الحمد لله ربى يهتف باسمك قلبى - YouTube
تفسير آية قوله تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ بسم الله، والحمْد لله، والصلاة والسلام على رسول الله محمّدٍ، وآلِه وصحبه ومن آمن به واهتدى بهداه... وبعد: فإنَّ قوله تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ هو الآية الأولى من كتاب الله تعالى (القرآن الكريم)، هذا على ما رجَّحناه، وإلّا فعند الشافعي - رحمه الله - أنَّ الآية الأولى هي ﴿ بسم الله الرحمن الرحيم ﴾. وحينئذٍ فالحمد لله ربِّ العالمين هي الآيةُ الثَّانية. وعلى كلا المذهبين فآياتُ الفاتحة سبعٌ لا غير، لقوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ﴾ [الحجر:87]، وقوله صلى الله عليه وسلم: «هي السَّبعُ المثاني والقرآن العظيم الذي أُوتيتُ». [الصحيح]. وبناءً على أن البسملة آيةٌ من الفاتحة، فالآية السابعة هي: ﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ ﴾، وإلَّا فالآية السابعة هي: ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ * غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ ﴾. وفائدة هذا الخلاف أنَّ مَن رأى البسملة آيةً من الفاتحة وجب عليه أن يقرأها كلما قرأ الفاتحة في الصلاة، وإلا بطلت صلاته.
فضائل حسن الخلق الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، إله الأولين والآخرين، وقيوم السموات والأراضين، ومالك يوم الدين. وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله، أمينه على وحيه، وخيرته من خلقه، المبعوث بالدين القويم، والمنهج المستقيم، أرسله الله رحمة للعالمين وإمامًا للمتقين. أما بعد: فها نحن نقدم للقراء - بإذن الله - طرفًا من فضائل الخلق الحسن، فنقول مستعينًا بالله: ▪︎تعريف الأخلاق: "والخُلُقُ - بالضَّمِّ، وبضَمَّتيْنِ -: السَّجيَّةُ، وهُو مَا خُلِقَ عليهِ من الطًّبْع، وَمِنْه حَدِيثُ عائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كانَ خُلُقُه القُرآنَ: أَي كانَ مُتَمَسِّكًا بهِ، وبِآدابِهِ وأَوامِرِه ونَواهِيه، وَمَا يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ من المَكارِم والمَحاسِنِ والألطافِ. وقالَ ابنُ الأعْرابِيِّ: الخُلُقُ: المُرُوءةُ، والخُلُقُ: الدِّينُ... وحَقِيقَتُه أَنَّه لصُورَةِ الأنْسانِ الباطِنَةِ، وَهِي نَفْسُه وأوْصافُها، ومعانِيها المُخْتَصَّه بهَا بمَنْزِلَةِ الخَلْقِ لصُورَتهِ الظاهِرَةِ وأَوْصافِها ومَعانِيها، وَلَهُمَا أوصافٌ حَسَنَةٌ وقَبِيحَةٌ. والثوابُ والعقابُ يَتَعَلَّقانِ بأوْصافِ الصُّورَةِ الباطِنَةِ أَكْثَرَ مِمّا يَتَعَلَّقانِ بأوْصافِ الصُّورَةِ الظّاهِرَةِ".
[📚 انظر: كشاف القناع للبهوتي (٣١٠/٦)]. 🔹️قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ حَقِيقَةُ حُسْنِ الْخُلُقِ بَذْلُ الْمَعْرُوفِ وَكَفُّ الْأَذَى وَطَلَاقَةُ الْوَجْهِ. 🔸️قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ هُوَ مُخَالَطَةُ النَّاسِ بِالْجَمِيلِ، وَالْبِشْرِ، وَالتَّوَدُّدُ لَهُمْ، وَالْإِشْفَاقُ عَلَيْهِمْ، وَاحْتِمَالُهُمْ وَالْحِلْمُ عَنْهُمْ، وَالصَّبْرُ عَلَيْهِمْ فِي الْمَكَارِهِ، وَتَرْكُ الْكِبْرِ وَالِاسْتِطَالَةِ عَلَيْهِمْ، وَمُجَانَبَةُ الْغِلَظِ وَالْغَضَبِ وَالْمُؤَاخَذَةِ. [ 📚 انظر: شرح النووي على صحيح مسلم (٧٨/١٥ - ٧٩)]. 🔹️وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ: "الْحَسَنُ الْخُلُقِ مَنْ نَفْسُهُ فِي رَاحَةٍ، وَالنَّاسُ مِنْهُ فِي سَلَامَةٍ. وَالسَّيِّئُ الْخُلُقِ النَّاسُ مِنْهُ فِي بَلَاءٍ، وَهُوَ مِنْ نَفْسِهِ فِي عَنَاءٍ". [📚 انظر: أدب الدنيا والدين للماوردي (ص: ٢٤٢)]. اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها ألا أنت. ✍ كتبه أبو الحسن الحسين العرموي
محمد بن عيسى هذا - وهو الهلالي - ضعيف. وحكى البغوي عن سعيد بن المسيب أنه قال: لله ألف عالم ؛ ستمائة في البحر وأربعمائة في البر ، وقال وهب بن منبه: لله ثمانية عشر ألف عالم ؛ الدنيا عالم منها. وقال مقاتل: العوالم ثمانون ألفا. وقال كعب الأحبار: لا يعلم عدد العوالم إلا الله عز وجل. نقله كله البغوي ، وحكى القرطبي عن أبي سعيد الخدري أنه قال: إن لله أربعين ألف عالم ؛ الدنيا من شرقها إلى مغربها عالم واحد منها ، وقال الزجاج: العالم كل ما خلق الله في الدنيا والآخرة. قال القرطبي: وهذا هو الصحيح أنه شامل لكل العالمين ، كقوله: قال فرعون وما رب العالمين قال رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين والعالم مشتق من العلامة ( قلت): لأنه علم دال على وجود خالقه وصانعه ووحدانيته كما قال ابن المعتز: فيا عجبا كيف يعصى الإله أم كيف يجحده الجاحد وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد
الحمد: مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعة الضمة الظاهرة. لله: اللام حرف جر يفيد الاستحقاق مبني على الكسر لا محل له من الإعراب. الله: لفظ الجلالة اسم مجرور باللام وعلامة الجر الكسرة الظاهرة. والجار و المجرور متعلقان بالخبر المحذوف، أو في محل رفع خبر. رب العالمين: "رب" صفة لله مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. العالمين: اسم مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.