دعاء باسم الله السلام الدعاء باسم الله السلام له فضل كبير في سلامة العبد من شرور الدنيا والآخرة، فيما يلي نذكر بعض الأدعية التي تتضمن اسم الله السلام: أسْأَلُكَ بِاسْمِكَ السَلامّ القُدّوسِ أَنْ تُطَهِّرَ قَلْبِي مِنْ مَسَالِكِ الغَفَلاَتِ، وَرُوحِي عَنْ فُتُورِ الْمُسَاكَنَاتِ، وَوَقْتِي عَنْ دَنَسِ الْمُخَالَفَاتِ، وَسِرِّي عَنِ الْمُلاَحَظَاتِ وَالإلْتِفَاتاتِ. أَسْأَلُكَ باسّمِكَ السّلاَم أن تُحْيِيَنِي عَلَى الإِسْلاَمِ وَأَنْ تُمِيتَنِي عَلَى الإِيْمَانِ، وَأَنْ تَجْعَلَ فِي حَيَاتِي وَمَمَاتِي حَيَاةً وَهِدَايَةً لِلْقُلُوبِ. يجمع الله تعالى السموات والأرض يوم القيامة في قبضته ثم يقول جل وعلا "أنا الله، أنا الرحمن، أنا الملك، أنا القدوس، أنا السلام، أنا المؤمن، أنا المهيمن".
والمعنى الثاني لاسم الله "السلام": الذي سلم مخلوقاته من الخلل والعيب والقصور، قال تعالى: ( مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ) [الملك: 3] أي اختلاف أو نقص، وقال سبحانه وتعالى: ( الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) [السجدة: 7] فالأفلاك تدور منذ ملايين السنين في نظام ثابت لا تضطرب: ( لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [يــس: 40] فالشمس تحافظ على بعد ثابت من الأرض لا يتجاوزه بالقرب ولا بالبعد، ولو اقتربت من الأرض لاحترق كل ما عليها، ولو بعدت لتجمد كل ما عليها كل ذلك لتعيش الكائنات في سلام وأمان. عباد الله: إن الله -عز وجل- السلام دل عباده على ما فيه سلامتهم، فأرسل الرسل، وأنزل الكتب، حتى يؤمنوا بالله، ويسلموا على أنفسهم من العذاب: ( فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة: 38] فهو الآمن يوم القيامة من الفزع: ( لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ) [الأنبياء: 103]، ومصيرهم إلى الجنة دار السلام: ( لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ) [الأنعام: 127]، وقال للداخلين للجنة: ( ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ) [ق: 34] فأهل الإيمان بالله -تعالى- لهم السلام في حياتهم ويوم القيامة وهي الجنة.
قِيلَ وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « الَّذِى لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ » ، ثالثاً: ويتعبد المؤمن لله باسمه ( السلام): بالثناء على الله تعالى لأنه عز وجل هو السلام بكثرة ذكر آثار هذا الاسم العظيم في الكون. ويتعبد المؤمن لله باسمه تعالى السلام): بأن يفشي المسلم السلام بين العباد، ويلتزم بتحية الإسلام ،وفي صحيح مسلم: (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا. أَوَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ » وفي صحيح الأدب للبخاري " إن السلام اسم من أسماء الله، وضعه الله في الأرض، فأفشوه بينكم، إن الرجل إذا سلم على القوم فردّوا عليه كانت عليهم فضل درجة، لأنه ذكرهم السلام، وإن لم يرد عليه رد عليه من هو خير منه وأطيب". إخوة الإسلام ألا فأفشوا السلام بينكم ،فإن ديننا الإسلامي قد حثنا على إفشاء السلام بيننا، وأخبرنا أنه سبب في زيادة المحبة فيما بين المسلمين بعضهم بعضا ، قال الإمام النووي – رحمه الله -: " قوله: " أفشوا السلام بينكم "، قال: فيه الحث على إفشاء السلام وبذله للمسلمين كلهم، من عرفت ومن لم تعرف.
وقد ذهب القرطبي إلى عدة أقوال في تفسير اسمه تعالى (السلام)؛ أي: ذو السلامة من النقائص، فقال: اتفق العلماء رحمة الله عليهم على أن معنى قولنا في الله "السلام": النسبة، تقديره ذو السلامة، ثم اختلفوا في ترجمة النسبة على ثلاثة أقوال، وذكر منها: معناه الذي سلم من كل عيب وبرِئ من كل نقص.