بيعٌ: اسم معطوف على (تجارة)، مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. قطوف مستوحاة من الآية الكريمة للآية أثر قوي على قلب كل مؤمن، فكلماتها فيها إيقاع يشتمل على الترغيب والترهيب وفيما يلي توضيح لذلك: يعد مقياس الرجولة بشدة التزامه بأوامر الله -عزَّ وجلَّ- والابتعاد عن نواهيه وطاعته بكل أحواله. عُمّار المساجد وأهله من داوموا على ذكر الله عز وجل وتسبيحه هم من يعدّون أهلٌ للخير والفضل. رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر ه. على الرغم من أنَّ البيع والتجارة من الأشياء المسموحة في الدين الإسلامي، إلَّا أنَّه جل جلاله آثر على المؤمن الحق أن يترك الانشغال بها عن ذكر الله وإقامة الصلاة، وهذا يربي في المسلم ترك المحرمات والمكروهات كذلك. من وضع الخوف من الله أمام عينيه، لا يزعجه تركه ما ينفعه لأجل إرضاء الله سبحانه وتعالى عنه. الأفضل والأهم بالنسبة للمسلم أن يقدم الفرض على النفل وكذا المباحات. من الحكمة أن يقدم المسلم ما هو مفيد على ما هو أشد فائدة. إنَّ مواقف يوم القيامة صعبة على العباد كلهم، لذا حري بكل مسلم أن يعمل بإحسان وإخلاص. شاهد من هنا: فضل سورة البقرة في علاج الوسواس وبذلك نكون قد بينا في مقالتنا هذه تفسير: رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله فآمل أن نكون قد أوصلنا المطلوب.
تجارة: تشغيل المال بالبيع والشراء لأجل الربح. بيع: عملية يتم من خلالها تبديل شيء بآخر، بحيث يتساويان بالقيمة. الصلاة: الركن الأول من أركان الإسلام، وهي عبارة عن فريضة فرضها الله -سبحانه وتعالى- على عباده المؤمنين. الزكاة: الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي مقدار من الأموال أو الأشياء العينية فرضها الله -عزَّ وجلَّ- تعطى من مال الغني إلى الفقير بشروطٍ مخصوصة. يخافون: مصدرها الخوف، وهو انفعالٌ يحصل في ذات الإنسان بسبب توقع حدوث مكروه أو زوال محبوب. تتقلب: إصابة تغير واضطراب. القلوب: جمعٌ لقلب، وهو عبارة عن عضو من الجسم عضلي مجوف يستقبل الدم القاتم من الأوردة ويعيد ضخه قانيًا عبر الشرايين. إعراب مفردات الآية الكريمة معرفة إعراب مفردات الآية ضروري، لأنه السبيل للفظ المفردات بشكل صحيح دون وجود أخطاء بالتشكيل، وإعرابها كالتالي: رجال: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. لا: نافية. تفسير رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء [ النور: 37]. تلهيهم: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل، والضمير المتصل "هم" مبني على السكون في محل نصب مفعول به. تجارةٌ: فاعل مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. ولا: (الواو) الواو حرف عطف، و(لا) زائدة.
وقيل: هي الأعمال الصالحة. ( يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار) قيل: تتقلب القلوب عما كانت عليه في الدنيا من الشرك والكفر ، وتنفتح الأبصار من الأغطية ، وقيل: تتقلب القلوب بين الخوف والرجاء تخشى الهلاك وتطمع في النجاة ، وتقلب الأبصار من هوله أي: ناحية يؤخذ بهم ذات اليمين أم ذات الشمال ، ومن أين يؤتون الكتب من قبل الأيمان أم من قبل الشمائل ، وذلك يوم القيامة. وقيل: تتقلب القلوب في الجوف فترتفع إلى الحنجرة فلا تنزل ولا تخرج ، وتقلب البصر شخوصه من هول الأمر وشدته.
صحيفة تواصل الالكترونية