وعندما دخل (الحارث) البستان الذي يمتلكه وقال لنفسه في كبر وغرور هل يفنى هذا المال والملك؟، وأجاب بالنفي مؤكداً أنه لا وجود للقيامة التي يتحدث عنها (عبد الله)، وما يقوله هو محض افتراء وكذب ولكن (عبد الله) قاله له "لا تنسى يا حارث المولى الذي خلقك ولا تبهرك الدنيا بما فيها من زينة ومال، وأنا بالفعل لا أعبأ بالحياة ولا أهتم بها لأنها مهما طالت إلى زوال، ولكني أنظر إلى الجنة التي وعد الله بها المؤمنون والتي عرضها السماوات والأرض". ولكن (الحارث) أراد أن يترك (عبد الله) ويمضي في طريقه دون أن يستمع إلى ما يقول ولكن الثاني أوقفه، وقال له "لا يغرك البستان الذي تمتلكه ولا تنظر إليه بالتعالي والفخر ولكن عليك أن تشكر خالقك بقول ما شاء الله، لأن كل ما تمتلكه من نعم هو من فضل الله وعليك فقط الشكر وصيانة النعمة والحفاظ عليها، لأن الأولاد والمال الكثير لا يملكون لك الحماية من غضب الله لأنه وحده القادر على المنح والقادر على المنع، ويستطيع إزالة ما تمتلك بين غمضة العين وانتباهها ويقول للشيء كن فيكون". وبينما استمع (الحارث) لكلام (عبد الله) سار في طريقه نحو البستان وهو على نفس المعتقد وأصبح ممن ظلموا أنفسهم ونسوا الله، فوجد السماء مليئة السحاب الأسود ويتنزل منها المطر الغزير وبدأت الرياح تقتلع الأشجار والثمار وتدمر البستان بالكامل، وبينما هو يشاهد ما حوله ويبكي وأصبح كمن جن وفقد عقله لاعتقاده أن ما حدث ما كان سيحدث أبداً.
المراجع [+] ↑ الشوكاني، فتح القدير ، صفحة 339. بتصرّف. ↑ جامعة المدينة العالمية، التفسير الموضوعي ، صفحة 290. بتصرّف. ^ أ ب ابن كثير، البداية والنهاية ، صفحة 579. بتصرّف. ^ أ ب ت جامعة المدينة العالمية، التفسير الموضوعي ، صفحة 292. بتصرّف. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، أرشيف منتدى الألوكة. بتصرّف. ↑ سورة القلم، آية:19 ↑ سورة القلم، آية:17 ↑ وهبة الزحيلي، التفسير المنير ، صفحة 63. بتصرّف.