( ووجدك ضالا فهدى).
فانحشرت قريش إلى عبدالمطلب، وطلبوه في جميع مكة، فلم يجدوه. فطاف عبدالمطلب بالكعبة سبعا، وتضرع إلى اللّه أن يرده، وقال: يا رب رد ولدي محمدا ** اردده ربي واتخذ عندي يدا يا رب إن محمد لم يوجدا ** فشمل قومي كلهم تبددا فسمعوا مناديا ينادي من السماء: معاشر الناس لا تضجوا، فإن لمحمد ربا لا يخذله ولا يضيعه، وإن محمدا بوادي تهامة، عند شجرة السمر. فسار عبدالمطلب هو وورقة بن نوفل، فإذا النبي صلى اللّه عليه وسلم قائم تحت شجرة، يلعب بالأغصان وبالورق. وقيل { ووجدك ضالا} ليلة المعراج، حين انصرف عنك جبريل وأنت لا تعرف الطريق، فهداك إلى ساق العرش. وقال أبو بكر الوراق وغيره { ووجدك ضالا}: تحب أبا طالب، فهداك إلى محبة ربك. وقال بسام بن عبدالله { ووجدك ضالا} بنفسك لا تدري من أنت، فعرفك بنفسك وحالك. تفسير قوله تعالى: ووجدك ضالا فهدى | مركز الإشعاع الإسلامي. وقال الجنيدي: ووجدك متحيرا في بيان الكتاب، فعلمك البيان؛ بيانه { لتبين للناس ما نزل إليهم} [النحل: 44] الآية. { لتبين لهم الذي اختلفوا فيه} [النحل: 64]. وقال بعض المتكلمين: إذا وجدت العرب شجرة منفردة في فلاة من الأرض، لا شجر معها، سموها ضالة، فيهتدي بها إلى الطريق؛ فقال اللّه تعالى لنبيه محمد صلى اللّه عليه وسلم { ووجدك ضالا} أي لا أحد على دينك، وأنت وحيد ليس معك أحد؛ فهديت بك الخلق إلي.
أي أن الله يقول لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: لا يصلح لهداية العالمين غيرك. لذا قال فهدى أي هداك وهدى بك". المصدر: الجزيرة مباشر
إنه تعالى يريد للإنسان أن يأخذ الفكرة بوعي، وبعمق، وشمولية، وبحساسية فائقة، ولتخرج من ثم عن مستوى التصور، لتدخل في دائرة التصديق واليقين المستند إلى البرهان. ولتتغلغل من ثم في قلب الإنسان، وتصبح فكره، وعقيدته، ووجدانه، وضميره. ويكون ذلك هو الضمانة القوية، والحصن الحصين 12. مواضيع ذات صلة
– قال المُفسّر أبو البركات عبد الله بن أحمد النسفي (المتوفى: 710هـ) في تفسيره مدارك التنزيل وحقائق التأويل: ﴿ وَوَجَدَكَ ضَالاًّ ﴾ أي غير عالم ولا واقف على معالم النبوة وأحكام الشريعة وما طريقة السمع ﴿ فَهَدَىٰ ﴾ فعرفك الشرائع والقرآن. وقيل: ضل في طريق الشام حين خرج به أبو طالب فرده إلى القافلة. ولا يجوز أن يفهم به عدول عن حق ووقوع في غي فقد كان عليه الصلاة السلام من أول حاله إلى نزول الوحي عليه معصوماً من عبادة الأوثان وقاذورات أهل الفسق والعصيان. Topic: ووجدك ضالاَ فهدى | اسلاميات. – قال المُفسّر علاء الدين علي بن محمد، المعروف بالخازن (المتوفى: 741هـ) في تفسيره لباب التأويل في معاني التنزيل: ولا يلتفت إلى قول من قال إنه صلى الله عليه وسلم كان قبل النّبوة على ملة قومه، فهداه الله إلى الإسلام لأن نبينا صلى الله عليه وسلم، وكذلك الأنبياء قبله منذ ولدوا نشؤوا على التّوحيد، والإيمان قبل النّبوة وبعدها، وأنهم معصومون قبل النبوة من الجهل بصفات الله تعالى وتوحيده ويدل على ذلك أن قريشاً لما عابوا النبي صلى الله عليه وسلم ورموه بكل عيب سوى الشّرك وأمر الجاهلية فإنهم لم يجدوا لهم عليه سبيلاً إذ لو كان فيه لما سكتوا عنه ولنقل ذلك فبرأه الله تعالى من جميع ما قالوه فيه وعيروه به.