**العرق دساس ويشير رئيس قسم الخدمة الاجتماعية إلى أن الإناث هن أكثر ما يواجهن هذا النظرة السيئة في المجتمع، فقد المجتمع يرفض الزواج منهن لأن البعض يعتقد بأن "العرق دساس" فالمجتمع ينظر نظرة قاسية لهن، وحتى لو كانت الفتاة متزوجة سوف تبقى مكسورة الخاطر وستتعرض للمعايرة والشتم مما يؤدي إلى ضعف شخصيتها وعدم قدرتها على الدفاع عن نفسها. ويرى د. شبير أن من أبناء العملاء قد يسلكون أحد المسلكين الاجتماعيين وهما إما السلوك الإنحرافي لعدم قدرته على مواجهة هذا الواقع الذي ظلمه والده والمجتمع، أو سلوك ايجابي للذين يدركون خطورة ما ارتكبه آباءهم فيعملون على تغيير الصورة السيئة واستبدالها بصورة حسنة وذلك من خلال التزامهم الديني وانخراطهم في العمل الوطني وتقديم أرواحهم فداء للوطن ومحو العار عنهم وآخرين ينجزون في تطورهم العلمي وتحسين أوضاعهم الاجتماعية. هذا ما جناه علي آبي. **توعية المجتمع مؤكداً على أن هذه النظرة السلبية يمكن علاجها بتوعية المجتمع بكافة الوسائل من خلال البرامج المتلفزة ووعاظ المساجد وتوعية الشباب في الجامعات بأن هؤلاء الأبناء لا ذنب لهم وعلينا أن نحترمهم ونفتح أمامهم المجالات الاجتماعية من حيث التعليم والزواج والعمل والتعامل مع الآخرين لأنهم مسئولون عن أنفسهم وتصرفاتهم وسلوكياتهم في المجتمع وهذا كفيل بإبعادهم عن التفكير في المشي على خطى والدهم، موصياً بضرورة الكف عن النظرة السلبية لهم ومعاملتهم السيئة وتوفير لهم ملاذا آمنا لنقيهم من الانحراف.
فإلى متى سنبقى ننظر لهؤلاء الأبناء الذين لا ذنب لهم بنظرة الخوف العار لأنهم أبناء العملاء؟
قبل أن يقع فريسةً للاكتئاب الذي عانى منه طويلاً، كرّس فيشر الكثير من كتاباته، لا سيما كتاب «الواقعية الرأسمالية: ألا يوجد بديل؟» لنقد «خصخصة الصحة العقلية»، أو بكلام آخر نقد التوجه الأميركي خصوصاً، في التعاطي مع الصحة العقلية على أساسٍ فردي حصراً. يرى فيشر أن «جائحة القلق» التي تصيب الأشخاص في زمننا، لا يمكن فهمها، أو علاجها، إذا نظرنا إليها كمشكلة خاصة يعاني منها أفراد مضطربون. لا يمكن نزع السياسة من الاضطرابات العقلية، وخصوصاً علاقات القوة في المجتمع من معاناة الأفراد. اختزال الصحة العقلية بخلل كيميائي في أدمغة الأفراد، قد يقدّم حلولاً جزئية وآنية للمشكلة، لكنه يبعدنا أكثر فأكثر عن الوصول إلى فهم شامل وشفاء جذري لها. مثل حتمية العلاقة بين الرأسمالية وكارثة التغيّر المناخي، هناك أيضا حتمية للعلاقة بين الرأسمالية وكارثة الصحة العقلية التي تجتاح الكوكب. لبنان ليس استثناءً لهذه الحتمية. هذا ما جناه علي آب و. على العكس، فإن ما نشهده منذ زمن وما ازدادت حدّته منذ عامين، يُعدّ دليلاً إضافياً على صحة نظريات فيشر. إن الانهيار الاقتصادي والاجتماعي الذي أوصلتنا إليه سياسات النظام اللبناني، تتّضح آثارها يوماً بعد يوم في سلامتنا العقلية.