كما أتهمه الكفار بالسحر يقول تعالى:" وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً " (الفرقان:4). وأيضاً اتهمه الكفار بالجنون يقول تعالى:" وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ " (الحجر:6). قصة إسلام اثنتين من أمهر أطباء اليابان – شبكة أهل السنة والجماعة. تعرض النبي صلى عليه وسلم لهذه الاتهامات فصبر على ظلمهم وافتراءاتهم، وهو ما يجب أن نقتدي به في حياتنا، فالصبر على الأذى في سبيل الله له ثواب عظيم. الصبر على التكذيب صبر الرسول صلى الله عليه وسلم على تكذيب الكفار له يقول تعالى:" وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ " (ص:4) وأيضاً:" إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ " (الفرقان:4). وجاء الرد الإلهي إنصافاً لسيدنا محمد بالحجة والتحدي فيقول تعالى:" أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ " (يونس:38). كذب الكفار سيدنا محمد وقالوا أن القرآن والرسالة كذب افتراه سيدنا محمد، فكان رد الله عز وجل في القرآن بالتحدي أن يأتوا بسورة من مثل القرآن إن كانوا يستطيعون ولم يستطع أحد منهم ذلك. كان صبر النبي صلى الله عليه على تكذيب الكفار له وتأييد الله له بالقرآن والنصر المبين سبباً في ما حققه الإسلام من انتشار في جزيرة العرب وفي مكة والمدينة، فقد كان معروفاً عنه صلى الله عليه وسلم قبل البعثة صدقه وأمانته.
كان العامة من الناس يرون محمد بن عبد الله الذي ما عهدوه يكذب من قبل يُكَذَب من الكفار لكونه يدعو إلى عبادة الله الواحد الأحد. فكان تكذيب الكفار له سبباً لإيمان البعض خصوصاً أن الله أيده بالقرآن والحجة على الكفار، فرغم استهزاءهم بالقرآن لم يستطيعوا أن يأتوا بسورة من مثله. الصبر على الأذية الجسدية صبر رسول الله على أذى المشركين له في جسده صبراً كبيراً فقد تعرض لإيذاء شديد منهم. يروى عن عروة بن الزبير عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله كان يصلي بفناء الكعبة فأقبل عقبة بن أبي معيط يلوي الثوب حول رقبة رسول الله وهو يصلي فخنقه بشدة فأقبل أبو بكر الصديق فدفعه عن النبي. في معركة أحد آذ الكفار والمشركون الرسول صلى الله عليه وسلم في بدنه وأصابوه في وجهه حتى سال منه الدم. تعرض رسول الله للأذى في جسده وصبر على ذلك حتى فتح الله مكة على المسلمين فقال الرسول للكفار ممن آذوه اذهبوا فأنتم الطلقاء. حكم الصبر على الاذى في سبيل الدعوة الى التوحيد – موقع كتبي. صبر النبي على أذى اليهود تعرض الرسول صلى الله عليه وسلم للأذى من اليهود اكثر من مرة، حيث حاولوا قتله ونقضوا عهودهم معه وكان منهم من يعلمون أن رسالته حق وأنها من عند الله وأنها حق ولم يتبعوه. رغم أذى اليهود المستمر للرسول فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعاملهم بالحسنى ويدفع بالتي هي أحسن، فمنهم من أهتدى وأسلم بعد أن رأى أخلاق النبي ومنهم من ظل على ضلاله.
الإساءة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم ليست وليدة اليوم، ولكنها حرب قديمة، ضاربة في أغوار تاريخ الدعوة، أستاذها الأول: أبو جهل، ونائبه: أبو لهب، ومساعدوهم كثر، كالوليد بن المغيرة والأسود بن عبد يغوث، والأسود بن المطلب، والعاص بن وائل، وعتبة وشيبة ابني ربيعة… وغيرهم كثير. ثم استمرت الحرب في المدينة رافعاً لواءها رأس النفاق عبد الله بن سلول، ويعاونه شرذمة ممن طمس الله على قلوبهم من المنافقين والضالين. • الحلوطي: القضية الفلسطينية ستكون حاضرة بقوة في مسيرات فاتح ماي • فلسطين •. وكما استمر الاستهزاء في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بقي كذلك بعد مماته، ويؤكد ذلك قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْإنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) (الأنعام:112) وقوله: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً) (الفرقان:31). يقول أحد المفكرين العرب: قدرنا أن يكون لكل نبي عدوه من شياطين الإنس والجن. وقدرنا أن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول ليخدعوهم به ويغروهم بحرب الرسل وحرب الهدى، وقدرنا أن تصغي إلى هذا الزخرف أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة، ويرضوه، ويقترفوا ما يقترفونه من العداوة للرسل وللحق ومن الضلال والفساد في الأرض… كل ذلك إنما جرى بقدر الله وفق مشيئته، ولو شاء ربك ما فعلوه، ولمضت مشيئته بغير هذا كله، ولجرى قدره بغير هذا الذي كان.
حكم الصبر على الاذى في سبيل الدعوة الى التوحيد، الدعوة إلى عبادة الله واجبة على كل مسلم موحد بالله، وهو ما أمرنا به الله، وهذا السؤال منهاجي، ضمن خطة مادة التربية الإسلامية المقررة في المنهاج الدراسي في المملكة العربية السعودية، وهو سؤال مطروح بكثرة عبر المواقع الإلكترونية المختلفة وشبكة الإنترنت، لذلك سنكتب فيه موضوعنا التالي والذي سنجيب فيه عن السؤال التالي، حكم الصبر على الاذى في سبيل الدعوة الى التوحيد. قال رب العزة في كتابه الكريم( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) وفي الآية أمر من الله أن ندعوا إلى عبادته وتوحيده، والدعوة طريق صعب جدا وبه الكثير من المتاعب ومن منا لا يعرف سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وكم واجه في سبيل ذلك، فنحن بحاجة لسلوك طريق الحق والهداية، وهنا الإجابة تكون، السؤال: حكم الصبر على الاذى في سبيل الدعوة الى التوحيد. الإجابة: واجب الصبر لقوله تعالى( إنما يوفى الصابرون أجورهم)
فليس شيء من هذا كله بالمصادفة، وليس شيء من هذا كله بسلطان من البشر كذلك أو قدرة! فإذا تقرر أن هذا الذي يجري في الأرض من المعركة الناشبة التي لا تهدأ بين الرسل والحق الذي معهم، وبين شياطين الإنس والجن وباطلهم وزخرفهم وغرورهم.. إذا تقرر أن هذا الذي يجري في الأرض إنما يجري بمشيئة الله ويتحقق بقدرة الله، فإن المسلم ينبغي أن يتجه إذن إلى تدبر حكمة الله من وراء ما يجري في الأرض، بعد أن يدرك طبيعة هذا الذي يجري والقدرة التي وراءه. لقد كانت حرب السخرية والاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم ذات رؤوس ثلاثة، أولاها يتزعمها أبو جهل في مكة، والثانية يترأسها ابن سلول في المدينة، والثالثة يخطط لها حيي بن أخطب في أطراف المدينة. وإذا نظرنا إلى ما وجِّه إلى النبي صلى الله عليه وسلم من سخرية أو استهزاء فيمكن تقسيمه إلى أنواع ثلاثة: 1- الاستهزاء بما يدعو إليه صلى الله عليه وسلم. 2- الاستهزاء بشخصه صلى الله عليه وسلم. 3- الاستهزاء بما جاء به صلى الله عليه وسلم (القرآن). أولاً: الاستهزاء بما يدعو إليه صلى الله عليه وسلم: كان من أول ما سخر منه المشركون -مما يدعو إليه النبي صلى الله عليه وسلم- فكرة التوحيد التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قص الحق سبحانه هذا علينا حين قال: (وَعَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنْذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ وَانطَلَقَ الْمَلأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآَخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلاَّ اخْتِلاَقٌ) [ص:4-7].
إن الملايين بل المليارات من غير المسلمين في أمس الحاجة إلى من يأخذ بأيديهم ويشرح لهم جوانب العظمة والحكمة والكمال في الإسلام العظيم. وطوبى لمن جعله الله سببا في عتق رقبة من النار. وإذا كان الله جلت قدرته ينشر الإسلام الآن في كل أنحاء العالم بدون جهد يذكر من المسلمين في كثير من الحالات ، إلا أننا نناشد كل قادر ألا يبخل بشيء في استطاعته ( علما أو مالا أو لغة أجنبية يجيدها أو وسيلة إعلامية ينشر فيها.. الخ) لدعوة الآخرين إلى الإسلام ، فالجزاء يستحق ألا وهو الجنة. ونذكّر الجميع في النهاية بالحديث الصحيح الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم لعلى بن أبى طالب كرم الله وجهه: ( فو الله لأن يهدى الله بك رجلا خير لك من حمر النعم) وفى اّثار أخرى: خير لك من الدنيا وما فيها، أو خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت ، والله تعالى أعلى و أعلم.