حل سؤال في اي يوم خلق سيدنا ادم، خلق الله سبحانه وتعالى الكون لضمان استمرار الحياة فيه، حيث قال عزوجل في كتابه العزيز " اولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده ان ذلك على الله يسير"، وخلق الله الإنسان و أمره ان يعمر الكون وذلك عن طريق الإنجاب و العمل في طاعة الله ، فقد خلق الله جميع هذه النعم لذا عليه القيام بشكر ربه عزوجل على جميع هذه النعم التي سخرها الخالق لخدمته و لتعينه على العبادة. اول من خلق الله آدم عليه السلام و جعل فيه العديد من الصفات ، وقد خلقت بعد ذلك من ضلعه حواء لتكون زوجا وسكنا له ، و كان من ذريتهما هابيل و قابيل ليستمر نسلهما إلى ما شاء الله ، لتستمر الحياة في الكون، يعد سيدنا آدم اول من سكن الأرض من البشر فهو يعتبر ابو البشرية وخلقه الله من طين و من بعده حواء و نسلهما على سطح الأرض. السؤال المطروح في اي يوم خلق سيدنا ادم؟ الاجابة هى: يوم الجمعة.
في اي يوم خلق سيدنا آدم خلق الله تعالى سيدنا آدم عليه السلام من طين، وخرج للملائكة وقال لهم، إني خالق بشرا من طين، ونفخت فيه بالروح فاسجدوا له، فسجد الملائكة كلهم أجمعين، إلا إبليس أبى واستكبر، فقال لله تعالى أنه خير منه فقد خلقتني من نار وخلقته هو من طين، فقال له الله تعالى أن عليك اللعنة ليوم الدين، لأنك رفضت طاعة أوامر الله تعالى، بأن تسجد لآدم عليه السلام، فرد إبليس أنه سيقوم بإغواء والوسوسة لعباد الله حتى يرتكبوا الآثام والمعاصي، فقد كان خلق الله تعالى لسيدنا آدم أن يعصي إبليس ربه ويخرج من رحمة الله تعالى، للعنة الله إلى يوم القيامة، والآن سنتعرف على اليوم الذي خلق فيه آدم. في اي يوم ولد سيدنا آدم عليه السلام من هنا سنقدم لكم حل لسؤالكم الذي طرحتموه علينا، وهو ما هو اليوم الذي خلق فيه ادم عليه السلام، حيث سنقدم لكم حلا وفق السنة النبوية الشريفة، والأحاديث الشريفة التي بينها الرسول عليه الصلاة والسلام في خلق آدم عليه السلام، بالتالي سيكون حل سؤالكم ما هو اليوم الذي خلق فيه ادم، وفق ما يلي: السؤال: ما هو اليوم الذي خلق فيه ادم الاجابة: في آخر ساعة من ساعات يوم الجمعة، ما بين العصر إلى المغرب.
يتسم بأنه سريع الندم والاستغفار: حيث ظهرت تلك الصفة واضحة بعد أن قام آدم وحواء بالأكل من الشجرة، التي قام الله عز وجل بالنهي عن الأكل منها، قال تعالى: (قَالَا رَبّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِر لَنَا وَتَرْحَمنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ)، وتلك الصفة من الصفات العظيمة التي قام الصالحون بورثها عن آدم وحواء، والتي جعلت الناس تسير على درب الخير والصلاح، وينالوا رضا من الله عز وجل. لقد اتصف بأنه المعلم من الله عز وجل: لقد قام الله عز وجل بتعليم آدم عليه السلام جميع الأسماء، وتعتبر صفة العلم من الصفات البارزة الذي نالها، وكان متميز بها عن جميع المخلوقات، وأيضا امتاز عن الملائكة الذي قام بإعلامهم أسمائهم، وهذا يدل على عظم مكانة آدم عليه السلام، ودلالة على أن الإنسان مهم بصورة عامة. الكائن الذي سجدت له الملائكة: حيث قام الله عز وجل الملائكة الكرام بأن يقوموا بالسجود لآدم عليه السلام وهذا تكريما له، ولكن إبليس رفض هذا واستكبر، وكان مصيره غضب من الله عز وجل، وله مكانة في النار في النهاية، وهذا السجود يدل على عظمة المكانة التي بها الإنسان عن جميع المخلوقات. خلق من طين: قام الله عز وجل بخلق آدم عليه السلام من الطين، وهذه تعتبر صفة تميزه، حيث أن الله عز وجل قام بخلق الملائكة من النور، وخلق الجان من النار، فهذا يدل على أن خلق الإنسان يدل على عمقه، ويدل على وجود أسرار ودعها الله عز وجل فيه.
المستفاد من قصة آدم عليه السلام آدم هو أبو البشر ، وكان يعيش في الجنة ولكن عندما أغواه إبليس فقد هبط إلى الأرض، فهناك كراهية بين إبليس والخلق من نسل آدم ، لذلك هو مسلط لإهلاك البشر وإغوائهم لذلك يجب التمسك بطاعة الله وعدم إتباع الشيطان. آدم عليه السلام خلق من طين. لقد جعل الله آدم وذريته خليفة في الأرض. العداوة بين البشر وإبليس قديمة ومستمرة حتى يوم القيامة حتى يرث الله عز وجل الأرض ومن عليها. يجب على الإنسان أن يشكر الله على النعمة التي يعيش فيها ويحافظ عليها، والمحافظة عليها تكون بدوام الشكر وطاعة الله.
ولا تَقومُ السَّاعةُ -أي: يَومُ القِيامةِ- إلَّا في يَومِ الجُمعةِ بيْنَ الصُّبحِ وَطُلوعِ الشَّمسِ. وذِكرُ هذه الأَحْداثِ العِظامِ وهذِه القضايا المَعدودةِ الَّتي وقَعَتْ في يَومِ الجُمُعةِ؛ قيل: ليْستْ لذِكرِ فَضيلتِه؛ لأنَّ ما وقَعَ فيه مِن إخراجِ آدَمَ وقِيامِ السَّاعةِ لا يُعَدُّ مِن الفَضائِل، وإنَّما هو تَعظيمٌ لِمَا وقَعَ فيه وما حدَثَ فيه كبِدايةٍ للخَلقِ ونِهايةٍ له. وقيل: بلْ هي مِن الفَضائِلِ؛ لأنَّ خُروجَ آدَمَ مِن الجَنَّةِ هو سَببُ الذُّريَّةِ وهذا النَّسلِ العَظيمِ، ووُجودِ الرُّسلِ والأنبياءِ والأولياءِ، ولأنَّ لأحداثِ السَّاعةِ شأنًا عَظيمًا؛ فهي سَببٌ لتَعجيلِ اللهِ وعْدَه لأهلِ الإيمانِ، ووَعيدَه لأهلِ الكفرِ، وظُهورِ جَزاءِ النَّبيِّينَ والصِّدِّيقين والأولياءِ وغيرِهم، وإظهارِ كَرامتِهم وشَرفِهم؛ ففي يومِ القِيامةِ تَرتفِعُ راياتُ المسلمينِ تَصديقًا لإيمانِهم. وفي الحَديثِ: فَضيلَةُ يَومِ الجُمعَةِ عَلى سائِرِ الأيَّامِ.
تعتبر الشكل نفسه والبنية التي يظهر عليها الإنسان، والاختلاف الكبير الواضح والظاهر بين الذكر والأنثى، فيما عدا الاختلاف الداخلي الذي بينهم، وكيف ينجذب كل جنس للآخر، فإن كل هذا يعتبر إعجاز لله عز وجل في خلقه للإنسان وما وضعه فيه، ومن خلال هذا قد تم تأسيس الحياة وبنائها، والتي جعلت الإنسان يصل إلى التكامل المنشود، وعندما يتم الحديث عن الأعضاء الداخلية، فإن الدماغ بها العديد من الخلايا، ويتكون من عدة أجزاء، ولديه قدرات كبيرة لا يستطيع الإنسان تخيلها، وإذا تم النزول للأسفل سنجد الأجهزة التي تعمل دائمًا دون أن تتوقف، والتي تقوم ببدء العمل في اللحظات الأولى للإنسان، ولا يمكن أن تتوقف إلا عند الموت. وهناك أيضًا الجانب النفسي للإنسان، والطريقة التي يمكن للنفس الإنسانية أن تتفاعل بها، مع وجود الجسد والروح، فإن الإنسان يمكن أن يحقق إنسانيته من حسن إدارته، ومن يسيء لذلك فإنه سوف يقود نفسه وراء الشهوات والأطماع دون أن يكون لديه ضوابط، وتجعله يهلك في النهاية. فإن هذه الجوانب عظيمة جدا وتحتاج أن يتعرف عليها الإنسان ويدرسها قدر المستطاع، حتى يدرك الإنسان الفضل الكبير الذي قدمه الله عز وجل له، وأن الإنسان مهما قام بعبادة الله عز وجل آناء الليل وأطراف النهار، لن يستطيع أن يوفي الله عز وجل حتى القليل من حقه.
- خَيْرُ يَومٍ طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فيه خُلِقَ آدَمُ، وفيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيهِ أُخْرِجَ مِنْها، ولا تَقُومُ السَّاعَةُ إلَّا في يَومِ الجُمُعَةِ. الراوي: أبو هريرة | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم: 854 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح] مِن حِكمةِ اللهِ تعالَى أنْ فَضَّلَ بعضَ مَخلوقاتِه على بعضٍ، ومِن ذلك تَفضيلُ بعضِ الأيَّامِ على بَعضٍ، مِثلُ تَفضيلِ يومِ عَرَفةَ، وليْلةِ القدْرِ، ويوْمِ الجُمعةِ، ولكلِّ وَقتٍ منهم فضْلُه المختلِفُ عن غيرِه. وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنَّ خَير يَومٍ مِن أيَّامِ الأُسبوعِ طَلَعَتْ عليه الشَّمسُ، هو يَومُ الجُمعَةِ؛ ومِن خَصائصِ ذلك اليومِ أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ خَلَقَ فيه أبا البَشرِ آدَمَ عليه السلامُ، وفيه أَسْكَنه اللهُ عزَّ وجلَّ الجَنَّةَ، وَفيهِ أُخرِجَ آدَمُ وزَوجتُه مِنَ الجنَّةِ وهَبَطَ إلَى الأَرضِ لِلخِلافةِ فيها، وخُروجُه منها هو خُروجُ العائدِ لها؛ لأنَّ الجَنَّةَ هي في الأصلِ مَسكنُه؛ لأنَّ اللهَ تعالىَ قال: {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} [البقرة: 35]، ويومُ خُروجِه عليه السَّلامُ مِن الجَنَّةِ هو يومُ خِلافتِه في الأرضِ ونُزولِه لها.
﴿ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا﴾: الواو عاطفة، ولا ناهية، وتكونوا فعل ماض ناقص ناسخ مجزوم بـ﴿لا﴾، والواو اسمها، و﴿كالتي﴾ الكاف اسم بمعنى مثل مبني على الفتح في محل نصب خبر تكونوا، و﴿التي﴾ مضاف إليه، وجملة ﴿نقضت﴾ صلة ﴿التي﴾ لا محل لها من الإعراب، وغزلها مفعول به، و﴿من بعد قوة﴾ جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من فاعل نقضت، أي: محكمة له، أو من مفعوله، أي: محكمًا، و﴿أنكاثًا﴾ منصوب بفعل محذوف، أي: فجعلته أنكاثًا، أو بتضمين ﴿نقضت﴾ معنى صيرت، فهو مفعول ثان، وقيل: النصب على المصدرية، لأن معنى نقضت نكثت، وقيل: هو حال من ﴿غزلها﴾، أي: منقوضًا. ﴿تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة﴾: جملة ﴿تتخذون﴾ حال من ضمير تكونوا، أي: لا تكونوا مثلها متخذين أيمانكم دخلًا، و﴿تتخذون﴾ فعل مضارع وفاعل، وأيمانكم مفعول به أول، و﴿دخلًا﴾ مفعول به ثان، و﴿بينكم﴾ جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لـ﴿دخلًا﴾، والمصدر المؤول من ﴿أن﴾ وما في حيزها مفعول لأجله، أي: مخافة أن تكون، وتكون فعل ماض ناقص ناسخ، و﴿أمة﴾ اسم تكون، و﴿هي﴾ مبتدأ، و﴿أربى﴾ خبر، والجملة خبر تكون، و﴿من أمة﴾ جار ومجرور متعلقان بـ﴿أربى﴾. ﴿إنما يبلوكم الله به﴾: إنما كافة ومكفوفة، وهي للحصر، و﴿يبلوكم الله﴾ فعل ومفعول مقدم وفاعل مؤخر، و﴿به﴾ جار ومجرور متعلقان بـ﴿يبلوكم﴾.
وأنت يا من صام بطنك عن الحرام وعينك عن الحرام ولسانك عن الحرام، واصل مسيرتك ولا تتراجع، فالله مطلع عليك، والكرام الكاتبين معك يحصون عليك. وأنت يا من تركت التدخين الساعات الطوال في نهار رمضان، اتدري لماذا قدرت عليه؟ لأنك لم تتركه من أجل الضرر ولا من أجل المال، وإنما لأن الله أمرك بتركه، فاعلم أن الذي أمرك بالصيام عنه في نهار رمضان هو الذي أمرك بتركه في كل أيام العام، واعلم بأنك تستطيع تركه وقد جربت ذلك في رمضان، فليس لك حجة في عدم استطاعة تركه لأن الله لم يكلفك ما لا تطيق، فاتق الله وابتعد عن هذه الآفة التي ستسأل عنها مرتين يوم القيامة، فلا تزول قدما عبد يوم القيامة إلى الجنة أو النار حتى يسأل عن أربع ومنها، ( عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه)( الترمذي /2417، وصححه الألباني. ) - إن من علامات قبول الطاعة الطاعةُ بعدها ، ومن علامات قبول الحسنة أن تردفها بحسنة أخرى، واعلم أن رب رمضان هو رب الشهور كلها، فكونوا ربانيين لا رمضانيين، ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)( الأنعام 160)
وقال آخرون: إنما هذا مثل ضربه الله لمن نقض العهد، فشبهه بامرأة تفعل هذا الفعل. وقالوا في معنى نقضت غزلها من بعد قوة، نحوا مما قلنا. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا) فلو سمعتم بامرأة نقضت غزلها من بعد إبرامه لقلتم: ما أحمق هذه! الباحث القرآني. وهذا مثل ضربه الله لمن نكث عهده. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد ( وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ) قال: غزلها: حبلها تنقضه بعد إبرامها إياه ولا تنتفع به بعد. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء وحدثني المثنى، قال: ثنا أبو حُذيفة، قال: ثنا شبل، جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ) قال: نقضت حبلها من بعد إبرام قوّة. حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا) قال: هذا مثل ضربه الله لمن نقض العهد الذي يعطيه، ضرب الله هذا له مثلا بمثل التي غزلت ثم نقضت غزلها، فقد أعطاهم ثم رجع، فنكث العهد الذي أعطاهم.
- وباب التزود من النوافل لا زال مفتوحاً مُشْرعاً، قال صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ ثَابَرَ عَلَى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بَنَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ، أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ) النسائي/1795، وصححه الألباني.
وهذا ما يدعونا إلى أن لا نتكل على ما عملنا فقد نكون ممن ضيعوا أعمالهم ولذا علينا أن نتابع أنفسنا جيّداً، أن نتابع أكثر ما يصدر عن ألسنتنا، وما تتلقَّاه أسماعنا وأبصارنا، وتفعله جوارحنا، وما نفعله وما نقوم به، لكي نسدّ كلّ منافذ الشّيطان ونواجه أنفسنا الأمَّارة بالسّوء وسعاة السوء والانحراف كي لا نضيّع أعمالنا وطاعاتنا. إنّ هذا ما ينبغي أن نستحضره في كلّ وقت وزمان، وهذا ما نحتاج إلى أن نستحضره الآن، بعد انتهاء شهر رمضان المبارك، حيث كنا في ضيافته وقيامه وتلاوة كتابه وأحياء لياليه وأيامه بالعبادة وقراءة القرآن، والذكر والاستغفار وتصدَّقنا وحفظنا فيه أنفسنا من الحرام، وحظينا فيه بالكرم الإلهيّ والزاد الوفير، فلا نفسده بسوء أعمالنا.
وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثني المثنى، وعليّ بن داود، قالا ثنا عبد الله بن صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ( أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ) يقول: أكثر. حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ) يقول: ناس أكثر من ناس. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء ؛ وحدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله ( أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ) قال: كانوا يحالفون الحلفاء، فيجدون أكثر منهم وأعزّ، فينقضون حِلْف هؤلاء ، ويحالفون هؤلاء الذين هم أعزّ منهم، فنهوا عن ذلك. حدثنا ابن المثنى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (3) وحدثني القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلا بَيْنَكُمْ) يقول: خيانة وغدرا بينكم ( أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ) أن يكون قوم أعزّ وأكثر من قوم.
وقوله: ﴿ تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا ﴾؛ أي: تُصيِّرون أيمانَكم خديعةً ومكرًا، والمفعول الثاني ﴿ دَخَلًا ﴾، وجملة ﴿ تَتَّخِذُونَ ﴾ حال مِن ضمير تكونوا، ويجوز أن تكونَ مستأنفةً لزيادة تفريع الناقضين. وقوله: ﴿ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ ﴾؛ أي: لأجل أن تصير جماعة هي أكثر عددًا وأوفر مالًا مِن جماعة أخرى. أي: لا تنقضوا عهد جماعة قليلة لوجود جماعة كثيرة، فإن هذا خُلُق ذميم، وقد كان أهل الجاهلية يحالفون الحلفاء، فإذا وجدوا أكثر منهم وأعز، نقضوا حلف أولئك وحالفوهم. وقوله: ﴿ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ﴾؛ أي: إنما يختبركم الله بهذا، والضمير في ﴿ بِهِ ﴾ يحتمل أن يكونَ للربا، ويجوز أن يكون للأمر والنهي، ويجوز أن يكون للوفاء والغدر. وقوله: ﴿ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾ استئناف للتحذير مِن الاختلاف على ملة الإسلام، واللام فيه موطئة للقسم؛ أي: والله ليُظهرنَّ الله لكم يوم القيامة مَن المحق ومَن المبطل. وقوله: ﴿ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ﴾ استئناف لبيان قدرة الله على جمع الناس على الوفاء وسائر أبواب الإيمان.