ولكن هذا بالطبع خارج عن ارادتك خاصة إذا لم تكن تعرف طبيعة هذا الانسان ونواياه وسلوكه منذ البداية. وللأسف فان هذه العبارة تقال أحيانا مع تغيير بسيط ولنفس المعنى حتى من الأم أو الأب للابن العاق الذي يوقع والديه في مشاكل كبيرة ومحرجة بشكل تفوق طاقتهما وتحملهما لدرجة قد تجعل أحدهما أو كليهما يقول «ليتني ما جبتك! » أو «ليتني ما خلّفتك! » أو «ليتك لم تكن ابني! » وهي كلمة قاسية على الأبوين وليست سهلة أبدا، ولكنهما لا يتلفظان بها إلا بعد أن يفيض بهما الكيل وتصل الأمور الى مرحلة لا يمكن تصورها بأي حال من الأحوال! وهذا هو النوع الأول من المعرفة غير المرغوبة يمكن أن يتضح أيضا مع نماذج بشرية أخرى من ثقلاء الظل كثيري المطالب المحرجة أو ما يمكن أن يطلق عليهم لحوح أو «لزقة» لا يمكن الفكاك منها!. أما المعرفة الثانية التي تتمنى لو لم تُقِدم عليها، فهي تلك العلاقة العاطفية المبنية على الحب الصادق الذي لا تشعر إلا وهو يتنامى بداخلك وتزداد مساحته الخضراء لدرجة لم يعد هناك مجال للتراجع أو التخلي عنه، بل ان مجرد التفكير في التخلي عنه وعن صاحبه يُسبب لك أزمة حقيقية تبدأ بوادرها بالقلق والتوتر المستمرين والاحباط واليأس وينتهي الى الخوف من المستقبل ومن المجهول نتيجة احساسك المستمر بأنك سوف تفقد هذه العلاقة العاطفية المتأججة الصادقة وبالتالي سوف تخسر هذا الانسان للأبد.
لم اعد أنا منذعرفتك وانا لم اعد كما انا......... هل تعلمين بأن شوقي ولهفتي وحنيني تسبق سلامي اليكي....... منذ عرفتك وانا مسافر الي مدن لم اعرفها....... كل ماقتربت اليكي اشعربرغبة قاتلة لي اضمك الي صدري......... وكي اقول لكي بصوت دافي وحنون اااااااه كم احبك!!!!! حبيبتي اريدك لي وحدي فأنا متيم بك لحد الجنونصدقيني قد اقتل نفسا من عشقي لكي!!!!
كان كريماً جواداً، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة عام الفتح يقول: "أربعة أربأ بهم عن الشرك، عتاب بن أسيد، وجبير بن مطعم وحكيم بن حزام، وسهيل بن عمرو، وقد أسلموا وحسُن إسلامهم" أخرجه الزبير في جمهرة نسب قريش (362). وكان حكيم ممن حضر بدراً مع المشركين فسلّمه الله من القتل، لما أراد الله له من الخير، فكان بعد إسلامه إذا اجتهد في يمينه يقول: لا والذي نجاني يوم بدر من القتل (سير أعلام النبلاء 3: 44). وجاء في مسند الإمام أحمد: عن عِراك بن مالك، أن حكيم بن حزام قال: كان محمد صلى الله عليه وسلم، أحب الناس لي في الجاهلية، فلما نُبّئ وهاج الناس، شهد حكيم الموسم كافراً، فوجد حُلة لذي يزن تُباع، فاشتراها بخمسين ديناراً، ليهديها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقدم بها المدينة، فأراده على قبضها هدية، فأبى قال عبيد الله بن المغيرة: حسبته قال: إنا لا نقبل من المشركين شيئاً، ولكن إن شئت بالثمن، قال: فأعطيته حين أبى على الهدية (المسند 3: 402). وفي رواية ابن صالح زيادة: فلبسها فرأيتها عليه على المنبر، فلم أر شيئاً أحسن منه يومئذ فيها، ثم أعطاها أسامة فرآها حكيم على أسامة. فقال: يا أسامة أتلبس حُلّة ذي يزن؟ قال: نعم والله لأنا خير منه، ولأبي خير من أبيه، فانطلقت إلى مكة فأعجبتهم بقولي.
ولما ركب رسول الله إلى فتح مكة ومعه الجنود بمر الظهران، خرج حكيم وأبو سفيان يتجسسان الأخبار، فلقيهما العباس، فأخذ أبا سفيان فأجاره، وأخذ له أمانا من رسول الله ﷺ، وأسلم أبو سفيان ليلتئذ كرها. ومن صبيحة ذلك اليوم أسلم حكيم وشهد مع رسول الله ﷺ حنينا، وأعطاه مائة من الإبل، ثم سأله فأعطاه، ثم سأله فأعطاه. ثم قال: «يا حكيم إن هذه المال حلوة خضرة، وإنه من أخذه بسخاوة بورك له فيه، ومن أخذه بإسراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع». فقال حكيم: والذي بعثك بالحق لا أرزأ بعدك أبدا. فلم يرزأ أحدا بعده، وكان أبو بكر يعرض عليه العطاء فيأبى، وكان عمر يعرض عليه العطاء فيأبى، فيشهد عليه المسلمين، ومع هذا كان من أغنى الناس. مات الزبير يوم مات ولحكيم عليه مائة ألف، وقد كان بيده حين أسلم الرفادة ودار الندوة فباعها بعد من معاوية بمائة ألف. وفي رواية: بأربعين ألف دينار، فقال له ابن الزبير: بعت مكرمة قريش؟ فقال له حكيم: ابن أخي ذهبت المكارم فلا كرم إلا التقوى، يا بن أخي إني اشتريتها في الجاهلية بزق خمر، ولأشترين بها دارا في الجنة، أشهدك أني قد جعلتها في سبيل الله. وهذه الدار كانت لقريش بمنزلة دار العدل، وكان لا يدخلها أحد إلا وقد صار سنه أربعين سنة، إلا حكيم بن حزام فإنه دخلها وهو ابن خمس عشرة سنة، ذكره الزبير بن بكار.
قال: ثم إن عمر دعاه ليعطيه، فأبى أن يقبله، فقال -يعني: عمر : يا معشر المسلمين، أشهدكم على حكيم أني أعرض عليه حقه الذي قسمه الله له في هذا الفيء، فيأبى أن يأخذه. فلم يرزأ حكيمٌ أحداً من الناس بعد النبي ﷺ حتى توفي. وجاء في بعض الروايات أنه أيضاً بقي هكذا في عهد عثمان ، ثم بعد ذلك أيضاً في عهد معاوية، حيث أدرك عشر سنين من خلافة معاوية ، فهذا مع أنه حقه مع ذلك أبى أن يقبله أو أن يأخذه، وليس ذلك من الطلب، لكن كأنه ربما يكون قد خشي أنه إذا قبل وأخذ هذا العطاء، أن نفسه تعود إلى ما كانت عليه من الطلب، وقد قال للنبي ﷺ: لا أرزأ أحداً بعدك شيئاً، والله أعلم. فأقول: مهما استطاع الإنسان أن يستغني عن الناس فليفعل في كل شيء، مهما استطعت أن تستغني ولا تحتاج للناس فافعل، وهذا لا شك أنه من أعظم الغنى، وأما الافتقار إلى المخلوقين ففيه نوع عبودية لهم، وإنما تكون عبودية الإنسان لله ، ومَن أحسنَ إليك أسَرَك، فلا داعِيَ أن تجعل إسارك بيد المخلوقين، والله تعالى أعلم. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه. أخرجه البخاري، كتاب الوصايا، باب تأويل قول الله تعالى: مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ [النساء:11]، (4/ 5)، برقم: (2750)، ومسلم، كتاب الزكاة، باب بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى، وأن اليد العليا هي المنفقة وأن السفلى هي الآخذة، (2/ 717)، برقم: (1035)، بلفظ: إن هذا المال خضِرةٌ حلوة، فمن أخذه بطيب نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى.
فأجَابَه: أَقْرَأَنِيها رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فكذَّبه عُمَرُ رضِيَ اللهُ عنه وقال له: إنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قدْ أَقْرَأَنِيهَا على غيْرِ ما قَرَأْتَها!