها نائبا لوزير الدفاع والطيران بعيدة عن التحديات الجمة، فعلاوة على مشاركته في القيادة والإشراف على حرب الوديعة، كان أحد الرموز السعودية في عهد الملك فيصل الذين انتصروا وساندوا مصر في حرب النصر خلال أكتوبر (تشرين الأول) من عام 1973. ففي عام 1956 خاض الجيش السعودي معارك ضارية إثر مشاركته في الحرب المعروفة تاريخيا بـ«العدوان الثلاثي»، حيث شاركت القوات المسلحة بجميع فروعها بجانب القوات الأردنية للدفاع عن مصر ضد العدوان الإسرائيلي والفرنسي والبريطاني، حيث قامت القوات السعودية بحماية الطائرات المصرية عند تعرضها للغارات الجوية الكثيفة، وقدمت للقوات المصرية نحو 20 مقاتلة نفاذة من طراز (فامبير)، واستمرت القوات المسلحة السعودية مرابطة حتى انتهى العدوان الثلاثي على مصر، إضافة إلى معركة «تل مرعي» الشهيرة التي خاض الجيش السعودي معارك طاحنة مع الوحدات الإسرائيلية. وكانت أدوار الأمير تركي بن عبد العزيز، رحمه الله، على الصعيد العسكري ذات مسار متنوع مصاغة بالمرحلة السياسية والاقتصادية، بعد أن قطعت السعودية إمداداته النفطية عن أميركا، فكان أحد الرجال الذين ساهموا بتعزيز العمل التدريبي العسكري مع الولايات المتحدة، متماهيا كذلك مع القرار السيادي السعودي.
يعرف عن الأمير الراحل تركي الثاني، حرصه على تقوية أواصر التعاون بين أبناء العائلة المالكة، وهو ما يفسر ديمومة وشدة العلاقة بين الإخوة وتكاتفهم مع بعضهم بعضا، وفقا للتربية التي زرعها الملك المؤسس، فكان ممن يسلط عليهم الضوء ويُعرف بالأمر الخدمي القيادي في النواحي المدنية والعسكرية.
حين كان في بحر عمره العشرين، جرى تعيينه أميرا للرياض بالنيابة، عن شقيقه، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (الذي كان أميرا حينها)، فتوسد الإمارة في عام 1957 ليكون من ضمن كوكبة القادة، الذين زرعت مؤسسة الحكم السعودية ثقتها الكبرى. شقيق الملكين: فهد، رحمه الله، وسلمان، وشقيق قادة التطوير السياسي والإداري في البلاد: الأميران الراحلان سلطان ونايف، والأميران عبد الرحمن، وأحمد.. وجميعهم مدارس عالية في العمل الحكومي في وزارات البلاد السيادية. تركي الثاني، كما هو الاسم، الذي حمله بعد وفاة شقيقه تركي الأول، أكبر أبناء الملك المؤسس.. عاش لوطنه وفي قلبه عروبة لا تُقاس، أحد أركان القيادة في السعودية، حمل معه وطنه في كل حياته، وكان نقطة اجتماع ووحدة في أسرته الكبيرة، فقدم نفسه وأبناءه لخدمة بلادهم، وتحقيق تطورها في أكثر من خمسين عاما، كان اسمه فيها بارزا وإن غاب جسدا. حاضر في ترتيب الأبناء في سلم القادة في الترتيب الحادي والعشرين، معايشا أشقاءه؛ ستة من الذكور، وسبعا من الإناث، هم الأشقاء، ومعهم آخر غير شقيق، جميعهم أولو قوة ونفوذ وحضور بين أبناء الملك عبد العزيز، يحظون بالقبول والرأي السديد في الأسرة الحاكمة، وكانوا انعكاسا لتربية الأميرة حصة السديري، التي كان وجودها مدرسة تعليم وحياتها أفق ممارسة حياتية، وتربيتها قدوة تحكى وتكتب.
{وإذ قال إبراهيم ربي اجعل هذا البلد آمنا... } تلاوة عطرة للقارئ الشاب إسلام صبحي ❤️ - YouTube
والصنم: التمثال المصور ، ما لم يكن صنما فهو وثن ، قال: واستجاب الله له ، وجعل هذا البلد آمنا ، ورزق أهله من الثمرات ، وجعله إماما ، وجعل من ذريته من يقيم الصلاة ، وتقبل دعاءه ، فأراه مناسكه ، وتاب عليه. حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا جرير ، عن مغيرة ، قال: كان إبراهيم التيمي يقص ويقول في قصصه: من يأمن من البلاء بعد خليل الله إبراهيم ، حين يقول: رب ( اجنبني وبني أن نعبد الأصنام). وقوله: ( رب إنهن أضللن كثيرا من الناس) يقول: يا رب إن الأصنام [ ص: 18] أضللن: يقول: أزلن كثيرا من الناس عن طريق الهدى وسبيل الحق حتى عبدوهن ، وكفروا بك. حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله ( إنهن أضللن كثيرا من الناس) يعني الأوثان. و اذ قال ابراهيم رب اجعل هذا البلد امنا. حدثني المثنى ، قال: ثنا إسحاق ، قال: ثنا هشام ، عن عمرو ، عن سعيد ، عن قتادة ( إنهن أضللن كثيرا من الناس) قال: الأصنام. وقوله: ( فمن تبعني فإنه مني) يقول: فمن تبعني على ما أنا عليه من الإيمان بك وإخلاص العبادة لك وفراق عبادة الأوثان ، فإنه مني: يقول: فإنه مستن بسنتي ، وعامل بمثل عملي ( ومن عصاني فإنك غفور رحيم) يقول: ومن خالف أمري فلم يقبل مني ما دعوته إليه ، وأشرك بك ، فإنك غفور لذنوب المذنبين الخطائين بفضلك ، ورحيم بعبادك تعفو عمن تشاء منهم.
وقوله: "واجنبني وبني أن نعبد الأصنام" ينبغي لكل داع أن يدعو لنفسه ولوالديه ولذريته, ثم ذكر أنه افتتن بالأصنام خلائق من الناس, وأنه تبرأ ممن عبدها ورد أمرهم إلى الله إن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم, كقول عيسى عليه السلام "إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم" وليس فيه أكثر من الرد إلى مشيئة الله تعالى لا تجويز وقوع ذلك. وقال عبد الله بن وهب: حدثنا عمرو بن الحارث أن بكر بن سوادة حدثه عن عبد الرحمن بن جرير, عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا قول إبراهيم عليه السلام "رب إنهن أضللن كثيراً من الناس" الاية, وقول عيسى عليه السلام "إن تعذبهم فإنهم عبادك" الاية, ثم رفع يديه ثم قال: "اللهم, أمتي, اللهم أمتي, اللهم أمتي" وبكى فقال الله: اذهب يا جبريل إلى محمد, وربك أعلم, وسله ما يبكيك ؟ فأتاه جبريل عليه السلام فسأله, فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال, فقال الله: اذهب إلى محمد فقل له: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك.
وَقِيلَ: إِنَّ دُعَاءَهُ لِمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا مِنْ بَنِيهِ. تفسير القرآن الكريم
كما حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة قوله ( فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم) اسمعوا إلى قول خليل الله إبراهيم لا والله ما كانوا طعانين ولا لعانين ، وكان يقال: إن من أشر عباد الله كل طعان لعان ، قال نبي الله ابن مريم عليه السلام: ( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم).