زرت حدائق المانجو التى كان جدى زرعها بنية أن يأكل أحفاده وحفيداته و زرت قطعة الأرض التى اشتراها أبى بنية أن يعمر عليها الروضة لكى يجول فيها أسباط بلطف و متعة. زرت فيها هاربة من ضجيج البلد التلوث البيئي ولكنى افتقدت أبى هناك ورجعت إلى حياتى المدنية. Post Views: 209
ثم يحين وقت الضحى فيذهب الرّجال إلى أعمالهم وتبقى النّساء في المنزل يصلحن فيه ما قد أفسده اليوم السَّابق، وتجتمع في وقت الظّهيرة سيّدات المنازل عند إحدى الجارات ويتبادلن الأحاديث التي لا تخلو من بعض النكات الطريفة، أمَّا الفتيات فيستأذن أمهاتهنّ بالذهاب إلى البحيرة فهنَّ يُفضّلن الحديث هناك، وتبدأ الفتيات بالتّهامُس مع إطلاق ضَحكات بين الحين والآخر مفهومة المعنى. بعد ذلك تعود كلّ فتاة إلى بيتها في الساعة الثانية عشر ظُهرًا؛ ليبدَأن بالإعداد مع الوالدة لطعام الغداء، وتميل بعض العائلات الأرستقراطيّة -التي تملك بعض المال- إلى صُنع طبق من الحلوى إلى جانب الغداء، ويُفضّل أن يحوي ذاك الطبق على القطر والقشدة فيكون لا مفرّ من صنْع القطايف، ويخلد الجميع إلى قيلولة ما بعد الظهيرة فتعمّ السكينة في أرجاء القرية. بعدها يُعاود كلّ إلى عمله حتّى وقت المساء؛ فمنهنَّ مَن يذهب مع جيرانه إلى البحيرة لِمُشاهدة لون النجوم الذي يُعكس على الماء، ومنهنَّ مَن يُفضّل أن يتسامر مع عائلته على مصطبة بيته، وحين يحين وقت النوم تأخذ الجدّة أطفال العائلة ويتجمّعون حول فراشها لتقصّ عليهم حكايات الماضي فيرون ما لم يسمعوا به من قبل عبر مُخيّلاتهم الصغيرة، وتخلد العائلة إلى نومٍ عميق ليُعاوِدوا تلك الكرّة في اليوم التالي.
الطريقة الوحيدة لنقل قريتك لحساب اخر و انت ناسى القديم 🤷♂️👌💥 - YouTube
سوق الليل الرواية التي تنتمي إلى تاريخ 1962 م، تروي حكاية مطوف ورث المهنة عن والده، ويريد أن يكمل المسيرة ويخدم حجاج بيت الله الحرام، فتنقل لنا الرواية بعضاً من تلك المظاهر في العاصمة المقدسة، ورسم صورة الحج الذي يحرك الحياة، ويجعل النشاط يدبُ في كل جوانبها، فينتشر سكان مكة في شوارعها، ينفضون التراب عن حوانيتهم ويجددون واجهاتها، وتسعدُ الأسواق لجذب المشترين إليها، وتجهز المطاعم الأطعمة من كل لون من طعام وشراب، وينتشر الصيارفة في الطرقات لتبادل العملات، وتضاء الشوارع بالأتاريك والسقاءون يجهزون قربهم وأوانيهم، ليسقوا الحجاج من عين زبيدة التي تسيل في معظم شوارع مكة. لكن الرواية التي تحمل إشارة إلى أنها اجتماعية، سرعان ما تتحول في نسيجها إلى رواية سياسية، وبطل الرواية الذي كان طموحه أن يحمل همّ الطوافة، وينجح في المهنة التي ورثها عن والده، وكان جلّ حجاجه من مصر كالعادة وهي إشارة ذكية من الكاتب، تُنبئ عن العلاقة التاريخية الوثيقة بين مصر والحجاز، وربما وجدت كثير صور من هذه العلاقات التاريخية في كتب المؤلف التوثيقية، لكن أن تتسلل عبر عمل سردي فلا بد أن نتأمل ونحلل هذه الدلالة. عبد العزيز علي بطل رواية سوق الليل، ارتبط بزواج من ابنة حاج صعيدي مصري وتاجر بالقطن، والكاتب يراوح بالمتلقي بين الصعيد والإسكندرية ومكة والسويس، يورد حكايات متنوعة مزيج العادات والأعمال المجتمعية والتجارية، ولكن تلك السعادة لم تتم بعد إنجاب ابن لزوجين متحابين، إذ يضعنا المؤلف في عمق التأميمات الشاملة في مصر، وكأن التاريخ يعيد نفسه يذهب ضحيتها، بطل روايتنا وابنه الذي كان فجأة في مستوى الرجولة، وتصادر أملاكه ولم تسلم زوجته من سلب ذهبها، وقد فرضت على العائلة الحراسة بعد سلب أملاكها، وكانت تتم بفعل القوانين الاشتراكية وتهمة الانتماء إلى الإخوان المسلمين.
صباح الخير يا قريتي.. مساء الخير أيها الطيّبون الوارثون.. #كامل_النصيرات تصفّح المقالات
أصحو على شمس «الكرامة»؛ قريتي التي تتغنّون بها الآن.. تقريباً كلّ يوم أرى مئذنة «مسجد الشهداء» التي ما زالت شاهدةً على عدوان «إسرائيل اللقيطة» وكيف تناثر الرصاص عليها طولاً بعرض.. كل يوم تراب خدودها في كل شارع.. هنا كان الناس الذين رحل أغلبهم مدجّجين بالذكريات والمقاومة والسلاح والأماني الصغيرة والأحلام التي أورثوها لمن بعدهم.. هنا كانت المعركة.. هنا كان الانتصار. اضافة اعلان يا وجع «الكرامة» الطافح؛ بل يا وجع الكرامتين.. يا وجع المنسيّين وهم في أتمّ كرامتهم..! يا ذاك العسكريّ الذي نزف فوقها عرقاً ودماً.. يا ذاك الفلسطيني الذي كان يتكحّل في فلسطين كلّ لحظم ويغمض عينيه ويرى نفسه قد عاد إلى بيته هناك..! ناس من قريتي في غرقة الشتاء 2015م - YouTube. يا كلّ « قايش» و «بسطار» كان شاهداً على نكوص الأعداء.. يا الشهداء الذين ما زالت ترفرف أرواحهم هنا ويشبّون من جديد كلما صار هناك نقص في المقاومة أو حاول النسيان أن يطوي الحكاية التي لا تُطوى..! اليوم أنظر لوجوه الناس في قريتي»الكرامة»؛ متعبون؛ يبحثون عن بقايا حياة.. انظر للشوارع؛ للأزقة؛ لماتور الجمعيّة؛ للبيوت التي أكلها «مَلَح» السنين.. أنظر للوارثين أرض الانتصار وكيف «يروجون ولا يقعون»..!
في مسجد قريتي بقلم ربيع عبد الرؤوف الزواوي في مسجد قريتي الذي تعرّفت فيه لأول مرة على بيوت الله وأنا طفل غض… وكان أول مسجد تراه عيناي، في إحدى صلوات الجمعة في صيف شديد الحرارة عام 1971 … كان المسجد وقتها في حال متواضعة جدا، كان بلا سجاد أو (موكيت)… كان فرشه مجرد مجموعة قليلة من حصير السَّمَر القديمة، لا تغطي إلا حوالي ثلثيه. ولم يكن مدهونا وليس له نوافذ خشبية؛ بل كانت النوافذ مسدود نصفها السفلي بالبناء والنصف العلوي متروك بلا خشب… وكان المسجد من الخارج على الطوب الأحمر كما يقولون. ولم يكن له سُلّم للصعود أعلاه أثناء الأذان… وكان الذي يؤذّن يصعد عن طريق استخدام اللبنات البارزة من (طرف رباط) في إحدى زواياه من جهة الشمال الغربي. كما لم يكن به دورات مياه ولا مكان للوضوء، إنما فقط سور منخفض في الجهة الغربية على مساحة حوالي نصف مساحة المسجد تقريبا، ربما يوضع داخلها خشبة حمل الموتى وربما وضعت في مؤخرة المسجد غير المفروشة، وكان للمسجد باب جهة الغرب يؤدي لهذه المساحة داخل السور. والحقيقة لم يكن يومها يُصَلّى فيه إلا صلوات الجُمع والعيدين! … فلم يكن يومها تُصلى فيه الصلوات الخمس… ولم تكن صلاة العيدين تُصلى في الخلاء.