كان آل باتشينو جذاباً جداً بالنسبة للفتيات. كنت أتساءل عن السبب بالضبط، لكن كان الأمر دائماً على هذا النحو". في نهاية المطاف، فاز فيلم "العراب" بجائزة الأوسكار الرئيسية كأفضل فيلم روائي طويل، فيما نال براندو جائزة أفضل ممثل في ذلك العام ، وكان آل باتشينو من بين النجوم الثلاثة للفيلم الذين رشحوا في فئة أفضل ممثل مساعد.
ولم يكن في رصيد كوبولا في تلك المرحلة أي نجاحات كبيرة، لكنّ العامل الأبرز الذي حدا بشركة "باراماونت" إلى اختياره وعرض المشروع عليه هو أصوله الإيطالية. ووافق كوبولا، لكنّه مع ذلك وضع شروطه. فـ"باراماونت" كانت ترغب في أن يجري العمل على الاقتباس السينمائي سريعاً، وفي أن تكون تكلفة الفيلم منخفضة، إلا أن المخرج طلب موازنة أكبر، والأهم أنه كان يصرّ على أن تجري أحداث الفيلم في أجواء نيويورك خلال أربعينات القرن العشرين مما كان سيرتّب حكماً تكلفة كبيرة من حيث الديكورات والأزياء. وكان ذلك يعني أن الفيلم قد يستلزم "على الأقل ضعف" الموازنة الأصلية التي حددت بما بين مليوني دولار ومليونين ونصف مليون. ولم يكن مسؤولو الشركة "سعداء بذلك على الإطلاق"، بحسب ما روى كوبولا. وتصادم المخرج أيضاً مع مسؤولي الإنتاج في ما يتعلف بفريق الممثلين. هكذا كاد كوبولا ألا يكون أب "العرّاب" قبل 50 عاماً. فشعبية النجم الوحيد في الفيلم وهو مارلون براندو كانت بدأت بالأفول. أما آل باتشينو فلم يكن بعد معروفاً نسبياً، ولم يكن مطابقاً لمواصفات "رجل طويل القامة ووسيم" كما كانت تشاؤه الشركة. وقال كوبولا مازحا "آل وسيم جدا، ولكن بطريقته الخاصة جدا". وأضاف المخرج "لقد كان محبوباً جداً من جميع النساء.