تاريخ النشر: الإثنين 2 ربيع الآخر 1440 هـ - 10-12-2018 م التقييم: رقم الفتوى: 388228 15690 0 113 السؤال روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان عندما ينام يقول: "باسمك اللهم أموت وأحيا"، وإذا استيقظ قال: "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا، وإليه النشور"، فهل الأذكار الواردة في الحديث سنة للأمة جميعها، أم خاصة بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ وما الدليل؟أرجو الإجابة، وعدم الإحالة. الإجابــة الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فهذا الذكر المأثور ليس خاصًّا بالنبي صلى الله عليه وسلم, بل ينبغي لكل مسلم أن يقوله عند النوم؛ اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، قال ابن بطال في شرح صحيح البخاري: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه من الليل، وضع يده تحت خده، ثم يقول: (اللهم باسمك أموت وأحيا)، وإذا استيقظ قال: (الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا، وإليه النشور). يحتمل أن يكون وضع النبي صلى الله عليه وسلم يده تحت خده عند النوم، تذللًا لله عز وجل، واستشعارًا لحال الموت، وتمثيله لنفسه؛ لتتأسى أمته بذلك، ولا يأمنوا هجوم الموت عليهم في حال نومهم، ويكونوا على رقبة من مفاجأته؛ فيتأهبوا له في يقظتهم، وجميع أحوالهم، ألا ترى قوله صلى الله عليه وسلم عند نومه: (اللهم بك أموت وأحيا، وإليك النشور)!.
اللهم قني عذابك طلبٌ للوقاية من العذاب، يوم تبعث عبادك ، وفي لفظٍ: يوم تجمع عبادك [8] ، والمعنى واحد؛ لأنَّ الجمع إنما يكون في ذلك اليوم بعد البعث والنُّشور، وذاك العذاب هو العذاب الذي لا يكون عذابٌ أعظم منه، وإلا فقد يحصل في الدنيا عذابٌ، قد عذَّب اللهُ أقوامًا، ولكن العذابَ الأكبر يوم القيامة: قني عذابك يوم تبعث عبادك. شبكة الألوكة. فهنا يقول هذا كلَّ ليلةٍ إذا أراد أن ينام: قني عذابَك يوم تبعث عبادك ، فهذا يجعل النومَ وسيلةً لذكر الموت، والبعث، وما بعده من العذاب، فهو يستحضر ذلك دائمًا، فنومه يقظة، ويقظته كذلك، وليس للغفلة إليه سبيلٌ بحالٍ من الأحوال، فهو إذا أراد أن ينام كما سبق يقول: باسمك اللهم أموت وأحيا [9] ، يتذكّر أنَّ نفسَه بيد الله ، ويتذكّر الموت، ويقول: إن أمسكتَ نفسي فاغفر لها وارحمها، وإن أرسلتَها فاحفظها ، وهذا الحفظ بما تحفظ به عبادك الصَّالحين [10] ، إلى آخر ما مضى. ومن هذه الأذكار أيضًا ما جاء عن حُذيفة قال: كان النبيُّ ﷺ إذا أراد أن ينام قال: باسمك اللهم أموت وأحيا [11] ، وهذا مُخرَّجٌ في "الصحيحين". فقوله: باسمك بعضُهم يقول: المراد به المسمّى، أي: بك يا الله أموت وأحيا. فالاسم تارةً يُطلق ويُراد به المسمّى، وتارةً يُطلق ويُراد به الاسم، ومعلومٌ أنَّ الأسماء هي تلك الألفاظ التي تدلّ على المسميات في الأصل، ولكن العرب تتوسّع في الكلام؛ فتارةً تُريد به المسمّى، وتارةً تُريد به الاسم، ولكن الجدلَ: هل الاسم هو عين المسمّى، أو لا؟ هذا جدلٌ لا طائلَ تحته، وإنما يشتغل بذلك أهلُ الكلام.
وقد ذكر هذا المعنى بعضُ أهل العلم، كالزَّجاج، فهو يقول: بأنَّ النفسَ التي تُفارق الإنسان عند النوم هي التي تكون للتَّمييز، ترتفع للإدراك، والتي تُفارقه عند الموت هي التي للحياة، والنوم يُقال له: موت. فبعضُ أهل العلم قال: باسمك اللهم أموت يعني: أنام، وأحيا يعني: أستيقظ. والواقع أنَّ ذلك جميعًا يدخل فيه، فهو إنما يموت بإماتة الله له، وإنما يحيا بإحيائه. (192) أذكار النوم " اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك " وحديث " باسمك اللهم أموت وأحيا" - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت. وبعض أهل العلم قال: بأنَّ الحكمةَ من إطلاق الموت على النوم، يعني: كأنَّ هؤلاء يرون أنَّ ذلك من قبيل الاستعمال المجازي، وهذا فيه نظر؛ إذ إنَّ النومَ يُقال له: موت، فهو من أسمائه، وادِّعاء أنَّ ذلك من قبيل المجاز لا يخلو من تحكُّمٍ، لكن من أهل العلم مَن قال: بأنَّ الحكمةَ في إطلاق الموت على النوم أنَّ انتفاع الإنسان بالحياة إنما هو بتحري مرضاة الله -تبارك وتعالى-، وقصد طاعته، واجتناب مساخطه وعقابه، فمَن زال عنه هذا الانتفاع بالكُلية كان كالميت، وهو يحمد ربَّه -تبارك وتعالى- على هذه النِّعمة، وزوال ذلك المانع. فهؤلاء بمعنى: أنَّه إذا صار إلى حالٍ يرتفع معها الإدراك، فلا يذكر الله ، فهو في عداد الأموات، وأنَّ الحياة الحقيقية هي التي تكون مع ذكر الله، وطاعته، والعمل الصَّالح.
وقد ذكر بعضُ أهل العلم -كالحافظ ابن القيّم وغيره- عِلَّةً لذلك من النَّاحية الطّبية، وقالوا: إنَّ القلبَ في الجانب الأيسر، فإذا نام الإنسانُ على الجانب الأيمن يكون القلبُ مُعلَّقًا، ويكون ذلك أدعى لليقظة، وألا يستغرق في النوم استغراقًا يُفوِّت عليه الصَّلاة، فلا ينتبه [7]. هكذا قال، والله تعالى أعلم. على كل حالٍ، يبقى أنَّ النومَ على الجنب الأيمن سُنَّة، ولو احتاج إلى أن ينام على جنبٍ آخر فلا بأس، من الناس مَن قد لا يستريح لعلَّةٍ إلا أن ينام مُستلقيًا، أو ينام على جنبه الأيسر، ولكن النوم على البطن تلك نومةٌ يبغضها الله تعالى، لكن إن كانت به عِلَّة، واقتضت أن ينام على بطنه؛ فهذا يكون معذورًا، لكن لا يفعله اختيارًا. والنوم على الجنب الأيمن إذا كان سُنَّةً؛ فإنَّ ذلك يُوقف عنده أيًّا كانت العلّة، وأمَّا استقبال القبلة في النوم؛ أن يكون وجهه إلى القبلة إذا نام على جنبه الأيمن؛ فهذا لا أصلَ له، ليس هناك شيءٌ عن النبي ﷺ يصحّ إطلاقًا في أنَّ النَّائم يستقبل القبلة، إنما يستقبل القبلة للصلاة، أمَّا في نومه فإنَّ ذلك لا يُطلب فيه استقبال القبلة. وكذلك أيضًا مَن كان في حال الاحتضار: هل يُوجّه إلى القبلة؟ الجواب: لا، وإنما يُوجّه إلى القبلة إذا وُضع في قبره، يكون وجهه إلى القبلة، ويكون على جنبه الأيمن، أمَّا في حال الاحتضار فهذا لا أصلَ له، وقد أنكره بعضُ السَّلف، كثيرٌ من الناس يظنّ أنَّه إذا كان الإنسانُ في حال النوم من السُّنة أن يستقبل القبلة على جنبه الأيمن، وأنَّه إذا كان الإنسانُ في حال النَّزع فإنَّه يُوجّه إلى القبلة، وهذا ليس عليه دليلٌ، إنما غاية ما هنالك أن ينام على الجنب الأيمن، ويقول بعد ذلك: اللهم ، وعرفنا أنَّ ذلك بمعنى: يا الله، اللهم: يا الله، حُذفت منه ياء النِّداء.
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله. أما بعد: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته، نواصل الحديث في الكلام على الأذكار التي تُقال عند النوم، ومن ذلك: ما جاء عن حفصة -رضي الله عنها-: أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليُمنى تحت خدِّه، ثم يقول: اللهم قني عذابَك يوم تبعث عبادك ثلاث مرات. هذا الحديث أخرجه أبو داود [1] ، وأخرجه النَّسائي في "السنن الكبرى" [2] ، وقد سكت عنه أبو داود، وعرفنا أنَّ ما سكت عنه فهو صالحٌ للاحتجاج عنده، وحسَّنه جمعٌ من أهل العلم: كالحافظ ابن حجر [3] ، وسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- [4] ، والألباني -رحمه الله- قال في بعض المواضع: صحيحٌ لغيره. وقال في بعض المواضع: صحيحٌ [5]. لكنه تراجع عن تصحيح هذه الجملة، وهي: "ثلاث مرات" [6] ، يعني: أنَّ الحديثَ صحَّ عنده من غير هذه الزيادة: "ثلاث مرات". وقولها -رضي الله عنها-: "كان إذا أراد أن يرقد"، يعني: ينام، "وضع يدَه اليُمنى تحت خدِّه"، في بعض رواياته كما ذكرتُ آنفًا: "الأيمن"، فهي زيادةٌ صحيحةٌ: "تحت خدِّه الأيمن"، وإذا وضع كفَّه هذه تحت خدِّه الأيمن فهذا يعني: أنَّه قد نام على جنبه الأيمن، وهذه هي السُّنة.
هكذا قال بعضُهم كالطِّيبي، ولكن إنما ذكرتُ هذا لما فيه من فائدةٍ، وهو أنَّ هؤلاء العُلماء انظر أين يذهبون؟ كيف ينظرون إلى الحياة مع ذكر الله، والحياة حينما تخلو من ذكر الله -تبارك وتعالى-؟ فقالوا: لذلك عُدَّ النَّائم ميتًا. طيب، الذي يكون في اليقظة ولا يذكر الله ، وكما ذكرنا بأنَّ دخولَ الخلاء حينما يقول: غفرانك [13] ؛ أنَّ بعضَ أهل العلم قال: بأنَّ العلة في ذلك أنَّه انقطع من ذكر الله . هكذا قال بعضُهم، وقيل غير ذلك، وقد مضى الكلامُ عليه، لكن هذا مهمّ في التَّعرف على نظر العُلماء على الحياة التي ينقطع الإنسانُ فيها من ذكر الله ولو لدقائق، فهو يخرج من الخلاء ويقول: غفرانك ، بمعنى: أني انقطعتُ عن ذكرك هذه المدّة غير مختارٍ، وهو وإن كان غير محاسَبٍ، لكنَّه يستشعر التَّقصير، فكيف بالذي تمضي عليه الأوقات الطَّويلة وهو لا يذكر الله أصلاً؟! يجلس السَّاعات في السَّيارة، أو في انتظارٍ، أو في عزاءٍ، أو في غير ذلك، لا يذكر الله ، ولا يتكلم، ساعات تمضي، تنسلخ من العُمر، لا يذكر ربَّه فيها، لربما يتقلَّب على فراشه لا يجد النوم، وتمضي السَّاعة، والسَّاعتان، والثلاث، ولربما يُؤذن الفجر وهو ما نام، وتجد اللِّسان مُنعقدًا، لا يذكر ربَّه.
مسلسل شباب البومب 7 - الحلقه التاسعة " راعي الصيد " 4K - YouTube
مسلسل شباب البومب 9 - الحلقة السابعة والعشرون " تـــــوصـــيــــلـــة " 4K - YouTube
شباب البومب 7 - الحلقة الثالثة - ايه اعرف HD حصريا علي موقع مسلسلات لايف - video Dailymotion Watch fullscreen Font