يتحقّق بالخوف من الله -تعالى- فوائد تُجنى في الدنيا قبل الآخرة، على صعيد المجتمع أيضاً، منها: حماية المجتمع من الانحلال الخلقيّ، والوقوع في العلاقات المحرّمة ، ويمنع وقوع الظلم ، ويحمي المجتمع من المحسوبية، والرشوة، والسرقة. المراجع ↑ سورة الرحمن، آية: 46. ↑ سورة الزمر، آية: 16. ↑ "الخوف من الله" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 10-6-2018. بتصرّف. ↑ "مع الخوف والخائفين" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 10-6-2018. بتصرّف. ↑ "كيف نخاف الله عزّ وجلّ؟" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 10-6-2018. بتصرّف. ↑ سورة مريم، آية: 58. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن الحارث بن سويد، الصفحة أو الرقم: 2497 ، صحيح. ماذا تعرف عن الخوف من الله. ↑ سورة الأنفال، آية: 2. ↑ "الخوف من الله وأثره في استقامة الفرد والمجتمع" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 10-6-2018. بتصرّف.
اسحضار ضعف النفس وقصورها، فالله -تعالى- قادر على تعجيل عقوبتها، وفعل ما يشاء بها. الحرص على حضور جلسات الذكر والموعظة، والدروس التي تُرقق القلب. الإكثار من ذكر الله تعالى. دراسة حال الأمم السابقة، وكيف أهلك الله -تعالى- الطغاة والعاصين. تعريف الخوف من الله على. التفكّر في أحوال يوم القيامة، وكيف يكون حال الناس فيه. معرفة ما أعدّ الله -عزّ وجلّ- للخائفين منه، ومن ذلك قول الله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ). [٨] فضل وثمار الخوف من الله تعالى إنّ للخوف من الله -تعالى- فضلٌ عظيمٌ، وكذلك يُجني المسلم بخوفه من الله -تعالى- الكثير من الثمار، وفيما يأتي بيان ذلك: [٩] يعتبر الخوف من الله -تعالى- أحد شروط الإيمان ولوازمه. وعد الله -تعالى- عباده الخائفين بالجنّة ، وأعدّ لهم فيها ما يُميّزهم عن غيرهم من عباده. وعد الله -تعالى- عباده الخائفين بأن يُظلّهم في ظلّ عرشه، يوم لا ظلّ إلّا ظلّه. يُنجّي الله -تعالى- الخائفين منه يوم يبعث عباده، وقد بيّن أهل العلم أنّ ذرف الدموع خوفاً من الله، ولو مرةً في السنة يُنجّي من عذاب الله يوم القيامة.
• ثمرات الخوف من الله عز وجل: 1- يبعث الخوفُ من الله على العمل الصالح والإخلاص فيه؛ ﴿ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ﴾ [الإنسان: 9، 10]. 2- من ثمرة الخوف أنه يقمع الشهوات، ويكدر اللذات المحرَّمة، فتصير المعاصي المحبوبة عنده مكروهة. تعرف ما هو الخوف من الله. 3- يجعل صاحبه في ظل العرش يوم القيامة؛ (( ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه)). 4- الأمان يوم القيامة؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله عز وجل: وعزَّتي، لا أجمع على عبدي خوفينِ، ولا أجمع له أمنينِ؛ إذا أمِنَني في الدنيا أخفتُه يوم القيامة، وإذا خافني في الدنيا أمَّنتُه يوم القيامة))؛ رواه ابن المبارك في الزهد (157)، وحسنه الألباني في الصحيحة (742). 5- الخوف من أسباب المغفرة. • تأمل قصة الرجل الذي كان فيمَن قبلَنا، عندما حضرته الوفاة جمع بَنيه وقال لهم: إني لم أعمل خيرًا قط، فإذا متُّ فأحرقوني، ثم ذروني في يوم عاصفٍ، ففعلوا، فأعاده الله كما كان، ثم سأله: ما حملك على ذلك؟ قال: مخافتك يا رب، فتلقاه برحمته. عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أن رجلًا كان قبلكم رَغَسَهُ الله مالًا، فقال لبنيه لَمَّا حُضِر: أيُّ أبٍ كنت لكم؟ قالوا: خير أبٍ، قال: فإني لم أعمل خيرًا قط، فإذا مت فأحرقوني، ثم اسحقوني، ثم ذَرُّوني في يوم عاصف، ففعلوا، فجمعه الله عز وجل، فقال: ما حملك ؟ قال: مخافتك ، فتلقاه برحمته))؛ رواه البخاري 3219، ومسلم 4952 ، ( رَغَسه الله مالًا: رزقه الله مالًا وفيرًا).
أقسام الخوف: 1_ خوف السر: وهو خوف التَّأَلُّه، والتعبد، والتقرب، وهو الذي يزجر صاحبه عن معصية مَنْ يخافه؛ خشيةً من أن يصيبه بما شاء من فقر، أو قتل، أو غضب، أو سلب نعمة، ونحو ذلك بقدرته ومشيئته. فهذا القسم لا يجوز أن يصرف إلا لله عز وجل وصَرْفُه له يعد من أجل العبادات، ومن أعظم واجبات القلب، بل هو ركن من أركان العبادة، ومن خشي الله على هذا الوجه فهو مخلص موحِّد. ومن صرفه لغير الله فقد أشرك شركاً أكبر؛ إذ جعل لله نِداً في الخوف، وذلك كحال المشركين الذين يعتقدون في آلهتهم ذلك الاعتقاد، ولهذا يُخَوِّفون بها أولياء الرحمن، كما قال قوم هود عليه السلام الذين ذكر الله عنهم أنهم خوفوا هوداً بآلهتهم فقالوا: [ إِنْ نَقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ](هود: 54). وكحال عباد القبور؛ فإنهم يخافون أصحاب القبور من الصالحين، بل من الطواغيت كما يخافون الله، بل أشد؛ ولهذا إذا توجَّهَتْ على أحدهم اليمينُ بالله أعطاك ما شئت من الأيمان صادقاً أو كاذباً، فإن كانت اليمين بصاحب التربة لم يُقْدِم على اليمين إن كان كاذباً. وما ذاك إلا لأن المدفون في التراب أخوف عنده من الله. تعريف الخوف من الله محمد مختار الشنقيطي. وكذا إذا أصاب أحداً منهم ظلمٌ لم يطلب كشفه إلا من المدفونين في التراب، وإذا أراد أحدهم أن يظلم أحداً فاستعاذ المظلوم بالله لم يُعذه، ولو استعاذ بصاحب التربة أو بتربته لم يُقْدِمْ عليه بشيء، ولم يتعرض له بالأذى.
وقال مخاطبا المؤمنين ليخافوا الله سرا وعلانية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ). وقال واعدا الخائفين انهم ورثة الارض بعد الظالمين (وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ). وقال تعالى واصفا اخلاق الخائفين والخاشين ومدى تسابقهم لفعل الخيرات والطاعات (رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ). الخوف من الله. وكذا (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً) وكذا (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ). وقال واعدا المؤمنين الخائفين بالجنة ( جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ).
وإذا ثبت هذا فنقول: إنه تعالى وصف الزنا بصفات ثلاثة: كونه فاحشة ، ومقتا في آية أخرى ، وساء سبيلا: أما كونه فاحشة: فهو إشارة إلى اشتماله على فساد الأنساب الموجبة لخراب العالم وإلى اشتماله على التقاتل والتواثب على الفروج وهو أيضا يوجب خراب العالم. وأما المقت: فقد ذكرنا أن الزانية تصير ممقوتة مكروهة ، وذلك يوجب عدم حصول السكن والازدواج وأن لا يعتمد الإنسان عليها في شيء من مهماته ومصالحه. وأما أنه ساء سبيلا: فهو ما ذكرنا أنه لا يبقى فرق بين الإنسان وبين البهائم في عدم اختصاص الذكران بالإناث ، وأيضا يبقى ذل هذا العمل وعيبه وعاره على المرأة من غير أن يصير مجبورا بشيء من المنافع ، فقد ذكرنا في قبح الزنا ستة أوجه; والله تعالى ذكر ألفاظا ثلاثة ، فحملنا كل واحد من هذه الألفاظ الثلاثة على وجهين من تلك الوجوه الستة ، والله أعلم بمراده.
أنْ يصف الشُّهود كيفية الزِّنا كي لا تختلط الأمور، ولتجنب الشُّبهات، فقد يكون الاستمتاع المُحرَّم الصادر من المُتهم لا يصل إلى الفعل الحقيقي وهو الوطء من القُبُل او الدُّبُر، فلا يجب في حقه حد الزِّنا. أنْ يتصف الشُّهود بين الناس بالعدل، والاستقامة، وأنْ يكونوا رجالًا؛ فلا تُقبل شهادة النِّساء أو الفُسّاق. أنْ لا يكون من بينهم من يعاني من ضعفٍ في النَّظر أو غيرها من العِلل. المصدر:
وهذا الاستدلال قريب ، والأولى أن يقال: إن كون الشيء في نفسه مصلحة أو مفسدة أمر ثابت لذاته لا بالشرع ، فإن تناول الغذاء الموافق مصلحة ، والضرب المؤلم مفسدة ، وكونه كذلك أمر ثابت بالعقل لا بالشرع. ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا. وإذا ثبت هذا فنقول: تكاليف الله تعالى واقعة على وفق مصالح العالم في المعاش والمعاد فهذا هو الكلام الظاهري ، وفيه مشكلات هائلة ومباحث عميقة نسأل الله التوفيق لبلوغ الغاية فيها. إذا عرفت هذا فنقول: الزنا اشتمل على أنواع من المفاسد: أولها: اختلاط الأنساب واشتباهها فلا يعرف الإنسان أن الولد الذي أتت به الزانية أهو منه أو من غيره ، فلا يقوم بتربيته ولا يستمر في تعهده ، وذلك يوجب ضياع الأولاد ، وذلك يوجب انقطاع النسل وخراب العالم. وثانيها: أنه إذا لم يوجد سبب شرعي لأجله يكون هذا الرجل أولى بهذه المرأة من غيره لم يبق في حصول ذلك الاختصاص إلا التواثب والتقاتل ، وذلك يفضي إلى فتح باب الهرج والمرج والمقاتلة ، وكم سمعنا وقوع القتل الذريع بسبب إقدام المرأة الواحدة على الزنا. وثالثها: أن المرأة إذا باشرت الزنا وتمرنت عليه يستقذرها كل طبع سليم وكل خاطر مستقيم ، وحينئذ لا تحصل الألفة والمحبة ولا يتم السكن والازدواج ، ولذلك فإن المرأة إذا اشتهرت بالزنا تنفر عن مقارنتها طباع أكثر الخلق.
ورابعها: أنه إذا انفتح باب الزنا فحينئذ لا يبقى لرجل اختصاص بامرأة ، وكل رجل يمكنه التواثب على كل امرأة شاءت وأرادت ، وحينئذ لا يبقى بين نوع الإنسان وبين سائر البهائم [ ص: 159] فرق في هذا الباب. ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا. وخامسها: أنه ليس المقصود من المرأة مجرد قضاء الشهوة بل أن تصير شريكة للرجل في ترتيب المنزل وإعداد مهماته من المطعوم والمشروب والملبوس ، وأن تكون ربة البيت وحافظة للباب وأن تكون قائمة بأمور الأولاد والعبيد ، وهذه المهمات لا تتم إلا إذا كانت مقصورة الهمة على هذا الرجل الواحد منقطعة الطمع عن سائر الرجال ، وذلك لا يحصل إلا بتحريم الزنا وسد هذا الباب بالكلية. وسادسها: أن الوطء يوجب الذل الشديد ، والدليل عليه أن أعظم أنواع الشتم عند الناس ذكر ألفاظ الوقاع ، ولولا أن الوطء يوجب الذل ، وإلا لما كان الأمر كذلك ، وأيضا فإن جميع العقلاء لا يقدمون على الوطء إلا في المواضع المستورة ، وفي الأوقات التي لا يطلع عليهم أحد ، وأن جميع العقلاء يستنكفون عن ذكر أزواج بناتهم وأخواتهم وأمهاتهم لما يقدمون على وطئهن ، ولولا أن الوطء ذل ، وإلا لما كان كذلك. وإذا ثبت هذا فنقول: لما كان الوطء ذلا كان السعي في تقليله موافقا للعقول ، فاقتصار المرأة الواحدة على الرجل الواحد سعي في تقليل ذلك العمل ، وأيضا ما فيه من الذل يصير مجبورا بالمنافع الحاصلة في النكاح ، أما الزنا فإنه فتح باب لذلك العمل القبيح ولم يصر مجبورا بشيء من المنافع فوجب بقاؤه على أصل المنع والحجر ، فثبت بما ذكرنا أن العقول السليمة تقضي على الزنا بالقبح.