↑ الترمذي محمد بن عيسى، سنن الترمذي ت بشار ، صفحة 288. بتصرّف. ↑ سورة الواقعة، آية:28-33 ↑ سليمان الأشقر عمر، الجنة والنار ، صفحة 176. بتصرّف.
ألم الجوع أهون بكثير من أكل الضريع الذي يسبب لهم الفزع والألم الشديد. قال تعالى ( ليس لهم طعام إلا من ضريع، لا يسمن ولا يغني من جوع) الضريع هو شوك في أرض الحجاز يسمى الشبرق، وهذا الطعام يأكله أهل النار لا يفيدهم بشئ بل يؤلمهم، فيأكلونة مضطرين وهو طعام ليس له شئ من اللذة، فهو نوع من أنواع العذاب لهم. يأكلون أيضًا من الغسلين وهو يسيل من جلود من يتم تعذيبهم في النار يوم القيامة. قال تعالى عن وصف الغسلين (فليس له اليوم هاهنا حميم، ولا طعام إلا من غسلين، لا يأكله إلا الخاطئون). طعام اهل النار وصلة. ما هو شراب أهل النار (الصديد)وهو شراب من لحم وجلد الكافر، وذكر في صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن على الله عهدا لمن شرب المسكرات ل يسقيه من طينة الخبال، قالوا يا رسول الله وما طينة الخبال؟ قال: عرق أهل النار، أو عصارة أهل النار) أيضاً أهل النار يشربون (المهل) وفي حديث أبي سعيد الخدري عند أحمد والترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ( كعكر الزيت، فإذا قرب وجهه سقطت فروة وجهه فيه). وقال ابن عباس في تفسير المهل: (غليظ كدردي الزيت) ومن أصحاب الذنوب من يطعمه الله هذا جزاء لهم وفاقا في جهنم فذكر في آيات الله عز وجل ( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا).
الجواب الثالث: ولا بأس أن نشير هنا إلى أن ثمة وجهًا ثالثًا للتوفيق بين الآيات، ذكره العلامة القرطبي رحمه الله تعالى [18] ، حاصله: أن تُحمل الآيات على حالات، حالة يكون فيها طعامهم الضريع دون غيره؛ وحالة ثانية يكون طعامهم الغسلين، ولا شيء غيره، وحالة لآكلة من الزقوم، ويرشح هذا المعنى قوله تعالى: ﴿ يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ ﴾ [19] ، أي: تارة يعذبون في الجحيم، وتارة يسقون من الحميم؛ وهو الشراب الذي هو كالنحاس المذاب، يقطع الأمعاء والأحشاء. وعلى ضوء ما تقدَّم من تلك التوجيهات، يتبيَّن أن لا تعارض ولا تضاد بين هذه الآيات، بل هنَّ متوافقات غاية الوفاق؛ وصدق الله حيث يقول: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [20]. [1] سورة الغاشية: (6، 7). [2] أخرجه الطبري في تفسيره "جامع البيان في تأويل القرآن"، (12/ 384). [3] أخرجه الطبري في تفسيره "جامع البيان في تأويل القرآن"، (12/ 384). [4] المصدر نفسه (24/ 385). [5] المصدر نفسه. طعام اهل النار. [6] المصدر نفسه. [7] سورة الحاقة: (36، 37). [8] "لسان العرب"؛ لابن منظور الإفريقي، مادة: (غ س ل)، (11/ 495).
قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حُزْنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ» رواه الشيخان. وينبغي للمؤمن وهو يعالج شدة الحر أن يتذكر نعم الله تعالى عليه بالثمار اليانعة التي ينضجها الحر فيتنعم بها في صيفه، وتخفف عنه لهيب حره. وأهل النار لا يجدون إلا طعاما من نار، وشرابا من نار، ولباسا من نار. وفي طعام أهل النار آيات من القرآن يجب أن يرهب منها قارئ القرآن، ويستجير بالله تعالى من النار. طعام اهل النار في سورة الغاشية. ومن أشهر أطعمة أهل النار -أجارنا الله تعالى منها ووالدينا والمسلمين- الزقوم، وهو طعام خبيث منتن كريه يغلي نارا فيحرق جوف آكله وأمعاءه، وهو ثمرة شجرة نبتت في النار فتصلى بها لتكون طعاما لأهلها ﴿ إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ ﴾ [الدخان: 43 - 46]. ولما ذكر الله تعالى ما أعد لأهل الجنة من لذيذ الطعام والشراب قال سبحانه ﴿ أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ * إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ * إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ * فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ * ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ ﴾ [الصافات: 62 - 68].