واستلهاماً لهذه المبادرة المهمة، تأتي هذه الصفحة الأسبوعية التي تقدمها «الإمارات اليوم»، بالتعاون مع «الأرشيف الوطني»، التابع لوزارة شؤون الرئاسة، للتعريف بشكل الحياة في الإمارات قبل الاتحاد، وخلال بداياته الأولى، والجهد الكبير الذي بذله الآباء المؤسسون للدولة من أجل قيامها. آداب الصيد يفرق العربي بين الصيد والقتل، لذا تراه يعطي فريسته فرصة للقتال وللنزال، ولا يجيز قتل الحيوانات التي تلجأ للصيادين من شدة الجوع أو العطش، وغالباً يتهادى الصيادون لحم الفريسة، ويعطون للصقر نصيبه، كما يكتفون بما يسدّ جوعهم أو حاجتهم، ولا يتخذون من الصيد وسيلة للإثراء. الصقر.. رمز العزة وحـارس السماء. البيزرة هواية الملوك يذكر التاريخ أن هارون الرشيد أول من سنّ التهادي بالصقور، إذ أصبح لديه تقليد وعادة بإهداء الصقور الثمينة لبعض الملوك والأمراء والأصدقاء. كما اشتهر أبوجعفر المنصور بكونه قدوة في عالم الصيد والبيزرة. مواصفات تشتهر الصقور بنظرها الحاد جداً، ما يمكنها من اكتشاف أي حركة للفريسة لمسافة أكثر من ميل خلال تحليقها عالياً في السماء. وبسبب مخالبها الحادة ومنقارها الشبيه بالخنجر يكون من المستحيل للفريسة الهروب، وتراوح أحجام الصقور من 15 إلى 19 بوصة، ويعتمد سعر الصقر على قوته وعمره ووضوح النظر لديه وسرعة الحركة.
وورد في الكتب القديمة أن أول من صاد بالصقر الحارث بن معاوية بن ثور بن كندة. ويذكر أن الحارث وقف ذات يوم عند صياد ينصب شباكه لصيد العصافير فشاهد أحد الصقور ينقض على عصفور تعلق في الشباك، فأمر أن يأتوا له بالصقر فأخذه ووضعه في بيته، وخصص له من يطعمه ويعلمه الصيد، ومنذ ذلك الوقت عرف العرب الصيد بالصقر، وأصبح لهذه الرياضة عاداتها وتقاليدها وآدابها وأنواعها من حيث سرعة الصقور وقدرتها على الطيران أو المناورة أو الانقضاض. كما وضعوا خططاً وأساليب للصيد بالصقور وتدريبها وتعليمها مازالت تشكل ملامح هذه الرياضة. رمز دولة الإمارات. وهناك أنواع مختلفة من الصقور منها، الصقر الحر وهو على ثلاثة أنواع: الحر الكامل، والقرموشة، والوكري الحرار، ويعدّ هذا النوع من أكثر الصقور افتراساً وصبراً على الجوع والتحمل، سواء على الأرض أو في الجو. والشاهين وهو يفضل العيش على الشواطئ، ويتغذى على طيور الماء، وهو من أسرع الصقور أثناء الصيد، ومن أنواعه: الشاهين الكامل، والشاهين الوكري، والشاهين الخميس، والشاهين التبع. وكان الصيادون قديماً يذهبون إلى مناطق وجود الصقور على ظهور جمالهم، ويحملون معهم متاعهم الذي يكفيهم للمدة التي ينوون البقاء خلالها في المقناص، وكانت طريقة صيد الصقور قديماً تقوم على أن يخرج الصيادون صباحاً متفرقين ومعهم حمام مربوط بخيوط رفيعة جداً وطويلة، ويحرص الصياد على أن يختبئ خلف الأشجار، أو يغطي نفسه بالشجر تماماً، وعادةً ما يكون الصقر جائعاً في الصباح ويبحث عن فريسة، كما يكون جائعاً في المساء قبل غروب الشمس.