هام: كل الكتب على الموقع بصيغة كتب إلكترونية PDF ، ونقوم نحن على موقع المكتبة بتنظيمها وتنقيحها والتعديل عليها لتناسب الأجهزة الإلكترونية وثم اعادة نشرها. و في حالة وجود مشكلة بالكتاب فالرجاء أبلغنا عبر احد الروابط أسفله: صفحة حقوق الملكية صفحة اتصل بنا [email protected] الملكية الفكرية محفوظة للمؤلف ، و لسنا معنيين بالأفكار الواردة في الكتب.
نقاسيه ونعاني منه مطولاً في حواراته وأُدرك أن شخصية راسكولينيكوڤ شخصية روائية لن تتكرر أكبر مشكلةٍ واجهتني أثناء قراءتي هي الأسماء الروسية عصيَّة الحفظ حتى أنني اضطررت لكتابة كل اسم يرد في الرواية لم أنل كفايتي من دستويفسكي، لقد عرفته جيداً الآن، كم يختلف الكاتب في ذهنك بعدما تقرأه بعدما كنت تقرأ عنه، إنه يفقد تلك الهالة التي لطالما أحاطت به، ولكنه يصير أقرب وأكثر حميمية، إنك تتقبل كل عيوبه، وترى كل محاسنه.
تُعدُّ رواية الجريمة والعقاب أفضلَ الأعمال الأدبية عالميًا، وتُعدُّ في رأيي أفضلَ أعمال دوستويفسكي ، وأفضل عمل روائيٍّ تمتّعتُ بقراءته. كان دوستويفسكي يكتب رواية الجريمة والعقاب في الوقت نفسه الذي كان يكتب فيه رواية المقامر ، وقد نشر هذه التحفة الأدبية سنة 1866م. تتحدّث حبكة الرواية عن طالب حقوق سابق اسمه راسكولنكوف، يعيش في فقر شديد في حجرة صغيرة مؤجَّرة في سانت بيطرسبرغ، وقد تخلى راسكولنيكوف عن كلِّ محاولاته في إعالة نفسه، ورسْم خطّةٍ لحلِّ جميع مشاكله، عن طريق قتْل وسرقة المُرابية العجوز أليونا إيفانوفنا، وعند محاولة وضْع الخطة لما يريد القيام به، تعرَّف على مارميلادوف. وهو سكّيرٌ بدَّد ثروة عائلته، وأخبر راسكولنيكوف عن ابنته المراهقة الجميلة سونيا التي قرَّرت أن تصبح عاهرةً لتُعيلَ العائلة. لماذا كتب دوستويفسكي “الجريمة والعقاب”؟ لم يكن لديه خيار – المجلة الثقافية الجزائرية. تلقّى راسكولنيكوف بعدها رسالةً من والدته تتحدّث فيها عن قدومها لزيارته في سانت بطرسبرغ هي وأخته دونيا، وتُخبره عن مشاكل أُخته التي تعمل مُدّبرة منزل، وعن رئيس عملها الذي يحاول استغلالها جنسيًا، وللهرب من موقفها الصعب. وأملًا في مساعدة أخيها ماليًا اختارتْ أن تتزوّج من شخصٍ غني. لكن عند سماع راسكولنيكوف لهذا غضب بشدّة داخليًا بشأن تضحيتها، لأنَّه شعر بأنَّ أخته تفعل ما فعلته سونيا بنت مارميلادوف من أجل إعالة عائلتها.
ت + ت - الحجم الطبيعي تظل رواية «الجريمة والعقاب» واحدة من الروايات الكلاسيكية التي تكشف بعمق عن خبايا الإنسان وأزمته التي لا تنتهي مع الحياة؛ فمنْ هو المجرم ومنْ هو الضحية. ويتصور القارئ لهذه الرواية - التي تدور أحداثها في عام 1866م- أنه سيقف أمام جريمة، يليها عقاب محتوم تنفذه العدالة الأرضية على مرتكب الجريمة. ورغم وجود جريمة، ووجود عقاب، فإن الكاتب الروسي فيودور ميخايلوفيتش دوستويفسكي يصوغ جريمة البطل وعقابه بصورة فلسفية تضرب بعمق في النفس البشرية وتحليل أفعالها المتناقضة. تقدم الرواية في بدايتها، شخصية راسكولينكوف، الشاب صاحب الثلاثة وعشرين عاماً، المزدوج في فكره وتعاطيه مع المجتمع؛ فهو ساخط ورافض للظلم، ومع هذا يقوم بقتل سيدة مرابية عجوز لحل ضائقته المالية، ذلك في مشهد أدبي يوضح شاعرية القتل الفلسفي، ويكشف من خلاله مونولوجات خاصة عن الدواخل النفسية لراسكولينكوف؛ لتبدأ رحلته مع العقاب. وهنا يحضر عقاب النفس ليتفوق على العقاب الأرضي، فكما يقول البطل: «محاكمة النفس أصعب وأبغض من المحاكمة الأرضية باسم القانون، فالقانون هنا ينطلق من الضمير»، ويجبرنا دوستويفسكي، عبر هذا المشهد على مواجهة النفس؛ في محاولة لفهم تعقيدات النفس الإنسانية.