وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ: وإن بذلا جهدهما في حملك على الإشراك بالله تعالى فلا تطعهما؛ فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ: بالمعروف ، وذلك بالإحسان إليهما وبرهما وصلتهما وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ: من أقبل إلى طاعتي، وهم المؤمنون ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ: يوم القيامة فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ: أخبركم بأعمالكم الصالحة والسيئة فأجازيكم عليها. الفوائد والاستنباطات _الحكمة منحة إلهية ونعمة ربانية، يوفق الله لها من شاء من عباده، إذا عمل.
وكل ما تشاهدونه هو خلق الله, فأروني- أيها المشركون-: ماذا خلقت آلهتكم التي تعبدونها من دون الله؟ بل المشركون في ذهاب بين عن الحق والاستقامه. معنى الحكمة في سورة لقمان مكتوبة. ولقد أعطينا عبدا صالحا من عبادنا (وهو لقمان) الحكمة, وهي الفقه في الدين وسلامة العقل والإصابة في القول, وقلنا له: اشكر لله نعمه عليك, ومن يشكر لربه فإنما يعود نفع ذلك عليه, ومن جحده فإن الله غني عن شكره, غير محتاج إليه, له الحمد والثناء على كل حال واذكر- يا محمد- نصيحة لقمان لابنه حين قال له واعظا: يا بني لا تشرك بالله فتظلم نفسك؟ إن الشرك لأعظم الكبائر وأبشعها. وأمرنا الإنسان ببر والديه والإحسان إليهما, حملته أمه ضعفا على ضعف, وحمله, وفطامه عن الرضاعة في مدة عامين, وقلنا له: اشكر لله, ثم اشكر لوالديك, إلي المرجع فأجازي كلا بما يستحق. وإن جاهدك- أيها الولد المؤمن- والداك على أن تشرك بي غيري في عبادتك إياي مما ليس لك به علم, أو أمراك بمعصية من معاصي الله فلا تطعهما؟ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق, وصاحبهما في الدنيا بالمعروف فيما لا إثم فيه, واسلك- أيها الابن المؤمن- طريق من تاب من ذنبه, ورجع إلي وآمن برسولي محمد صلى الله عليه وسلم, ثم إلي مرجعكم, فأخبركم بما كنتم تعملونه في الدنيا, وأجازي كل عامل بعمله.
يا بني اعلم أن السيئة أو الحنسة إن كانت قدر حبة خردل- وهي المتناهية في الصغر- في باطن جبل؟ أو في أي مكان في السموات أو في الأرض, فإن الله يأتي بها يوم القيامة, ويحاسب عليها. معنى الحكمة في سورة لقمان هو. إن الله لطيف بعباده خبير بأعمالهم. يا بني أقم الصلاة تامة بأركانها وشروطها وواجباتها, وأمر بالمعروف, وانه عن المنكر بلطف ولين وحكمة بحسب جهدك, وتحمل ما يصيبك من الأذى مقابل أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر, واعلم أن مذه الوصايا مما أمر الله به من الأمور التي ينبغي الحرص عليها. ولا تمل وجهك عن الناس إذا كلمتهم أو كلموك, احتقارا منك لهم واستكبارا عليهم, ولا تمش في الأرض بين الناس مختالا متبخترا, إن الله لا يحب كل مختال فخور متكبر في نفسه وقوله وتواضع في مشيك, واخفض من صوتك, إن أقبح الأصوات وأبغضها لصوت الحمير.
﴿ ولا تمش في الأرض مرحًا ﴾: ولا تمشِ في الأرض معجبًا بنفسك مشي الخيلاء والبطر والغرور. ﴿ مختال ﴾: معجب بنفسه. فخور: كثير الفخر والتباهي. ﴿ واقصد في مشيك ﴾: توسط في المشي فلا تبطئ ولا تسرع. القيم المستفادة من سورة لقمان | المرسال. ﴿ اغضض ﴾: اخفض من صوتك ولا ترفعه عاليًا مزعجًا. ﴿ أنكر الأصوات ﴾: أقبح الأصوات وأوحشها. مضمون الآيات الكريمة من (12) إلى (19) من سورة «لقمان»: 1 - تعرض الآيات قصة لقمان - الحكيم - ونصائحه لابنه. 2 - ثم تتابع الآيات وصايا لقمان لابنه، فيذكره بأن الله عليم بكل شيء، حتى إن الحسنة أو السيئة التي يفعلها الإنسان مهما تكن من الصعر وفي أخفى مكان، كقلب الصخرة، أو في السموات أو في الأرض، فإن الله يظهرها ويحاسب عليها، ثم يأمره أن يحافظ على الصلاة، وأن يدعو الناس إلى كل خير، وينهاهم عن كل شر، وأن يحتمل ما يصيبه من الأذى والشدائد والمكروه. 3 - ثم ينهاه عن التكبُّر، والإعجاب بالنفس والتباهي على الناس؛ لأن الله لا يحب المتكبرين المختالين الفخورين، ويأمره أن يحفظ على نفسه وقارها واتزانها، فيتوسط في مشيه بين الإسراع والإبطاء، وأن يخفض من صوته؛ لأن رفع الصوت بدرجة مزعجة ينفر الناس ويؤذيهم، كما تنفرهم أصوات الحمير. دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (12) إلى (19) من سورة «لقمان»: 1 - ضرورة رعاية الآباء لأبنائهم، وحسن توجيههم ونصحهم، وإعطائهم خلاصة تجاربهم في الحياة؛ ليسيروا على بصيرة ووعي، مع استخدام أفضل الطرق للنصيحة والتوجيه.