الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فهذه الآية مما أشكل على المفسرين فاختلفوا فيها اختلافا شديدا، حتى قال العلامة ابن عاشور في (التحرير والتنوير): عدت هذه الآية من مشكلات القرآن، وتردد المفسرون في تأويلها ترددا دل على الحيرة في تقويم معناها. ومرجع ذلك إلى تقويم معنى العرض على السموات والأرض والجبال، وإلى معرفة معنى الأمانة، ومعرفة معنى الإباء والإشفاق. اهـ. ونحن ننقل للأخ السائل عيون ما ذكره المفسرون مما يزيل ـ إن شاء الله ـ أصل إشكاله. خطبة عن الأمانة (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. قال القرطبي في تفسيره: قال العلماء: معلوم أن الجماد لا يفهم ولا يجيب، فلا بد من تقدير الحياة على القول الأخير. وهذا العرض عرض تخيير لا إلزام. والعرض على الإنسان إلزام. وقال القفال وغيره: العرض في هذه الآية ضرب مثل، أي أن السموات والأرض على كبر أجرامها، لو كانت بحيث يجوز تكليفها لثقل عليها تقلد الشرائع، لما فيها من الثواب والعقاب، أي أن التكليف أمر حقه أن تعجز عنه السموات والأرض والجبال، وقد كُلفه الإنسان وهو ظلوم جهول لو عقل. وهذا كقوله: (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل) [الحشر: 21]- ثم قال: (وتلك الأمثال نضربها للناس) [الحشر: 21].
وروى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا، حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفة طعمة ». [ أخرجه أحمد والطبراني].
والدين أمانة في عنق علمائه ، إن بينوه للناس وصانوه من التحريف والتلاعب كانوا أوفياء وإن لم يفعلوا كانوا مرتكبين لأبشع صور الخيانة، قال الله تعالى: {وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} (187) آل عمران. والعلم أمانة في نفوس العلماء إن استعملوه في خير كانوا أمناء أوفياء ، وإن استعملوه فيما يشيع الذعر ويشقي الأمم ويشجع الطغاة على العدوان والإجرام ونشر الفاحشة بين الناس ، كانوا خونة أشبه بالمجرمين يلحق بهم العار وتحقق عليهم اللعنة، قال الله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ} (13) المائدة. والمال في أيدي الناس أمانة، فإن أحسنوا التصرف به والقيام عليه وأداء الحقوق الاجتماعية فيه كانوا أمناء أو فياء، لهم الذكر الجميل في الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة، وإلا كانوا خونة ظالمين وسفهاء مبذرين، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (34) التوبة ، وقال الله تعالى: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} (27) الإسراء.
وإن عصيت ولم ترعها حق رعايتها وأسأت ، فإني معذبك ومعاقبك وأنزلك النار. قال: رضيت [ يا] رب. وتحملها ، فقال الله عز وجل: قد حملتكها. فذلك قوله: ( وحملها الإنسان (. رواه ابن أبي حاتم. وعن مجاهد أنه قال: عرضها على السماوات فقالت: يا رب ، حملتني الكواكب وسكان السماء وما ذكر ، وما أريد ثوابا ولا أحمل فريضة. قال: وعرضها على الأرض فقالت: يا رب ، غرست في الأشجار ، وأجريت في الأنهار وسكان الأرض وما ذكر ، وما أريد ثوابا ولا أحمل فريضة. وقالت الجبال مثل ذلك ، قال الله تعالى: ( وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا) في عاقبة أمره. وهكذا قال ابن جريج. وعن ابن أشوع أنه قال: لما عرض الله عليهن حمل الأمانة ، ضججن إلى الله ثلاثة أيام ولياليهن ، وقلن: ربنا. لا طاقة لنا بالعمل ، ولا نريد الثواب. ثم قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي ، حدثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء الموصلي ، حدثنا أبي ، حدثنا هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم في هذه الآية: ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال) [ الآية] ، فقال الإنسان: بين أذني وعاتقي فقال الله تعالى: إني معينك عليها ، أي: معينك على عينيك بطبقتين ، فإذا نازعاك إلى ما أكره فأطبق.
تاريخ النشر: الخميس 7 شوال 1420 هـ - 13-1-2000 م التقييم: رقم الفتوى: 3990 5889 0 247 السؤال قال تعالى (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا. إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أوكلاهما) [الإسراء: 23] إلىآخر الآية. وبالوالدين إحسانا. هل الأوامر الربانيه في الآيه مقتصرة على بلوغهما العجز والكبر أم يجب الإحسان إليها في جميع مراحل عمرهما؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا يختص الأمر ببر الوالدين والإحسان إليهما وخفض الجناح لهما والنهي عن الإساءة إليهما بجميع أشكالها. أقول: لا يختص ذلك كله بمرحلة معينة من عمر الوالدين وبحالة من أحوالهما، بل إن الولد مخاطب بتلك الأوامر والنواهي، بمجرد ما يتوجه إليه الخطاب الشرعي. وإنما خص الله تعالى مرحلة الكبر لأن كثيراً ممن لا يخافون الله تعالى ولا يتقونه، ليست عندهم روح رد الجميل، ومكافأة الحسنة بالحسنة، ويفرطون في حق آبائهم في هذه المرحلة الحرجة من أعمارهم، ويتملصون من حقوقهم بأي طريقة، ومع ذلك فلا شك أن الأجر في بر الوالد المتقدم في السن أعظم من الأجر في بر الوالد الذي مازال قادراً على أكثر أموره، فالوالد الكبير سريع التضجر، قليل التحمل يحتاج بره إلى كثير من العناية والجهد، فلذلك صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (رغم أنف رجل بلغ والداه عنده الكبر أوأحدهما، فلم يدخلاه الجنة) رواه الترمذي وقال حسن صحيح.
"وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا" تلاوة جميلة لآيات من سورة الإسراء 🌟 | سعد الخنفري - YouTube
{ وبالوالدين} متعلق بقوله؛ { إحساناً} ، والباء فيه للتعدية يقال: أحسن بفلان كما يقال أحسن إليه ، وقد تقدم قوله تعالى: { وقد أحسن بي} في سورة [ يوسف: 100]. وتقديمه على متعلقه للاهتمام به ، والتعريف في الوالدين للاستغراق باعتبار والدي كل مكلف ممن شملهم الجمع في { ألا تعبدوا}. وعطف الأمر بالإحسان إلى الوالدين على ما هو في معنى الأمر بعبادة الله لأن الله هو الخالق فاستحق العبادة لأنه أوجد الناس. ولما جعل الله الأبوين مظهرَ إيجاد الناس أمر بالإحسان إليهما ، فالخالق مستحق العبادة لغناه عن الإحسان ، ولأنها أعظم الشكر على أعظم منة ، ، وسببُ الوجود دون ذلك فهو يستحق الإحسان لا العبادة لأنه محتاج إلى الإحسان دون العبادة ، ولأنه ليس بمُوجد حقيقي ، ولأن الله جبل الوالدين على الشفقة على ولدهما ، فأمر الولد بمجازاة ذلك بالإحسان إلى أبويه كما سيأتي { وقل رب أرحمهما كما ربياني صغيراً}. وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا تفسير سوره. وشمل الإحسان كل ما يصدق فيه هذا الجنس من الأقوال والأفعال والبذل والمواساة. وجملة { إما يبلغن} بيان لجملة { إحساناً} ، و { إما} مركبة من ( إن) الشرطية و ( ما) الزائدة المهيئة لنون التوكيد ، وحقها أن تكتب بنون بعد الهمزة وبعدها ( ما) ولكنهم راعوا حالة النطق بها مدغمة فرسموها كذلك في المصاحف وتبعها رسم الناس غالباً ، أي إن يبلغ أحدُ الوالدين أو كلاهما حد الكبَر وهما عندك ، أي في كفالتك فَوَطّىء لهما خُلُقك ولين جانبك.
الله أراد للإنسان العيش بكرامة لكنه ( الإنسان) فشل في فهم المعادلة وحولها إلى عبودية لغير الله. – مساكين العرب ، يسبون حكامهم ويشتمونهم وإذا منحهم الله نفس حقوق الحكام في أولادهم صاروا أسوأ من حكامهم. هل تعتقد بأن الله سيتركك ترحل من هذة الدنيا دون أن يمحص إيمانك؟ إن كان الحاكم ظالم فأنت أشد ظلما. فالحاكم إنما يظلم البعيدين بينما أنت تظلم المقربين الذين هم من دمك ولحمك. يلا أحكم يا بطل. س: كيف اواجه شخص مغلق العقل بحب ؟! وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا تفسير حلم. ج: عن طريق التوجه للمكتبة وشراء الكتب المناسبة س: عند أول كلمة تختلف معهما في الرأي حتى لو قيلت بنبرة لطيفة ورقيقة سيبدأ الصراخ والشكوى، وترديد آية" ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما"، و"احنا كنا نحترم أهلنا وما نرفع عينا بوجودهم"، وغيرها من الخرابيط، هذا طبعا غير الأفلام الهابطة اللي يسوونها إذا راحوا يشتكون ويبكون يم الناس ويفشلون ولدهم اللي يصورونه بصورة "العاق الجاحد الحقير" لمجرد ابداء رأي، لذلك يضطر الواحد يبلعها ويسكت لأن تقريبا لا يوجد حل إلا الهجرة من البلد، كل الحلول الأخرى مع أبوين غير واعيين تفاقم المشكلات وتفسد الحياة بشكل خطر وشديد الإيذاء. ج: مع ذلك يمكن ببعض الحكمة السيطرة على الوضع فإن كان الوضع ميؤسا منه بعد تكرار المحاولات فلا بأس من الإستقلال عنهما.
أنت كسول وجبان، هذة هي القصة الحقيقية. لا تريد المواجهة ولا تستطيع أن تعبر عن إختلافك بحب وقد فشلت في الغفران لوالديك وهذا ما يجعلك غير قادر على مواجهتهما بحزم والإحسان إليهما. أنت لا تريد أن تحسن إليهما لذلك تضعف شخصيتك وتظهر في شكل المستضعف البائس. في الحقيقة أنت تضللهما بخنوعك وتغريهما بظلمك وتوهمهما بأنك راضٍ بما يقومان به وفي الآخرة سيجدان أسئلة لن يستطيعا الإجابة عنها عندما يسألهما رب العزة عن ظلمهما لأولادهما. سيقولان كنا نعتقد بأننا نحسن صنعا لأننا لم نجد رفضا أو إعتراض. تفسير: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر). هل تعتقد بأن الله سيتركهما يمران بسلام؟ في الحقيقة الذي يوهمك بتقديس الوالدين هو يزين لك طريق إرسالهما إلى النار. يقول لك تنازل عن حقوقك لتوهمهما بأنهما على صواب. الإحسان هو قمة الرحمة. عندما تقول للمخطىء، أنت مخطىء لكن بطريقة لا تجرحه وتهين كرامته. الإحسان أن توصل رسالتك للطرف الآخر بألطف أسلوب حتى إذا عاد إلى رشده وجد أنك قدمت له ما ينقذه من الهلاك رغم أنه إعتقد لوهلة أنك ضده. أنقذ والديك ولا تعبدهما، كن محسناً. ——————————– هل تعرفون لماذا أمرنا الله بالإحسان للوالدين؟ هذا لأنه يريد كل إنسان أن يعيش بكرامة فحتى أقل الناس مكانة في العالم سيكون هناك من يحترمه ويحسن إليه وهم أولاده.
و ( أنْ) يجوز أن تكون تفسيرية لما في ( قضى) من معنى القول. ويجوز أن تكون مصدرية مجرورة بباء جر مقدرة ، أي قضى بأن لا تعبدوا. وابتدىء هذا التشريع بذكر أصل التشريعة كلها وهو توحيد الله ، فذلك تمهيد لما سيذكر بعده من الأحكام. وجيء بخطاب الجماعة في قوله: { ألا تعبدوا إلا إياه} لأن النهي يتعلق بجميع الناس وهو تعريض بالمشركين. إعراب قوله تعالى: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر الآية 23 سورة الإسراء. والخطاب في قوله: { ربك} للنبيء صلى الله عليه وسلم كالذي في قوله قبل: { من عطاء ربك} [ الإسراء: 20] ، والقرينة ظاهرة. ويجوز أن يكون لغير معين فيعم الأمة والمآل واحد. وابتدىء التشريع بالنهي عن عبادة غير الله لأن ذلك هو أصل الإصلاح ، لأن إصلاح التفكير مقدم على إصلاح العمل ، إذ لا يشاق العقل إلى طلب الصالحات إلا إذا كان صالحاً. وفي الحديث: « ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب » وقد فصلت ذلك في كتابي المسمى { أصول النظام الاجتماعي في الإسلام}. هذا أصل ثاننٍ من أصول الشريعة وهو بر الوالدين. وانتصب { إحساناً} على المفعولية المطلقة مصدر نائباً عن فعله. والتقدير: وأحسنوا إحساناً بالوالدين كما يقتضيه العطف على { ألا تعبدوا إلا إياه} أي وقضى إحساناً بالوالدين.
هو سيكتوي بنار الألم عندما نضطر إلى معاملته بالمثل.